كل شيء ممكن.. وكل شيء غير ممكن في ماسبيرو.. هذا النجم الذي هوي.. كل شيء مباح في هذا الكيان المتعملق القابع خارج الزمان والمكان، فهو لا يسمع ولا يري ولكنه يتكلم.. ويبدو أنه لا يريد أن يدرك أن عشرات الملايين من أهل مصر انتفضوا وثاروا في 30 يونيو، فتوحدت تلك الجموع الهاردة، الجامحة، ليصبح الكل في واحد لاستعادة الهوية المصرية، ولتصدح صرخة واحدة مدوية زلزلت العالم «تحيا مصر»، صرخة كونية دحرت المؤمرات، أربكت الإمبراطوريات ولكنها لم تزلزل ماسبيرو وما أدراك ما هو ماسبيرو.. تحيا مصر صحوة ضد الفاشية الدينية.. تحيا مصر زهوة واستغاثة لعودة الوعي المغتصب والروح المسلوبة.. 30 يونيو اندلعت لإقصاء أهل الشر الذين تسربلوا بالدين لامتطاء السلطة، وبينما يخوض الوطن تلك الحرب الشرسة ضد هؤلاء يستمر تليفزيون الشعب في مسيرته الإظلامية، فالأقوال المأثورة التي يبثها هي لسيد قطب.. فبالنسبة لماسبيرو المصاب (بالأمنيزيا) أي فقدان الذاكرة تارة وبالنوايا السيئة تارة وبالفشل والتغييب أحيانا لم يسمع عن 30 يونيو (أصله ماعداش علي مصر).. الرئيس عبدالفتاح السيسي في بداية رئاسته طالب كل مسئول بالتخلي عن منصبه إن لم يكن قادرا علي تحمل تلك المهمة العصيبة والمرحلة الخطرة التي تمر بها مصر، فالمؤامرة الكونية مازالت موجودة، 30 يونيو أجلت المكيدة العظمي، أوقفت الآلة الجهنمية إلي حين، أما القضاء عليها نهائيا فيقتضي جبهة داخلية عظيمة التماسك والانصهار، سبيكة مذهبة تلفظ الضعفاء، العجزة، العملاء، المرتزقة، الأغوات، الخونة، من احترفوا الغباء السياسي، من احترفوا النخاسة، سماسرة الأوطان، من احترفوا مقايضة الأرض والعرض بالمال الرجيم. لماذا لا يرحل مع احترامي الأستاذ عصام الأمير، الأستاذ مجدي لاشين، والسيدة صفاء حجازي، نعم نسألكم الرحيل، ونسأل رئيس الوزراء إبراهيم محلب الحسم والعزم فلا وقت لدينا للتأجيل للمجاملة، ونظرية اللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفوش.. ماسبيرو هو الواجهة الرسمية للدولة، وهو الآن دولة إخوانية داخل الدولة بل لقد تجاوز في الأخونة فترة حكم الإخوان أنفسهم.. والمزايدة علي أشدها فمعالم طريق سيد قطب متاحة عزيزي المشاهد علي الشاشة، أشعر أني في قلب مسرح العبث ربما مسرحية لبكيت أو يونسكو، أو ربما مسرح القسوة لأرتو.. أو الاستبحس كما أسماه أحمد رجب. ربما يريدون لهذا الشعب المكلوم أن يشك في قواه العقلية.. أن يصاب بالفصام، والعصاب الازدواجية والذهان.. فهل 30 يونيو حلم ولاّ علم، سيد قطب عاشق لتراب مصر مولع بالوطن، بالرحمة، بالتسامح تجاه الآخر (بأمارة) قوله إن الأرض مجرد وحلة وطين ونجاسة وصلة الرحم هي الدنس بعينه.. ووجب تدمير القناطر الخيرية لتغرق مصر.. والمرشد الأسبق يقول بفخر (طظ في مصر) يبقي ماسبيرو بيقولنا (طظ فيكم أنتم) ولا حول ولا قوة إلا بالله إنا لله وإنا إليه راجعون ياماسبيرو، إذن بعد كل ما كان وما لم يكن وبعد الدماء التي سالت والأرواح التي أهدرت تفوق سيد قطب بحكمته النبيلة، المستنيرة علي العقاد، طه حسين ونجيب محفوظ.. مدد مدد.. ياتليفزيون الشعب.. بل لقد شاهدت إحدي القنوات تضع شعار «العدالة والحرية» تمويه يعني بدل الحرية والعدالة.. وتستشهد المذيعة في صباح الخير يامصر بابن حنبل.. ولقد نشأنا في مصر الوسطية علي كليشيه مألوف «متبقاش حنبلي» فديننا الحنيف ييسر ولا يعسِّر، يتوسط ولا يتشدد أو يتطرف، يحنو ولا يقسو.. أما المذيعة الشقراء في «يسعد صباحك» فانخرطت في نوبة من البكاء علي الهواء مع ضيفها السلفي (متشحتفة) تشكو من حبها لله سبحانه وتعالي فأخرج الضيف ذو اللحية المديدة مع احترامي منديلا من جيبه علي الهواء، حاجة بيتي كده، والسؤال لماذا كل هذا يتم علي الهواء (حبكت) في مشهد عجيب أمام الملايين كلنا نعبد الله بخشوع وورع وهيبة ووقار لا علي الملأ، نحب الله سبحانه وتعالي ونفعل هذا العشق الإلهي من خلال الالتزام بالضمير والعمل، فالله يقول اعملوا فسيري الله عملنا لا كلامنا، فلا للتقوي الصوتية والمرئية، لا للمظهر بدون الجوهر، لا للإبصار دون بصيرة، الثقافة بدون تنوير، الطقوس بلا ضمير، لقد بلغ ماسبيرو الذروة من خلال تقديس سيد قطب وتلميع التيارات المتأسلمة وخلط حرية التحريض بحرية التعبير، فالمجد هناك للالتباس، فنجد برنامج الأستاذ علاء بسيوني يتضمن الكثير من التحريض المغلف بالنقيض الأستاذ شقيق تامر أمين الذي استضاف أثناء حكم الجماعة كل القتلة والإرهابيين الذين زعموا أنهم عادوا إلي البيت.. فتم إضفاء شرعية لهم والتطبيع الضمني مع الدم.. يقول د.يوسف إدريس: «فإما أن عقلك انتهي تماما، وإما أن عقلا آخر فيك بدأ يبرز.. عقلك الأكبر وويلك إذا انتهي عقلك وبقيت حيا.. وويل ويلك إذا بدأ العقل الأكبر وأنت لا تزال سجين وجودك الأصغر.. وفي الحالين أنت في لحظة جحيم».. يارئيس الوزراء نريد وزارة للإعلام ووزيرا بقامة د.ثروت عكاشة باستنارته ووعيه، نريد تطهير كل مؤسسات الدولة من الفشل، الإظلام والفساد، الشعب يريد أن يعرف «هل نفتح الشباك أم نغلقه.. هل نكون أو لا نكون؟ هل الدولة تسعي للتصالح في الخفاء وتجس النبض مع من تآمر وأهدر الدماء، لماذا يتصرف بعض من يملكون السلطة وكأنهم متفرجون، لماذا لا يتغير «مجلس حقوق الإخوان»؟! المجلس الأعلي للصحافة.. لماذا التهاون مع الصحفي الذي يعبث بأمن الوطن من أجل خبر مجرد خبر.. لماذا مع احترامي الجم يتحدث وزير الأوقاف عن السماح لمحمد جبريل بإمامة المصلين في عمرو بن العاص وكأنه تفاجأ بسلوك الرجل، أم قرر الوزير أن يتصالح مع هؤلاء في وزارته.. وقيل إن الجمهور عايز كده أي والله فكان أن رضخت الوزارة.. وأقول هناك أيضا فئة مارقة تريد مرسي فهل تستجيب الأغلبية الساحقة من الشعب.. ولا أي حد معدي كده وميوله معروفة يقول (معدتش أعمل كده تاني).. يرحب به لامتطاء المشهد.. أم هذه بروفة ومنمنمات للمصالحة وطعن الشعب الذي ضحي في مقتل.. كفانا استحضار تلك الوجوه الجالبة للتكفير لا التفكير، للتدمير لا للتعمير، للإجبار لا للاختيار، للكراهية لا للتسامح، للفرقة لا للوحدة، إن القضية ليست فيمن تلوثت أيديهم بالدماء بل في الفكر المعطوب، الدموي فالرصاصة تقتل فردا والقنبلة قد تقتل بضعة أشخاص أما الفكرة فتقتل الإنسانية جمعاء.. ولا تموت.. نحن في خضم حرب شعواء لا برنامج ما يطلبه المستمعون.. يارئيس الوزراء نريد إعلاما موجها للخارج، كفانا نكلم دوما أنفسنا المونولوج المزمن، فيلهب رجال الأعمال لتأجير مساحات للحديث إلي الآخر في الغرب المتربص بنا.. نرجوك افعل..