ساعات معدودة ويتركنا شهر رمضان الذي نتشوق لرؤيته كل عام ونظل نردد طوال العام اللهم بلغنا رمضان.. ليال قليلة ونجلس بيننا وبين أنفسنا نتحاسب ونحصي أعمالنا وندقق ونفكر ونتساءل هل نحن من الذين حصدوا خيرات رمضان؟ هل نحن من المغفور لهم في هذا الشهر الكريم؟ وكما قال رسول الله(ص) «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».. يقول العلماء بأن صوم رمضان إيماناً واحتساباً طاعة لله ورجاء مغفرة للذنوب (إيماناً واحتساباً) تعني إيمانا بالله ورضا بفرضية الصوم عليه واحتسابا لثوابه وأجره ولم يكن كارها لفرضه ولا شاكا في ثوابه وأجره فإن الله يغفر له ما تقدم من ذنبه.. فهل امتثلنا لأوامر الله ونواهيه؟ ويقول أبو موسي رضي الله عنه: كان لنا أمانان ذهب أحدهما وهو كون الرسول فينا وبقي الاستغفار معنا فإذا ذهب هلكنا.. وهو ما يعظم من قيمة الاستغفار.. ومن فضائل الاستغفار أن الله عز وجل يغفر لمن استغفره قال تعالي: «ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما» كما أن الاستغفار يجلب الخيرات والبركات ويدفع البلاء.. يقول الله تعالي: «استغفروا ربكم أنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا مالكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا» أي إذا تبتم إلي الله واستغفرتموه كثر الرزق عليكم وسقاكم من بركات السماء وأمدكم بأموال وبنين وجعل لكم جنات فيها أنواع الثمار وخللها بالأنهار الجارية بينها وفي هذا دلالة علي عظم فوائد الاستغفار وكثرة خيراته وتعدد ثمراته. اللهم اجعلنا ممن صام وقام رمضان إيماناً واحتساباً فغفر له ما تقدم من ذنبه. اللهم اجعلنا ممن يوفق لقيام ليلة القدر إيماناً واحتساباً. اللهم أعنا علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. اللهم بلغنا رمضان أعواما عديدة.