وسط نجمات السينما والتليفزيون تظل النجمة داليا البحيري صاحبة حالة خاصة من الإبداع، فعلي مدار مشوارها الفني قدمت العديد من الأفلام التي ستبقي طويلا في ذاكرة الفن السابع، وعندما اتجهت للدراما التليفزيوينة، تركت بصمات مميزة عبر أدوارها الكثيرة المتنوعة والتي أثبتت من خلالها امتلاكها القدرة علي دخول قلوب المشاهدين دون استئذان.. داليا، ارتدت عباءة صاحبة الجلالة خلال مسلسلها الأخير يوميات زوجة مفروسة أوي الذي كسبت به الرهان في الموسم الرمضاني بعد النجاح والتألق الذي حققته من خلال تجسيدها لشخصية «إنجي» الصحفية في المسلسل، وهي تعترف أن هذا الدور بالتحديد أخرجها من عباءة الأدوار الرومانسية، التي التصقت بها، وفي هذا اللقاء تبوح داليا البحيري بالكثير من الأسرار والجديد في عالمها الفني. ما المغريات التي دفعتك لتقديم دور «إنجي» في زوجة مفروسة؟ - دي قصة طويلة ترجع لعلاقة الصداقة الوطيدة بيني وبين الأستاذة الصحفية أماني ضرغام منذ أن كانت تعد لي برنامجا خلال فترة عملي الأولي كمقدمة برامج علي القناة الفضائية وكانت معروفة بالتميز.. وفي ذات الوقت كانت تقدم عمود رأي أو بابا ثابتا في إطار عملها بجريدة الأخبار وكنت من أشد المعجبين به لكونه يطرح أفكارا وقضايا عديدة من قلب المجتمع وتمنيت معها أن يتم تحويل أفكار الباب لعمل درامي وحدث أن عرضت علي الفكرة منذ عامين ولكن كانت المشكلة هي.. من سينفذ العمل.. وبعدها حدث اتفاق فني أجمع فيه المنتج والمخرج أحمد أنور علي روعة الأفكار وعمقها التي تطرحها المؤلفة في بناء شخصيات جميلة تحمل ثراء دراميا متميزا بين السطور.. وعليها قرر أن يتولي إخراج العمل وقام بعمل تعديلات وهوامش إخراجية لرفع درجة التشويق في السيناريو والإيقاع والبناء الدرامي.. وبصراحة بعد النص المتميز بالطرح الساخر للمشاكل والمنتج والمخرج أحمد أنور.. ومشاركتي في العمل مع نجوم كبار منهم خالد سرحان وسمير غانم ورجاء الجداوي ومحمد أبوداود ومروة عبدالمنعم وإيمان السيد أليست كل هذه مغريات لقبول الدور.. ما المقومات التي استندت عليها لتقديم دور الصحفية؟ الدور قماشة جيدة والشخصية جديدة وغير مستهلكة في الدراما المصرية أو العربية.. وكما قلت أن المؤلفة صديقتي ولذا من يوم قراءتي لأول سطر في النص كنت أقوم بزيارات لأصدقائي في أكثر من مؤسسة صحفية للوقوف علي خطوات العمل في بلاط صاحبة الجلالة، هذا بالإضافة لمتابعتي الجيدة سواء بالقراءة أو المشاهدة لأغلب الأعمال سواء السينمائية أو التليفزيونية التي تمت بصلة لهذا المجال وهذا شكل عندي حالة من الوعي وربما حالة من الترقب لطبيعة الشخصية وما يواجهها.. ووضعتها في المسئولية الأفضل خاصة أني مررت بتجربة المذيعة الإعلامية.. والشخصيتان يربطهما خيط طويل ومؤثر في ذات المجال. وهل تملكين الصلاحيات في الاجتهادات إلي درجة الخروج عن النص. - أنا بطبيعتي أعشق الكوميديا الهادفة وليست المبتذلة ولذا فالاجتهادات ضرورية لأنها روح الممثل ولمسته الخاصة وهنا يكمن الإبداع خاصة إذا كانت نوعية الدور ومساحته وهوامشه ونسيج الأحداث الدرامية بالعمل تسمح بالإضافات والخروج غير المقصود عن النص طالما سيخدم الدور ويضيف إليه جديدا والخلاصة أن هناك بعض جمل الحوار والتعليقات أضفتها بطريقة عفوية تأتي وليدة اللحظة. ولأي مدي استفدت من المؤلفة في تقديم الجديد للدور؟ - لأنها تتمتع بروح الإبداع في كتاباتها الساخرة التي نقرؤها في بابها الثابت فقد نجحت ببساطتها في نقل كل ملامح الشخصية التي أقدمها في المسلسل. خاصة أن سيناريو العمل يدور حول زوجين يعملان في جريدة واحدة وهي نفس الظروف التي تعمل فيها أماني ضرغام وزوجها الصحفي الكبير ياسر رزق رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم رئيس تحرير الأخبار وبالتالي فقد اهتمت بنقل كل التفاصيل المحيطة بالشخصية ومن حولها لي وأعترف أنها ساعدتني وحركت قدراتي التمثيلية لتقديم شخصية خفيفة الظل قادرة علي أن تدخل القلوب بسرعة. إلي أي مدي كنت منسجمة مع أنجي رغم صعوبتها؟ - لا أخفي سعادتي بيوميات زوجة مفروسة أوي تحديدا نظرا لأنه كان وجبة فنية دسمة وراقية وجديدة علي المائدة الرمضانية هذا العام تحترم عقل ووجدان المشاهد خاصة أنها خالية من أي مناظر أو ألفاظ أو إيحاءات تخدش الحياء كما لا أخفي أني كنت قلقة جدا من التجربة والمسئولية خلالها لكني في ذات الوقت كنت متحمسة لها لأن الحكاية فيها مختلفة وأقدم فيها شخصية جديدة لم تقدم بشكل ثابت أو كوميدي في تاريخ الدراما المصرية.. وهذا القلق دفعني لتقديم عمل مميز يضفي البسمة الغائبة عن الشاشة علي ملايين المشاهدين. رغم خبرتك الفنية في أعمال كثيرة إلا أن شعورك يختلف أثناء الوقوف أمام عادل إمام في السفارة في العمارة؟ - يا ااه فكرتني بأول مرة قابلت فيها الزعيم أستاذي عادل إمام قبل التصوير لأنه كما اعتاد في معظم أفلامه يقوم بدعوة مجموعة العمل لكسر الحواجز الموجودة بينهم.. وفي هذا اليوم تحديدا اكتشفت أنني خجولة إلي درجة أنني لم أستطع فتح أي أحاديث إلي أن قام الزعيم بخفة ظله المعهودة وتعمد مشاركتي في مناقشات فنية خاصة.. وبالفعل انتهي الخجل وأصبحنا صديقين وقد استفدت منه الكثير في حرفية وصدق وعفوية الأداء.. بخلاف التزامه الشديد بمواعيد التصوير والتركيز مع المخرج وباقي كتيبة العمل الفني.. وللحق أيام التصوير معه في فيلم السفارة في العمارة من أجمل الأوقات.. والفيلم يعتبر إحدي العلامات الهامة المؤثرة في مشواري الفني. هل تخشين أن يعتاد الناس عليك في نوعية الأدوار الكوميدية مستقبلا؟ - في كل عمل فني أقدمه أواظب علي أن تكون الشخصية التي أقدمها تختلف عن الأخري فمثلا قدمت أربع شخصيات مختلفة في مسلسل صرخة أنثي لشاب جامعي يتعرض لموضوع شائك وهو التحول الجنسي وفي مسلسل لحظات حرجة الجزء الثالث قدمت دور الدكتورة فاطيما.. ودور بنت بلد بورسعيدية جدعة في مسلسل علي ياويكا أمام مصطفي قمر ودور أم وزوجة لبطل رياضي في فيلم الغواص.. والفتاة الجامعية في فيلم زي الهوا.. وشخصية الفتاة الشريرة في مسلسل حلم النهار ودور شابة عربية تعيش في إحدي الدول الأوربية وتقع في حب مصور صحفي يحاول استغلال هذه العلاقة في تحقيق مصالح وشخصية فنانة تشكيلية متزوجة تضطر لترك طفلها والسفر للعيش في باريس وهناك تتعرض للمشاكل خلال فيلم الباحثات عن الحرية.. هذا بخلاف دور ليالي التي تعمل في أحد الفنادق وتتعرض لمضايقات تهرب علي إثرها وتختفي.. وقدمت دور فتاة من الأحياء الشعبية في بنت من الزمن ده.. هذا بخلاف أدواري الرومانسية الأخري المركبة في ريش نعام وفي غمضة عين.. وأود القول إنني مللت من حصار أي دور وخصوصا الرومانسية وكان ذلك خارج إرادتي لأن المخرجين كانوا يطلبونني لهذه الأدوار.. وبات أول اسم يطرح علي رأس قائمة أي دور رومانسي هو «داليا البحيري» والآن بعد زوجة مفروسة بدأت الخروج من هذا الثوب. وما حقيقة أنك دخلت عالم التمثيل بالمصادفة؟ - رغم أنني حاصلة علي بكالوريوس في الإرشاد السياحي إلا أني خضت تجربة العمل في مجال الإعلانات والأزياء ولكني لم أحترفها كمهنة.. أما المهن التي احترفتها بالفعل فهي المرشدة السياحية ثم المذيعة التليفزيونية.. وقد اكتشفني المخرج رأفت الميهي عندما كنت أسجل حلقة عن إحدي صالات المزادات وقدمني في دور البطولة في فيلم «عشان ربنا يحبك» ولذا هو صاحب الفضل في دخولي المجال الفني والذي علمني الكثير والكثير في هذا المجال.. وأدعو الله له بالشفاء من أزمته الصحية. بعد عناء وعذاب التصوير ما المسئولية التي وضعها أمامك مسلسل مفروسة أوي؟ - يوميات زوجة مفروسة وضعني أمام تحد كبير للظهور بشكل أقوي وأعلي مستوي في الأعمال المقبلة لأن صورتي ستهتز بنظر الناس لو قدمت أقل من المستوي الذي شاهدوه وانطبع لديهم لذلك أنا الآن في مرحلة صعبة ولا أقول أن مسلسل يوميات زوجة مفروسة صفحة وانتهت فأنا أنظر دائما إلي الأمام حتي أحقق عشقي للتحدي في عملي بتقديم كل جديد متميز. يري البعض أن الفن لابد أن يحمل رسالة إنسانية والآخرون يرون أن هدفه المتعة فقط.. أنت مع من؟ كل فنان حقيقي بداخله إنسان.. وعندم أختار أدواري في الأعمال الفنية أبحث دائما عن الجانب الإنساني في الشخصية التي أجسدها ومدي تأثيرها في العمل.. والفن بشكل عام هدفه المتعة لكن ما المانع أن تكون لي أهداف أخري تنويرية هادفة.. فالعمل الجاد هو الذي يستمتع به الناس ويتأثرون به ويأخذون منه درسا وعبرة خلال متعة المشاهدة. ولماذا أنت غائبة عن السينما؟ - لي فيها ذكريات جميلة.. السينما بداية انطلاقتي الفنية منها علشان ربنا يحبك، أحلام حقيقية.. جوبا، الغواص زي الهوا السفارة في العمارة حريم كريم عن الحرية.. سنة أولي نصب.. كان يوم حبك.. محامي خلع.. عمليات خاصة.. والسينما هي القاعدة التي ساعدتني علي اختراق الأجواء الفنية وأنا علي استعداد للمشاركة فيها إذا توفرت القصة الجيدة والمخرج المتمكن من أدواته وباقي العناصر الجيدة في كتيبة العمل والإنتاج الجيد.. وبصراحة السينما وحشتني قوي وأنا شديدة التفاؤل وأري أن القادم أفضل. وهل من معوقات دفعتك للابتعاد عن تقديم البرامج؟ - قدمت في بدايتي بعض البرامج وهذا ليس أمرا جديدا بالنسبة لي.. ولكني اعتبر الاتجاه لبرامج المنوعات أمرا جيدا.. وبالنسبة لتجربة بقوي قلبكا الذي قدمته علي قناة إم بي سي مصر فهي مختلفة عما سبق وقدمته سابقا ولذا لاقي نجاحا كبيرا لأن المشاهد المصري يفتقد هذه النوعية التي تعتمد علي الحركة وإتاحة الفرصة لطاقات الشباب المتسابقين من مصر وروسيا وفرنسا وأمريكا والمجر وأندونيسيا.. وقد استقبلت ردود أفعال إيجابية وبالتالي فقد شجعني ذلك علي الموافقة علي تقديم موسم جديد للبرنامج.. وأتمني أن يكون الموسم القادم أكثر تفوقا ونجاحا عن الموسم الأول. البعض يتهربون عند السؤال عن لذة الشهرة وينفونها ماذا عنك؟ الشهرة لها إيجابياتها ولها سلبياتها.. وأكثر ما يفرحني في الشهرة عندما أقدم عملا وأري نجاحي في عيون المشاهدين. ما الذي يخيف داليا البحيري بعد المكانة المتميزة التي وصلت إليها بين نجوم الدراما؟ - حقيقة هناك أمر يخيفني كثيرا وهو سنة الحياة في النهاية.. فاليوم هناك فنان أو فنانة ينجحان ويحققان الشهرة ثم بعد ذلك يأتي غيرهما.. ولهذا فالواجب علي الممثل أو الممثلة أن يطور نفسه وينوع اختياراته وهذا ما أحرص عليه شخصيا فكثيرون نجحوا ولكنهم توقفوا عند حد معين ولابد من إدراك أن الساحة ممتلئة وهناك شباب قادمون بقوة ومن لا يطور نفسه ينساه الناس. أخيرا ما هو جديدك للمرحلة المقبلة؟ - أنا الآن في مرحلة استجمام بعد انتهاء التصوير ورغم ذلك هناك أكثر من عمل درامي لن أفصح عنها الآن إلا بعد انتهاء مرحلة القراءة والموافقة في حالة طرحها لأفكار جديدة وآراء متعددة.