يزداد ارتباط الصائم بالسبحة في شهر رمضان الكريم وتكاد لا تفارق أصابعه ولا يكف لسانه ذكراً وتسبيحاً عداً علي حباتها .. وحبات السبحة هي الأقرب لقلب الصائم فبحباتها يحصي وعليها يُذكر اسم الله تسبيحاً وحمداً وتوحيدا .. وندعوه ونرجو عفوه ورضاه .. وعقب الصلوات هي للتسبيح والأذكار .. والصوفيون هم الأكثر إقبالاً علي شراء السبحة في الشهر الكريم.. ومن أنواع السبح: سبحة الصوفيين وهي سبحة خاصة بالعدادات تسمي «الألفية» 99 حبة.. وتوجد سبح عدد حباتها 16 و33 و32 و101 حبة.. والمصريون هم الأكثر إقبالاً علي السبح وحملها خاصة في الشهر الكريم الذي يقضون لياليه في حي الحسين العريق المزدحم بمحلات صناعة وبيع السبح المحيطة بمسجده والجامع الأزهر المزدحمين بالمصلين والذاكرين فيما بعد المغرب وحتي وقت الإمساك وأداء صلاة الفجر. ويوجد في حي الحسين والجمالية وخان الخليلي الصناع الأمهر في صناعة السبح خاصة من الكهرمان والخامات النادرة من المرجان والفيروز واليسر والفضة والبرونز واللازورد والذهب والأبنوس والكوك.. وترجع صناعة السبح يدوياً في مصر إلي العصر الفاطمي التي تصنع من خامات نباتية وليست بلاستيكية وتُعد أشجار الأبنوس والعود والصندل والورد والعضم وخشب كوك جوز الهند من أفضل الأنواع. وهذه المنطقة العتيقة هي الأكثر شهرة في العالم العربي في تصنيع السبح التي تُصدر إلي الخارج ويزداد تصديرها إلي السعودية لارتباطها القوي بمناسك الحج والعمرة ولا تستطيع السبحة الصينية منافستها.