بيانات تهديد للحكومة بالاستمرار في الغش لعدم إصلاح التعليم تشهد امتحانات الثانوية العامة هذا العام تمدد ظاهرة الغش الإلكتروني عبر صفحات تخصصت في تسريب الامتحانات للطلاب، لتنتقل التسريبات من عالم السياسة إلي الامتحانات التي تحدد مستقبل أجيال جديدة، بما يكشف فشل المنظومة التعليمية، وعجز الحكومة عن وقف هذا النزيف من التسريبات التي تكررت في الآونة الأخيرة علي صفحات تجاهر بنقل أسئلة الامتحانات وإجاباتها، في وقت يزعم المسربون ودعاة الغش الإلكتروني أنهم لجأوا إلي هذه الطرق غير المشروعة كرد فعل علي تعنت الحكومة في إصلاح العملية التعليمية برمتها. 15 صفحة تسرب الامتحانات.. و"الداخلية": ضبطنا مؤسسي بعضها رئيس امتحانات الثانوية العامة: نجحنا في ضبط ناشري الامتحانات علي "فيسبوك" 4 سنوات مضت علي بداية ظهور "الغش الإلكتروني" في مصر إلا أن وسائل المواجهة من قبل الجهات الحكومية المتمثلة في وزارات التربية والتعليم والداخلية والاتصالات لم تتغير، وظهرت أسماء عدة لصفحات تخصصت في تسريب الامتحانات أشهرها "غش من غير برشام" و"غشاشون الخفافيش" و"غشاشون فدائيون"، و"بالغش اجتمعنا" و"ثورة التعليم الفاسد" و"شاومينج بيغشش الثانوية العامة" و"شاومينج ينادي بالتطوير" وقد باءت محاولات إغلاقها بالفشل لوقف مهزلة تداول الامتحانات عليها. وقبل بداية الامتحانات في كل عام تخرج التصريحات الوردية من المسؤولين بوقف تلك المهزلة إلا أن الأمر يتكرر بنفس الطريقة في ظل عجز حكومي ورسمي في وقفها وإن كانت الحسنة الوحيدة العام الحالي هي التوصل إلي الطلاب الذين يقومون بنشر أوراق الأسئلة علي مواقع التواصل الاجتماعي وحرمانهم من امتحانات العام. وبالرغم من أن وزارة التربية والتعليم قد تقدمت ببلاغات رسمية إلي وزارة الداخلية والنائب العام بأسماء 15 صفحة علي مواقع التواصل الاجتماعي تسهل عمليه الغش الإلكتروني إلا أنه وبحسب محمد سعد رئيس عام امتحانات الثانوية العامة لم يتم إغلاق سوي 6 صفحات فقط. وزارة الداخلية من ناحيتها أعلنت القبض علي مسئولي عدد من صفحات الغش الإلكتروني علي "فيس بوك" وهي "شاومينج - عبيلو واديلو - غشاشون فدائيون" إلا أن هذه الصفحات نجحت في استمرار عمليات الغش الإلكتروني من خلال باقي المسئولين عن إدارة تلك الصفحات الذين لم يتم القبض عليهم حتي الآن وذلك كنوع من التحدي لوزارتي التربية والتعليم والداخلية. الجديد هذا العام أن صفحات الغش علي مواقع التواصل الاجتماعي خرجت تهدد وزارة التربية والتعليم حيث أصدر أدمن صفحة "شاومينج بيغشش ثانوية عامة" علي موقع التواصل "فيسبوك" المتخصصة في مساعدة طلاب الثانوية العامة علي الغش الإلكتروني خلال الامتحانات بيانا أعلن خلاله عن المطالب التي يريدها من المسئولين في الحكومة مقابل وقف الغش الإلكتروني أثناء الامتحانات. وتمثلت مطالب "شاومينج" وفقاً لما جاء في البيان في: تصحيح مسار المنظومة التعليمية بأن يحصل المعلم المصري علي حقوقه ويأخذ وضعه الاجتماعي و المادي والثقافي وإعادة كرامة المعلم بالمدارس وإلغاء التصنيف الطبقي للكليات بإلغاء التنسيق وتفعيل امتحانات القدرات وتطوير المناهج بتحويلها لمناهج رقمية وإلغاء الاعتماد علي المناهج الورقية وذلك عن طريق تسليم الطلاب كارت ميموري مسجل عليه المنهج إلي جانب توفير تابلت تعليمي في كل مراحل التعليم ويتم عمل شبكة وايرليس في المدارس تسمح بالدخول علي مواقع التعليم فقط. وفي نهاية بيانه قال مؤسس "شاومينج": "أوعدكم كلكم بأني هاختفي تماما للأبد لكن علي الأقل يُطرَح علي الرأي العام إن الحاجات دي هتتنفذ وجاري دراستها ويتم الاعلان عن كده في موعد أقصاه 15 يونيو 2015 وإلا ستسمر المهزلة". من جانبه قال محمد سعد رئيس عام امتحانات الثانوية العامة إن هناك 50 حالة غش تم ضبطها خلال الأسبوع الأول من امتحانات الثانوية العامة العام الحالي مشيرا إلي أن الوزارة نجحت العام الحالي في ضبط جميع الطلاب الذين قاموا بتداول الامتحانات علي مواقع التواصل الاجتماعي بعد بدء الامتحانات. وأشار سعد في تصريحات خاصة ل"آخرساعة" أن وزارة التربية والتعليم تقدمت ببلاغات للنائب العام ووزارة الداخلية عن 15 صفحة علي صفحات التواصل الاجتماعي تقوم بتداول ورق الامتحانات قبل بدء ماراثون الثانوية العامة وبالفعل تم إغلاق 6 صفحات ولكن هناك صفحات لم يتم السيطرة عليها بعد حتي الآن. وأوضح سعد أن وزارة التربية والتعليم لاتمتلك سوي الإبلاغ عن تلك الصفحات بالإضافة إلي تسهيل مهمة ضبط الطلاب الغشاشين بعد التوصل إليهم من خلال الإدارة العامة والتوثيق التابعة لوزارة الداخلية بالإضافة إلي مباحث الإنترنت الذين يتواجدون داخل غرفة عمليات الثانوية العامة. وقالت إن الوزارة اتخذت هذا العام جميع الإجراءات الوقائية قبل بدء امتحانات الثانوية العامة والمتمثلة في تعديل القرار الوزاري رقم 500 والخاص باصطحاب المحمول داخل لجان الامتحان ليصبح حرمان الطالب من أداء امتحان المادة في حالة اصطحابه للمحمول دون أن يستخدمه وقت الامتحان وحرمانه من أداء جميع الامتحانات في حال استخدامه للغش أثناء الامتحان. وأوضح أن ثاني هذه الإجراءات والتي بفضلها تم السيطرة إلي حد ما علي ظاهرة الغش بالمحمول هو إمضاء الطالب وولي الأمر علي إقرار بعدم اصطحاب المحمول في لجان الامتحان بجانب زيادة عدد العصي الإلكترونية لتفتيش الطلاب كما أننا قمنا العام الحالي بتشكيل فريق مكافحة الغش الإلكتروني بالإدارة المركزية لتكنولوجيا المعلومات بالوزارة بجانب تشديد العقوبة علي المراقب أو الملاحظ في حالة ثبوت تسهيله عملية الغش. وأكد سعد أن وزارة التربية والتعليم نجحت هذا العام في الحد من حوادث الاعتداء علي الملاحظين أثناء الامتحانات وبعدها وذلك بفضل التواجد الأمني المكثف هذا العام في الأماكن التي حدث بها شغب في الأعوام الماضية وتحديدا في قرية البداري بأسيوط والحامول وكفر الشيخ والسويس مشيرا إلي أن تواجد الداخلية بشكل مكثف أمام لجان الامتحان قضي علي مشكلات التأمين التي كنا نعاني منها في الأعوام الماضية. وعن كواليس غرفة عمليات الثانوية العامة وكيفية التوصل إلي الطلاب ناشري الامتحان علي مواقع التواصل الاجتماعي أشار سعد إلي أن مباحث الإنترنت تقوم بتحديد مكان ناشر ورقة الامتحان ومن ثم نقوم بالاتصال باللجان المتواجدة في تلك المنطقة ونقوم بالتواصل مع رؤساء اللجان حتي يتم ضبط الطالب. وأوضح سعد أن مايتم نشره من أوراق الامتحانات علي مواقع التواصل بعد بدء الامتحان لا يعد تسريبا فالامتحان خرج من سريته في تمام التاسعة صباحا وأصبح في يد أكثر من نصف مليون طالب وهم داخل اللجان مشيرا إلي أن مايتم تداوله علي مواقع التواصل الاجتماعي قبل الامتحانات تكون مزورة وهدفها تشتيت الطلاب. وأشار إلي أن تداول امتحان مادة التربية الوطنية غير المضافة للمجموع علي مواقع التواصل الاجتماعي ليس الهدف منه الغش بقدر كونه هدفا لإثارة البلبلة. وكشف سعد عن ابتكار طلاب الثانوية العامة في مصر كل عام أساليب حديثة للغش داخل لجان الامتحانات علي أمل أن هذه الحيل ستؤدي إلي صعوبة مهمة ضبطها أو كشفها علي وزارة التربية والتعليم. وقال إنه علي الرغم من ذلك إلا أن الوزارة تستطيع كشف مثل هذه الحيل داخل اللجان من خلال اهتمام الملاحظين ورؤساء اللجان بمراقبة تحركات وأفعال جميع الطلاب الموجودين داخل اللجنة لكشف أي محاولة للغش واتخاذ الإجراءات القانونية لمعاقبة أصحابها. وكشف عن نجاح الوزارة في الأسبوع الأول في ضبط جهاز جديد من نوعه مع أحد الطلاب داخل لجنة بالإسكندرية مع بدء امتحانات الثانوية العامة هذا العام، وهو عبارة عن جهاز إلكتروني علي شكل "كارت فيزا" موجود بداخله كارت ميموري مسجل عليه أجزاء المنهج بحيث يلجأ إليه الطالب أثناء أداء الامتحان للإجابة عن الأسئلة. وأضاف أنه تم أيضا ضبط طالبة تخفي التليفون المحمول داخل ملابسها "الداخلية" ثم أخرجته أثناء وجودها في اللجنة وصورت ورقة امتحان اللغة العربية ورفعته علي صفحات الغش الإلكتروني كما تم ضبط طالب ومعه قلم بكاميرا في لجنة ب6 أكتوبر بالجيزة وتم ضبط طالب بلجنة الخلفاء الراشدين الابتدائية العمرانية يحاول الغش بالكتابة علي البنطلون الذي يرتديه. وقال سعد: "ضبطنا أيضا خلال الأسبوع الماضي طالبا بلجنة صقر قريش التجريبية في البساتين بالقاهرة يغش بسماعة بلوتوث وآخر يغش بساعة حديثة ماركة سامسونج سوداء اللون بها المنهج كاملا داخل لجنة أوسيم للتعليم الأساسي بالجيزة وضبطنا طالبا آخر يغش بنظارة بلوتوث بلجنة منشأة البكاري "ث" بنات كرداسة بالجيزة . وأكد أنه تم عمل محاضر إثبات حالة لهؤلاء الطلاب وتحويلهم للشئون القانونية لاتخاذ اللازم حيالهم مع تحويل المراقبين الأوائل والملاحظين للتحقيق.. وأكد سعد أن الأسبوع الأول من امتحانات الثانوية العامة شهد وفاة طالبة بمدرسة بهتيم الثانوية تبلغ من العمر 17 عاما إثر هبوط حاد في الدورة الدموية أثناء أدائها امتحان اللغة العربية إلي جانب إصابة العشرات من الطلاب بحالات انهيار عصبي وإغماءات وهبوط في الدورة الدموية خوفا من الامتحانات.