في منزلها البسيط راقي الذوق في حي المهندسين بالجيزة، كل ركن يحمل صور شقيقها الرئيس الراحل أنور السادات بطل الحرب والسلام، الحزن يخيم علي أجوائه، بعد أن أكدت لنا الكاتبة الصحفية الكبيرة سكينة السادات أن اللحظات القاسية كانت أكثر في حياتها من لحظات الفرح بعد أن فقدت اثنين من أبنائها في عام واحد، وفقدت والدتها التي كسرت وفاتها ظهرها، كما فقدت اثنين من أشقائها، الشهيدين الرئيس السادات وعاطف السادات. مشاعر العزة والفخر كانت تسيطر علي أجواء الحوار، فصور الرئيس السادات المنتشرة علي جدران المنزل، تحمل أصداء تاريخ طويل من النصر والعبور، وتنعكس علي شخصية سيدة عظيمة مثل سكينة السادات، وهي تتذكر معنا محطات لا تنساها في حياتها: "حصلت علي ليسانس الآداب قسم الاجتماع بعد ثماني سنوات قضيتها في الجامعة، وكان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يدفع لي مصاريف الجامعة". تتابع: "أدين بالفضل في حياتي المهنية للكاتب الصحفي الراحل مصطفي أمين، الذي علمني كيف أكتب"، مضيفة: التحقت بمجال الصحافة بعد لقائي بشكري زيدان، بعد امتحاني في اللغة والترجمة، وكنت وقتها منتسبة في أولي آداب قسم اجتماع بجامعة عين شمس، وكان أول موضوع صحفي أجريته في حياتي حواراً مع الملكة فريدة في أوائل حقبة الستينيات، وحصلت وقتها علي مكافأة 20 جنيها، ومنذ ذلك الوقت أعمل في دار الهلال أي منذ حوالي 50 عاما، وحينما انتقل مصطفي أمين إلي أخبار اليوم طلب مني العمل معه في "الأخبار" مقابل 50 جنيها لكنني اعتذرت. تواصل ذكرياتها: زواجي كان أغرب ما حدث في حياتي وكان مفاجأة لي. تزوجت وأنا بنت الخامسة عشرة بعد حصولي علي الثانوية العامة من مدرسة الأميرة فريال الثانوية، وكنت أشعر بالسعادة كأي فتاة، لم أر عريسي – الموسيقار الراحل عبدالحليم نويرة - الذي اختاره لي الرئيس الراحل جمال عبدالناصر"، حيث كان نويرة صديقا للرئيس الراحل أنور السادات وكان يكبرني بحوالي 20 عاما، وتم تحديد موعد الخطوبة بشكل مفاجئ، فلم أشتر فستان سهرة في حياتي، وجيهان السادات هي التي فصلت لي فستان الخطوبة. وفي صندوق ذكرياتها صفحات قاسية، حيث تقول: وفاة والدتي كسرت ظهري، فقد كانت سندي وهي التي ربت أولادي، وكانت تساعدني في أعمال البيت، وكنت أعتمد عليها في كل شيء في حياتي، أما اغتيال الرئيس السادات فكان أكثر اللحظات قسوة في حياتنا جميعاً.. كنا وقتها في مدفن أخينا الشهيد الرائد عاطف السادات أول طيار عبر القناة. وللسعادة محطات أيضاً في حياة سكينة السادات حيث تقول: ثمة ذكريات لا يمكن أن أنساها أو ينساها أي مصري، أهمها لحظة العبور في حرب أكتوبر 1973، كانت لها قصة معي، فوقتها حصلت علي دعوة لزيارة بلدان جنوب شرق آسيا في شهر سبتمبر، واتصل بي السادات وقتذاك وأبلغني بضرورة العودة قبل الخامس من أكتوبر، وفي الساعة الثانية ظهر يوم السادس من أكتوبر تم إبلاغنا بخبر العبور، وحينها فهمت لماذا أبلغني بضرورة العودة قبل الخامس من أكتوبر، وكنت أريد الاطمئنان حينذاك علي أخي عاطف، فأبلغونا أنه بخير، ولم يخبرونا بخبر وفاته إلا بعد وفاته بعام. تضيف: نحن عائلة مرتبطة ببعضها فلم نكن نقيم حتي عيد ميلاد إلا بعد أن نستأذن أخينا الرئيس السادات، وهو الذي جهزني في زواجي ولم نكن نفعل شيئا بدون الرجوع إليه.