كانت ولا زالت الأم هي مصدر الرحمة والعاطفة والأمان لأبنائها، إلا أن هناك بعض الأمهات ابعد ما تكون عن هذا المعنى، أمهات تجردن من كل مشاعر الحب والعاطفة، ليحل محلها قسوة قلب لا مثيل لها، فعوضاً عن الحنان والرحمة التي يجب إعطائها لأبنائهم، اعطوهم الموت خنقاً أو قتلا، ممثلين لإحدى ابشع الجرائم التي ترتكب داخل محيط الأسرة أو ما يعرف ب"الجرائم الأسرية فليس هناك ابشع من أن تقتل الأم أبنائها، فمهما كانت الدوافع المؤدية لارتكاب الجريمة والذي يأتي على رأسها الخلل النفسي أو الاضطرابات النفسية، مثلما يري علماء النفس والاجتماع، إلا أنها تظل من ابشع الجرائم الصادمة المجتمع فلا شيء بعد الام يمكن الوثوق به إذا ما اجرمت وتحولت لقاتلة، وهو ما يثير العديد من التساؤلات حول ما هي الدوافع التي تدفع ام إلى قتل أبنائها، وما مدى تأثير ذلك على الأسرة والمجتمع. قتلت اطفالها الثلاثة والسبب المصاريف جريمة مروعة دارت أحداثها داخل فيلا بمنطقة الشروق، عندما أقدمت سيدة على إنهاء حياة أطفالها الثلاثة خنقًا ثم اتصلت بالشرطة. تلقى قسم شرطة الشروق، بلاغًا من شرطة النجدة بوجود جثث لأطفال داخل شقة بدائرة القسم، وعلى الفور انتقلت أجهزة الأمن لمكان الواقعة وعثر على جثامين 3 أطفال فى العقد الأول والثاني من العمر ووجود آثار لخنق حول الرقبة بعمل التحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة والدتهم وألقى القبض عليها ، ويقوم رجال المباحث بعمل التحريات وسؤال شهود العيان وتفريغ كاميرات المراقبة للوقوف على ملابسات الواقعة.
مصاريف المدرسة
دلت التحريات أن السيدة منفصلة عن زوجها منذ 4 سنوات وكانت تقيم فى الفيلا برفقة أطفالها. وتابعت التحريات أن السيدة لم تستطع دفع مصاريف أطفالها الثلاثة بالمدرسة الخاصة ففكرت في التخلص منهم، فاستغلت نومهم وأحضرت قطعة قماش وقامت بخنقهم، وبعد تأكدها من وفاتهم قامت بالاتصال بالشرطة. قتلتها بسبب علاقة عاطفية بابن عمها كشفت أجهزة الأمن في كفر الشيخ،، تفاصيل واقعة مقتل فتاة تبلغ من العمر 17 عامًا، بعد العثور عليها مخنوقة داخل غرفتها بقرية سنديون التابعة لمركز فوه، حيث تبين أن والدتها أقدمت على خنقها بإيشارب بسبب خلاف حاد نشب بينهما إثر علاقة عاطفية جمعت الفتاة بابن عمها. تلقى اللواء إيهاب عطية، مدير أمن كفر الشيخ، إخطارًا من العقيد عمر البحيري، مأمور مركز شرطة فوه، بورود بلاغ من مفتشة الصحة، الدكتورة تسنيم مكي، تشتبه فيه بوجود شبهة جنائية في وفاة "دعاء. أ. أ"، 17 عامًا، طالبة بدبلوم التجارة، بعد ملاحظتها وجود آثار حبل حول الرقبة أثناء المعاينة. انتقل فريق من المباحث إلى مكان الواقعة بقيادة العقيد محمد عبد العزيز، رئيس فرع البحث الجنائي، والمقدم أحمد مطاوع، رئيس مباحث مركز فوه، والنقيب محمد نافع، معاون المباحث. وبالمعاينة، تبيّن أن الجثة ترتدي كامل ملابسها، مع آثار واضحة للخنق حول الرقبة.وفي بداية التحقيقات، زعمت الأم "رضا. ع. غ"، 43 عامًا، ربة منزل، أن ابنتها توفيت أثناء نومها دون معرفة الأسباب. إلا أن علامات الارتباك، وكدمة ظاهرة بعينها اليسرى، أثارت شكوك فريق التحقيق. كما لاحظ رجال المباحث مظاهر خوف وارتباك على ابنها "مصطفى. ع. أ"، 16 عامًا، شقيق الفتاة. وبعد استجوابه، اعترف الشقيق بأن والدته هي من قتلت شقيقته. وقال إنه عاد إلى المنزل بعد منتصف الليل ليجد شقيقته ملقاة على الأرض، وعندما سأل والدته، ردت عليه: "ريحتك من مصايبها"، ثم طلبت منه مساعدتها في إخفاء ما حدث.
بمواجهة الأم بأقوال نجلها، انهارت واعترفت بارتكابها الجريمة، موضحة أنها منعت ابنتها من مغادرة المنزل بعد أن علمت بنيّتها الهروب مع ابن عمها الذي تربطها به علاقة عاطفية. وأضافت أن الفتاة رفضت الانصياع، فحدثت مشادة بينهما تطورت إلى اشتباك، اعتدت خلاله الابنة على والدتها وأحدثت بها كدمة، فبادلتها الأم بالدفع والانقضاض عليها، وخنقها بإيشارب حتى فارقت الحياة. واعترفت الأم بأنها بدّلت ملابس ابنتها بعد قتلها، من ملابس الخروج إلى عباءة منزلية، لإيهام المحيطين بأنها توفيت أثناء نومها، وأخفت الملابس في الغسيل لإبعاد الشبهات عنها. تم القبض على الأم ونجلها، ونُقلت الجثة إلى مشرحة مستشفى فوه المركزي تحت تصرف النيابة العامة، التي أمرت لاحقًا بنقلها إلى مشرحة مستشفى كفر الشيخ العام، وانتدبت الطبيب الشرعي لتشريح الجثة والتصريح بالدفن بعد استكمال الإجراءات القانونية. حُرر المحضر رقم 1975 لسنة 2025 إداري مركز شرطة فوه، وأُحيلت القضية إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيق.
الضغوط الاقتصادية يقول الدكتور فتحي قناوي استاذ علم كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، أن جرائم قتل الامهات لأبنائهم رغم بشاعتها إلا أنها لا تشكل ظاهرة في حد ذاتها، لافتاً إلى أنها ليست شائعة، لكنها تحدث بين الحين والآخر وتترك أثرًا عميقًا في المجتمع، فهي صادمة فى حد ذاتها وإذا أردنا أن نبين بعض الدوافع المؤدية لارتكابها، تأتي الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، كأحد الدوافع الرئيسية وراء وقوع هذه الجرائم فان الفقر والبطالة قد تدفع بعض الأمهات إلى اليأس، خاصة إذا كنّ عائلات وحيدات لأطفالهن. الإدمان والزواج المبكر وتابع استاذ علم كشف الجريمة أن الزواج المبكر أو القسري قد يجعل الأم في احيان كثيرة غير مؤهلة نفسيًا لتحمل مسؤولية الأمومة، علاوة على العنف الأسري والإدمان، فان بعض الأمهات يتعرضن للعنف الجسدي أو النفسي من قبل الأزواج، مما يخلق بيئة غير مستقرة، وهو ما ينعكس سلبا على الأبناء وقد يؤدي إلى ارتكاب جرائم في حقهم، وهناك بعض الأمهات اللواتي وقعن اسيرات لإدمان المخدرات أو الكحول وهو ما قد يفقد الأم السيطرة على أفعالها. الانتقام من الزوج واردف أن انتقام الام أو الزوجة من الزوج أو الأسرة في بعض الحالات، قد تدفعها إلى ارتكاب الجريمة بدافع الانتقام من الزوج بعد الطلاق أو الخلافات الأسرية، وهو ما ترتب عليه جرائم كثيرة من هذا النوع تحدث بحق الأبناء، لافتاً إلى أنه لكي نحد من ظهور تلك الجرائم، لا من وجود برامج لتوعية الأمهات ومراكز نفسية لتأهيلهم، فلا يمكن اختصار الحل في تغليظ العقوبات فقط فهناك من هؤلاء الأمهات من يحتاج السجن كعقوبة وآخرين يحتجن إلى علاج نفسي مكثف.
اكتئاب ما بعد الولادة من جانبها أوضحت الدكتورة داليا العقاد الخبيرة النفسية والسلوكية، أن الأسباب والدوافع النفسية وراء ارتكاب الأم لجريمة في حق أبنائها تتمحور حول الأمراض النفسية غير المُعالجة، لافته إلي أنه أحيانا تعاني بعض الأمهات من اضطرابات نفسية حادة مثل، اكتئاب ما بعد الولادة، الذي قد يؤدي إلى هلاوس وأفكار انتحارية أو إيذاء الطفل، علاوة على مرض الذهان أو الفصام، حيث تفقد الأم القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ. تعزيز الرعاية الصحية وتابعت "العقاد" أن عدم تلقي العلاج المناسب لبعض الأمهات لاسيما ذات الميول الإجرامية وذلك بسبب الوصمة الاجتماعية أو نقص الوعي، يفضي حتماً إلى حدوث جريمة سواء في حق أبنائها أو في نفسها بالانتحار ، مشيرة إلى أنه يمكن الوقاية من هذه الجرائم، بحلول عملية، من بينها تعزيز الرعاية النفسية فهناك ضرورة لفحص الأمهات بعد الولادة لاكتشاف أي علامات للاكتئاب أو الاضطرابات النفسية، علاوة على توفير خطوط مساعدة نفسية مجانية للحد من الأزمات، وايضا لابد من التوعية المجتمعية، وذلك بكسر حاجز الصمت حول الأمراض النفسية وتشجيع طلب المساعدة.