»الفيفا« هي الحروف الأولي من الاتحاد الدولي لكرة القدم ومقره زيورخ في سويسرا. وهو يشرف علي اتحادات كرة القدم في كل دول العالم. وينظم مباريات كرة القدم التي تجري مرة كل 4 سنوات في إحدي دول العالم. ويدير الفيفا مجلس تنفيذي من 24 عضوا يختارون من دول العالم المختلفة بالانتخاب. ويجتمع هذا المجلس يوم 2 ديسمبر القادم لاختيار المدينة التي ستجري فيها مباريات كأس العالم عامي2018و2022. وقد تقدمت 9 دول تطلب إجراء المباريات في أراضيها وهي انجلتراوالولاياتالمتحدة وروسيا وكوريا الجنوبية وقطر واسبانيا والبرتغال وبلجيكا وهولندا واليابان. قدمت هذه الدول إغراءات ضخمة ويمكن أن نسميها رشاوي الفيفا ليوافق علي إقامة الكأس عندها. انجلترا مثلا قالت للفيفا: إذا تم اختياري لإقامة كأس العالم فإني أضمن للفيفا مبلغا قدره 240 مليون دولار وكوريا الجنوبية قالت للفيفا: إذا كان الاختيار لي عام 2018 فسأنشئ صندوقا لتنمية لعبة كرة القدم خلال السنوات من 2011 حتي 2022 يوزع 777 مليون دولار علي اتحادات كرة القدم حول العالم منها 170 مليونا لأفريقيا و 170 مليونا لشمال أمريكا ومنطقة الكاريبي و150 مليونا لأسيا و120 مليونا لأوروبا و100 مليون لأمريكا الجنوبية و170 مليونا للمصروفات الإدارية. ويضاف إلي هذا ضمان 350 مليونا أرباح الفيفا من المباريات. ومما يذكر أن الفيفا ربحت 3 ملايين دولار من بيع حقوق إذاعة مباريات الكأس التي أقيمت أخيرا في جنوب أفريقيا وتسويق متعة المباريات. أما قطر فقالت للفيفا : ستقام المباريات عندنا إذا أقيمت في ملاعب مكيفة الهواء وسط الصحراء. ويتوقعون أن تفوز الولاياتالمتحدة بإقامة »الكأس« لعام 2022 أما نفقات الإعداد لمباريات الكأس فإن كوريا الجنوبية اعتمدت لتجهيز الملاعب وغيرها 80 مليون دولار. وبين الأعمال التي ستقوم بها كوريا الجنوبية مد نفق تحت سطح البحر يربط بين كوريا الجنوبية وجزيرة جيجو ويمتد أيضا إلي الصين واليابان. ❊ ❊ ❊ المهم أن الحديث في العالم عن الرشاوي التي عرضتها أو قدمتها الدول للفيفا أغرت أعضاء المجلس التنفيذي بقبول الرشاوي لإقامة المباريات عندها صحيفة »الصانداي تايمس« البريطانية أوفدت أحد مراسليها إلي مندوبي نيجيريا وناهيتي الأعضاء في المجلس التنفيذي للاتحاد فادعي المندوب أنه ممثل إحدي الدول التي تطلب إقامة كأس العالم في أراضيها. وقال المراسل الصحفي لمندوبي الدولتين عضوي المجلس التنفيذي للفيفا: أريدكما أن تصوتا مع دولتي لتقام المباريات عندنا. وأخذ المراسل يغري المندوبين بالمال ويضاعفه حتي وافقا علي أن يبيعا صوتيهما لتلك الدولة. ونشرت الصحيفة ماجري بين المراسل ومندوبي نيجيريا وتاهيتي بالصوت والصورة فاضطر سيب بلاتر رئيس للفيفا إلي تشكيل لجنة تحقيق مع المندوبين للوصول إلي الحقيقة وهل قبل المندوبان بيع صوتيهما فعلا. وحتي ينتهي التحقيق تقرر منع المندوبين من حضور اجتماع المجلس التنفيذي يوم 2 ديسمبر وبذلك سيصوت علي اختيار مقر كأس العالم عام 2018 و2022 ر22 عضوا فقط بدلا من 24. وقال بلاتر: رغم ماجري خان بليونا من البشر يتابعون كرة القدم حول العالم مازالوا يعتقدون بأن أيدي نظيفة طيبة هي التي تحكم الفيفا ومقرها. وكان المتبع من قبل أن تكتفي الفيفا بما تحصل عليه من بيع حقوق إذاعة مباريات الكأس في قنوات التليفزيون حول العالم وهي أرقام أصبحت خيالية. ولكن هذا لم يعد يكفي الفيفا بدليل أنها تحصل الآن علي امتيازات مالية رشاوي من الدول التي تريد إقامة مباريات الكأس عندها وكذلك تسويق المباريات. وتنفق الدول ملايين الدولارات بل البلايين أيضا استعدادا لإقامة الكأس وبعض الدول تعوض ماتنفقه من دخل المباريات وبعضها لايزال مدينا من إقامة مباريات للكأس تمت قبل عشرين عاما وأكثر!