في التكنولوجيا كل يوم هناك جديد...كل يوم ابتكار، كل يوم اختراع، نعيش الآن في ثورة حقيقية، في هوس عالمي تام وغير مسبوق لمتابعة آخر التطورات في أجهزة الكمبيوتر واللوحات الحاسوبية والتليفونات المحمولة الذكية...نحن هنا نحاول أن نلقي نظرة علي آخر التطورات في عالم الكمبيوتر، نحاول أن نسبق الأحداث ونتحسس المستقبل، نحاول أن نتنبأ كيف سيكون شكل الحاسب الآلي غداً وبعد غد. لاشك أن العامين الماضيين شهدا تغير مفاهيم عديدة في سوق الكمبيوتر والتكنولوجيا فأولاً مع ظهور التليفونات المحمولة الذكية الSmart phone بدا واضحاً أن صناعة الكمبيوتر مقبلة علي مرحلة جديدة، مرحلة يكون فيها الحاسب أصغر وأداؤه أقوي وأكبر. وبالفعل كانت النقلة الكبري مع ظهور الأي باد والذي اعتبره كثيرون – رغم ضعف مواصفاته بالنسبة للحاسبات المكتبية - نقلة نوعية في عالم الحاسبات والمعلوماتية، وظهرت بعده العديد من الحاسبات اللوحية القوية في الأداء والجميلة والعملية والتي أقبل عليها المستخدمون بشكل واسع. واليوم صار الجميع يتساءل كيف سيكون المستقبل؟ ماهو شكل كمبيوتر الغد؟ هل ستستمر الحاسبات الشخصية الكبيرة أم ستختفي ليحل محلها السمارت فون واللوحات الحاسوبية، أم ستظهر حاسبات أخري بمفاهيم جديدة مختلفة تماماً في الشكل والتصميم والأداء؟ في الواقع الاحتمال الثالث هو الأقرب، فالحاسبات الكبيرة وحتي المحمولة والصغيرة قد يحل محلها أجهزة كمبيوتر في حجم عقلة الصباع أو أصغر.وهناك مشاريع تطرح الآن علي الساحة قد تغير تماماً مفهوم الكمبيوتر الذي نعرفه. منها الأفكار التي طرحتها ميكروسوفت وجوجل بإلغاء فكرة الكمبيوتر المادي في الأساس وإحلالها بمفهوم الحاسب السحابي، التي يتحول فيها الحاسب لمجرد متصفح للمعلومات والبيانات التي يتم تسجيلها في فضاء الإنترنت، بحيث يمكن للشخص أن يتصفح جهازه من أي مكان في العالم وعن طريق أي وسيلة. إذاً فالمستقبل غير واضح المعالم ولايعرف أحد إلي أين تتجه أسواق الحاسبات والتكنولوجيا في العالم، لكن دعونا نتعرف علي بعض الأفكار والابتكارات المطروحة لعلنا نستشف منها كيف سيكون المستقبل. حاسبك الكبير في جيبك العنوان كاف ومعبر... فهو كمبيوتر شخصي مكون من مجموعة من الأقلام الضوئية تستطيع أن تتحرك بها في أي مكان وتضعها في جيبك، وعندما تحتاج لاستخدام الكمبيوتر كل ماعليك أن تضع الأقلام علي سطح مستو بترتيب معين وتقوم بتشغيلها ليظهر لك مجسم ضوئي لحاسب بلوحة مفاتيح وشاشة لتتعامل معهما بكل سهولة، ويستخدم هذا الجهاز تقنية الليزر والبلوتوث في العمل. الإسورة الرقمية بعد أن صار الكمبيوتر جزءا لايتجزأ من حياتنا بدأت الحاسبات التقليدية تأخذ شكل الحاسبات المحمولة الصغيرة والأجهزة المحمولة الأخري، حتي يمكننا استخدام الحاسب في أي زمان وأي مكان. ونتيجة لثورة الكمبيوتر الحالية بدأت تظهر تصميمات مختلفة وغريبة الشكل منها ذلك التصميم للفرنسي إيلودي ديلاسوس الذي أطلق عليه اسم هولولو 2. وهو عبارة عن إسورة صغيرة يتم ارتداؤها في اليد ومن خلالها يمكن تصفح شبكة الإنترنت علي شاشة من الليزر وبجانب استخدامه العملي هو أيضاً يبدو كإكسسوار جميل وأنيق. كتاب "كورييه" لم يكن من الممكن أن تقف ميكروسوفت مكتوفة الأيدي وهي تري منافستها وغريمتها اللدود أبل تخطف الأضواء وحدها بمنتجها "الأي باد" لذلك ولمواجهة قطار أبل، تصدر ميكروسوفت قريباً اللوحة المزدوجة الحاسوبية "كورييه" والتي تبدو مثل الكتاب الورقي الذي يمكن طيه عند الانتهاء من قراءته. وتتمتع كورييه بمواصفات قوية، حيث إن سمكها لايتعدي البوصة الواحدة ووزنها كيلوجرام واحد. وتبلغ أبعادها5x7 بوصة ويوجد بها كاميرا داخلية. كما أن المفاجأة أن بها كارت شاشة قوي جداً من نوع نيفيديا تيجرا 2 وستعمل علي نظام تشغيل "ويندوز 7 فون". جسدك جهاز كمبيوتر التاتش سكرين أو شاشات اللمس أصبحت تحولاً كبيراً في حياتنا في الآونة الأخيرة، وبدأت تدخل في كل الأجهزة بداية من التليفونات المحمولة والكمبيوتر والأجهزة المنزلية الأخري. الجديد هنا هو جهاز وسيط جديد سيظهر شاشة لمس ضوئية علي ذراع وكف المستخدم. التكنولوجيا التي تطورها ميكروسوفت تستخدم عارض "بروجيكتور" صغيرا جداً مدعما بمجسات تستطيع التعرف علي الموجات فوق الصوتية الخفيفة التي تنتج من ضغط المستخدم علي الأزرار الافتراضية الموجودة في يده. ومن خلال البرنامج المدمج يتم التعرف علي الزر الذي ضغط عليه من خلال تحليل الموجة الصوتية التي تم إنتاجها. ويمكن للكيبورد الجسدي أن يعمل من وضع الثبات أو مع حركة الإنسان العادية. وحالياً يتم تطوير هذه التكنولوجيا في استخدامات أخري منها مثلاً احتمال أن نري عازف جيتار يعزف علي الهواء بدلاً من العزف علي آلة موسيقية مادية. ميكروسوفت كنيكت هي تكنولوجيا ظهرت بالفعل مع جهاز الألعاب إكس بوكس والتي تسمح للمستخدم في التحكم بالألعاب دون اي أجهزة تحكم، فقط بأيديهم وإيماءاتهم. لكن هذه التكنولوجيا لن تقتصر استخداماتها علي مجال الألعاب فقط بل سيتم استخدامها لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة والعاجزين الذين يستطيعون بحركة واحدة بالوجه أن يصدروا أوامر لجهاز الكمبيوتر. كماستستخدم أيضاً في المجالات الطبية وفي الجراحات عن بعد. كمبيوتر له شكل ولون ورائحة عندما تشتري منتجا من علي شبكة الإنترنت يمكن أن تلمسه وتستنشقه وتتذوقه أيضاً، هذا ليس ضرباً من الخيال العلمي ولكنه واقع مع تكنولوجيا "السنس". والسنس هو جهاز لاسلكي يسمح للمتصفح أن يقترب أكثر من السلعة التي يريد شراءها. ومن خلال الشاشة الحساسة، تستطيع أن تشعر بملمس المنتج ودرجة حرارته وجودته، ورائحته وطعمه من خلال تكنولوجيا حبر واكس والتي تحتوي علي المذاقات والروائح الأساسية في الطبيعة ومن خلال مزجها ببعض بنسب معينة تنتج الرائحة والطعم المماثل للمنتج. ومن خلال الشاشة التي تعمل بتكنولوجيا النانو يستطيع المستخدم معرفة ملمس المنتج، هل هو خشن أم ناعم، صلب أم لين وهكذا....ومن الممكن أن تستخدم هذه التكنولوجيا لمساعدة فاقدي البصر الذين يعتمدون علي حروف بريل، حيث يمكن قراءتها عن طريق الشاشة.