عقدت مؤخرا في دبي قمة التكنولوجيا والحلول علي مدي يومين, بمشاركة أكثر من600 من ممثلي شركات حلول وتجميع وتوزيع أجهزة الكمبيوتر بمختلف دول العالم. ثورة التقنية الحديثة لن تتوقف.. والعقول مستمرة في الابتكار والإبداع.. فمنذ سنوات قليلة كانت هناك صعوبة في الوصول إلي المعلومات, بسبب محدودية وسائل الاتصال وضعف المحتوي علي شبكة الانترنت, ولكن اليوم تغير الحال وأصبحت المعلومات هي التي تبحث عن المستخدمين. فارتفع عدد من يستخدمون الانترنت عبر المحمول في العالم إلي500 مليون من المتوقع أن يزيد عددهم إلي1.3 مليار خلال السنوات الثلاث المقبلة, كما يتوقع الخبراء بيع250 مليون جهاز كمبيوتر خلال العامين القادمين, هذا بخلاف ارتفاع حجم المحتوي علي الإنترنت إلي4.5 إيكزابايت( الإيكزابايت يساوي مليار جيجابايت), أو(1 وإلي يمينه9 أصفار جيجابايت), ليقترب من مجموع الكلمات التي نطقها الإنسان منذ فجر البشرية وحتي الآن والتي تقدر بنحو5 إيكزابايت. هذه الأرقام والمعلومات كشفت عنها' قمة حلول إنتل2010' والتي عقدت أخيرا في دبي علي مدي يومين, بمشاركة أكثر من600 من ممثلي شركات حلول وتجميع وتوزيع أجهزة الكمبيوتر بمختلف دول العالم, لعرض أحدث ما وصلت إليه التقنيات الحديثة في عالم الاتصالات والكمبيوتر والحلول الموجهة للشركات المتوسطة والصغيرة لتطوير وتنمية أدائها, بالاضافة إلي مستقبل التكنولوجيا خلال السنوات القادمة. تنظيم المؤتمر كان مثيرا للغاية, ويكشف عن تحول كبير في بيزنس تنظيم المؤتمرات, فعند تسجيل البيانات في مكان المؤتمر يتسلم جميع المشاركين جهازا يشبه التليفون المحمول( تتم إعادته عند انتهاء المؤتمر) يحتوي كل جهاز علي صورة حامله, ومن خلاله يمكن التعرف علي بيانات وصورة أي شخصية ترغب مقابلتها, حيث تصنف البيانات علي الجهاز بشكل منظم من حيث أسماء الدول والشركات والأشخاص, كما يمكن استخدام الجهاز في إرسال رسائل قصيرة لأي شخص ترغب في مقابلته, بالاضافة إلي أنه يستقبل الرسائل عن مكان وموعد الجلسات التي ستعقد خلال المؤتمر, وأسهم هذا الجهاز في ابرام العديد من الصفقات والتواصل بين المشاركين, بالاضافة إلي ذلك خصصت إدارة المؤتمر قناة تليفزيونية بالفندق يمكن من خلالها التعرف علي وقائع المؤتمر وأنت داخل غرفتك. وخلال المؤتمر استعرض ستيف دالمان نائب الرئيس مجموعة المبيعات والتسويق بشركة إنتل العالمية التطورات التي شهدتها السوق خلال الفترة الماضية, وقال إن التكنولوجيا المتوافرة حاليا سمحت بانتشار المحتوي الالكتروني بشكل أكبر, وأن التطور ليس بسبب الانترنت وإنما نتيجة أن كل شيء أصبح مرتبطا بالانترنت, موضحا أنه تتم إضافة1.2 مليون معلومة كل ثانية علي موقع' فيس بوك' أي حوالي2 مليار محتوي في الأسبوع وذلك من منصات مختلفة, كما يضاف لهذا الموقع مليون مستخدم يوميا, وأن إجمالي الصور الموجودة علي الموقع تصل إلي20 مليار صورة, كما يصل ما يتم تحميله يوميا من علي موقع' يوتيوب' إلي مليار تحميل. أضاف أن المحتوي الموجود علي الانترنت يشهد نموا كبيرا وزاد الآن علي جميع الكلمات التي نطقت بها البشرية, ومتوقع أن يتضاعف المحتوي عدة مرات حتي عام2012. وعلق سمير الشماع المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط بالشركة العالمية بقوله إن السوق تشهد حاليا طلبا كبيرا علي الأجهزة والحلول الجديدة خاصة مع بدء التعافي من الأزمة المالية وقيام الشركات بعمليات تجديد, حيث أطلقنا علي عام2010 أنه عام التجديد. وقال إن هناك ثورة في التقنيات الجديدة حيث تلاحق المعلومات المستخدمين في أي مكان حيث يمكن استخدام الانترنت في الطائرات أو السيارات أو أثناء مشاهدة التليفزيون أو ممارسة الرياضة من خلال التليفون المحمول أو في أي مكان من خلال الكمبيوتر المحمول, مشيرا إلي أن' المحتوي هو الملك' في الوقت الحالي ويدفع المستهلك لاستخدام التكنولوجيا وأصبح التليفزيون يعمل لا سلكيا ويمكن استخدام الانترنت من خلاله بفضل المعالجات الجديدة' كور اي فايف وأي سفن'. وقال إنه في المستقبل ستقوم اللوحات الإعلانية الرقمية بعرض إعلاناتها حسب الشخص الذي يمر أمامها وتعرض له ما يحبه, من خلال التعرف علي اهتماماته وتفضيلاته من خلال الأجهزة التي يحملها, فإذا كان يحب الشيكولاته تعرض له إعلانات عنها ونفس الأمر بالنسبة لمختلف السلع والمنتجات الأخري. كما تم خلال المؤتمر طرح طراز من الكومبيوترات المدرسية قابل للطي و تجمع وظائف الكمبيوتر الكامل, مع تعزيز ميزة القراءة الإلكترونية, وخفض استهلاك الكهرباء. ويمكن التفاعل مع الجهاز عبر الشاشات التي تعمل باللمس بحيث يمكنها مساعدة الطلاب في عملية التعليم. وأكد سمير الشماع أن سوق الكمبيوتر في منطقة الشرق الوسط تضاعفت ثلاث مرات خلال الفترة من2004 وحتي2009, وهذا النمو مستمر وستتكرر هذه الدورة خلال السنوات الأربع القادمة, أي ستتضاعف السوق ثلاث مرات أخري, وقال إنه في عام2005 تم بيع330 ألف جهاز خادم واليوم يمكن استبدالها بنحو17 ألف خادم فقط لتؤدي نفس الوظيفة, ويمكن لها أن تستعيد تكلفتها خلال11 سنة فقط, كما تسهم هذه الخوادم في تقليل انبعاثات الكربون بما يوازي سحب200 ألف سيارة من السوق. وأشار إلي أنه نظرا لهذا النمو في المنطقة, فإن هناك تركيزا خاصا علي بعض الأسواق مثل مصر والسعودية والامارات والتي تعد أسواقا كبيرة وتحتاج إلي تركيز شديد لاستغلال الفرص بها, مؤكدا أن التقارير تشير إلي أن مبيعات أجهزة الكمبيوتر في مصر ستتضاعف ثلاث مرات من العام الحالي وحتي عام2014, بما يوضح أن السوق مقدمة علي انتعاشة كبيرة. وأوضح أنه لو نظرنا لبعض المعلومات فإن55% من المستهلكين في الدول العربية من فئة الشباب وأن معدل استخدام الكمبيوتر يتراوح ما بين15 و20% بما يعني أن80% من الأفراد ليس لديهم كمبيوتر, وفي ظل الاعتماد علي التكنولوجيا لتحسين مستوي الحياة العملية, فمن المتوقع أن يحدث طلب كبير علي مختلف الوسائل التكنولوجية سواء الكمبيوتر بانواعه أو أجهزة المحمول, واستشهد بأن مبيعات جهاز' بلاك بيري' في الشرق الأوسط خلال الفترة الماضية أعلي من أي منطقة أخري في العالم. وقال إن المؤتمر أعلن عن مبادرة لتوفير الدعم لقنوات المبيعات من أعضاء برنامج الشركة في المنطقة, حيث يمكن لفرق المبيعات الحصول علي لقب' مزودي التكنولوجيا' والحصول علي فرصة الوصول إلي برامج التدريب والدعم والأدوات التي تساعد علي زيادة الفرص التجارية وتلبية احتياجات العملاء في قطاع الأعمال, وأشار إلي أن هناك تركيزا كبيرا علي المجمعين والموزعين, حيث يأتي30% من العائدات لشركته من هذه الشركات, لأنها الأسبق في تبني التقنيات الجديدة ويساهمون في تحريك الأسواق.