لاشك أن صناعة تصميم الشرائح الإلكترونية تأتي علي رأس أهم الصناعات الحديثة التي حققت وتحقق قفزات كبيرة ومعدلات نمو هائلة حيث نجدها تتداخل كعنصر مكمل وأساسي في كافة الصناعات الأخري بداية من صناعة السلع الاستهلاكية كالتليفون المحمول والتليفزيون مرورا بأجهزة الكمبيوتر وتصميم الآلات والمعدات الضخمة الخاصة بالإنتاج. وقد وصل حجم الإنتاج العالمي من هذه الصناعة إلي 6 تريليونات دولار وتشارك بما بعادل 18 % من حجم التجارة الدولية. ويري البعض أن توطين التكنولوجيا يجب أن يبدأ من زيادة القيمة المضافة في عملية تصنيع مكونات الحاسب الاَلي ودعوة الشركات العالمية لضخ مزيد من استثماراته في تصنيع بعض هذه المكونات في دولنا العربية ولاسيما إذا كان الأمر يتعلق بشركة مثل إنتل تسيطر علي أكثر من 70 % من حجم السوق العالمي لمعالجات الحاسب الالي. لكن البعض الأخر يري أن الطريق الأسهل والأنسب لنا هو إقناع الشركات العالمية بفتح مراكز للتصميم والتطوير والاستفادة من كوادرنا البشرية المؤهلة في هذا المجال إذ عادة ما تكون القيمة المضافة لهذه المراكز مرتفعة جدا. "العالم اليوم " التقت مع الدكتور خالد العمراوي والذي تولي مؤخرا منصب مدير عام شركة إنتل مصر وأفريقيا والمشرق العربي حيث أكد أن المستقبل الرقمي سيتيح للمستخدمين الدخول إلي الإنترنت من أي مكان وفي أي وقت يريدون وذلك بالاعتماد علي أجهزة وبنية تحتية قادرة علي توفير القدرات الحاسوبية وإمكانات الاتصالات. * كيف تنظرون للسوق المحلي.. هل كمجرد سوق تجاري أم للبحث والتطوير ؟ ** في الحقيقة لا يمكن تجاهل حجم وأهمية سوق الكمبيوتر المحلي من الناحية التجارية والعمل علي تلبية احتياجاته وفي نفس الوقت لدينا رؤية واضحة للعمل من أجل دعمه وتنميته في مجال البحث والتطوير حيث أقمنا مركز "إنتل" لتطوير أنظمة الحاسبات في مصر وهو المركز الذي يعمل فيه متخصصون مصريون ويغطي منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا ويتيح للشركة دراسة نماذج استخدام الكومبيوتر في المنطقة وتطوير منصات عمل تتناسب تحديداً مع احتياجات العملاء في المنطقة ويعد "الحاسب الاقتصادي " بمثابة باكورة منتجات هذا المركز والذي يعد واحداً من 4 مراكز علي مستوي العالم معنية بتوفير منتجات تكنولوجيا تتناسب مع احتياجات السوق المحلي والعالمي وبأسعار مناسبة. *ماذا عن دوركم في دعم مفهوم تجميع الكمبيوتر المحمول محليا ؟ ** هناك بالفعل برنامج تأهيلي تنفذه حاليا شركة "إنتل" مصر بالتعاون مع 4 شركات محلية استعداداً للدخول في مجال تجميع أجهزة الكمبيوتر المحمول محليا كما أن شركة "إنتل" العالمية تسعي في الوقت لوضع مجموعة من المعايير والمواصفات العالمية لصناعة الكمبيوتر المحمول علي غرار ما هو كائن بالنسبة للكمبيوتر المكتبي لتشجيع الشركات علي الدخول لمجال تجميع الكمبيوتر المحمول. والتوجه نحو التقنيات المحمولة سيؤدي إلي زيادة إنتاجية الفرد والمؤسسة ومن ثمة فنحن مع تشجيع تلك المحاولات الجادة لاسيما بعض أن أصبح تجميع مكونات الكمبيوتر المحمولة ليست بالعملية المستحيلة تكنولوجيا علاوة علي توافر الكوادر البشرية المصرية التي لديها خبرات كبيرة في هذا المجال إلا أننا في النهاية نؤكد أن الكمبيوتر المكتبي لن يخرج من السوق نهائيا رغم أن معدلات نو الطلب علي الكمبيوتر المحمول ستظل أعلي من الكمبيوتر المكتبي. القدرة التنافسية * في ظل تزايد المنافسة بسوق معالجات الكمبيوتر ما العناصر الأساسية لاستراتيجيتكم؟ ** الشركة بدأت منذ عدة سنوات في تنفيذ استراتيجية جديدة تعتمد بصورة أساسية علي قدرتها علي تجميع حزمة من الحلول التكنولوجية المتكاملة لمستخدمي الكمبيوتر والتي تضمن أفضل أداء ممكن بدلا من الاقتصار فقط علي تقديم معالج الكمبيوتر كما تهدف الشركة مع مطلع عام 2010 إلي عدم الاعتماد علي المعالج ثنائي الاستخدام ولكن سيتم الاعتماد علي المعالج متعدد المراكز والاستخدامات نظرا للميزات المتنوعة التي يوفرها للمستخدم النهائي السعر المناسب وسهولة استخدامه علاوة علي عمر البطارية الطويل ودعمه للتقنيات اللاسلكية . * تعد "إنتل" من أكثر شركات التكنولوجيا تطويرا لمنتجاتها.فهل هذا يتوافق مع نمو السوق؟ ** لا شك أننا لا نستطيع أن ننتظر إلي أن يكون هناك طالبا لنقوم بتطوير منتجاتنا فنحن لدينا إستراتيجية وقواعد عمل لتطوير منتجاتنا ونسعي لتطبيقها بما يؤدي في النهاية إلي تحسين بيئة العمل الالكترونية وزيادة إنتاجية أجهزة الكمبيوتر حيث لا يجب النظر إلي سعر التقنية علي أساس انه مجرد تكلفة مالية وإنما يجب النظر إلي القيمة المضافة لهذا النوع من الاستثمار في الأدوات التكنولوجية.