تعد اللوحات المجسمة من الفنون المحاكية للواقع، التي تختلف في أسلوبها عن باقي الفنون التشكيلية، فهي تتضمن أشكالاَ ثلاثية الأبعاد، يبدع من خلالها مصممو الديكور رسوماً مجسمة بين إطارات لوحاتهم، سواء كانت لأشخاص أو زهور أو حيوانات أو أي من مفردات الطبيعة، ليشكلوا من خلالها لوحات غير تقليدية تجذب الناظرين بروعتها وسحرها. يضع كل مصمم ديكور أسلوبه المميز الذي يعبر عن طاقاته الإبداعية من خلال تطويع اللوحات المجسمة بما يتماشي مع رؤيته الخاصة، لتخاطب كل من يراها بطريقة لاشعورية، بحيث تترك انطباعاَ قويا لديه، يختلف عن بقية لوحات الرسم التقليدية أو حتي أعمال النحت التي تتشابه نوعاَ ما مع اللوحات المجسمة. يقول مصمم الديكور إبراهيم عثمان ل "هي" إن جمال اللوحات أو التابلوهات المجسمة ينبع من كونها تجمع بين فن النحت والرسم والتصميم في آن واحد، حيث تعكس بذلك أشكالاَ طبيعية تحاكي الواقع بتفاصيله الدقيقة وهو ما يساهم في سهولة اندماجها مع الأثاث المحيط بها أياَ كان نوعه، وإبراز جمال غرف المنزل بصورة متكاملة الأركان. يتابع: في بعض الأحيان يتم الخلط بين بعض اللوحات التي يتم تطعيمها بالزجاج أو تلك التي تعتمد علي النحت البارز أو النحت الغائر وبين اللوحات المجسمة، علي الرغم من كون الأخيرة فناً مستقلا بذاته، يعتمد علي وسائل مختلفة من التعبير الجمالي، ولا يتقنه إلا المحترفين ممن يستطيعون تحويل المادة الخام المصمتة إلي لوحات تنبض الحياة بين إطاراتها. ويستعرض إبراهيم خطوات صناعة اللوحات المجسمة، فهي بحسب قوله تُصنع عادة من الورق المقوي أو الجلود الطبيعية، أو بعض أنواع الأخشاب مثل البلوط أو من أحد المواد المشتقة من خام البورسلين، ويعد النوعان الأخيران من أصعب أنواع اللوحات المجسمة، فمرحلة تشكيل مجسم اللوحة المصنوع من تلك الخامات يستغرق وحده حوالي خمسة أيام، حيث يتم تحديد أطرافها الداخلية وحوافها الخارجية بعناية فائقة باستخدام أدوات حادة شبيهة بالأزميل، ثم يتم معالجة المجسم حراريا لزيادة متانته، وبعد ذلك تأتي مرحلة تحديد الشكل النهائي للمجسم عبر دمجه مع مع إطار اللوحة الخارجي، وأخيراَ تأتي مرحلة وضع الألوان، وهنا تكمن مهارة المصمم في مزج الألوان في تشكيلات بديعة لإظهار معالم اللوحة الأساسية، قبل أن تظهر في قالب إبداعي مميز علي الجدران.