يعتبر تغير الطقس والفصول السنوية الأربعة من أكثر الأمور التي تؤثر علي مزاج الإنسان وحالته النفسية. في الشتاء يعاني من الاكتئاب وفي الصيف يميل إلي المرح والنشاط الزائد، وتمثل مثل هذه التقلبات النفسية مشكلة كبيرة لمعظم الأشخاص الذين يلقون أنفسهم تحت هذه التأثيرات النفسية ولا يجيدون التعامل معها أو تجنبها من البداية. يقول أستاذ الطب النفسي في جامعة "الأزهر"، هاشم بحري ل"هي": جسم الإنسان عبارة عن خمس دوائر من الطاقة تسمي " الشاكرات" وتتأثر هذه الطاقة غالباً بفصول السنة، وهو ما يفسر تعرض معظم الأشخاص للاكتئاب العنيف في فصل الشتاء، نتيجة لطول أوقات الليل وسرعة غروب الشمس، حيث تبدأ الطاقة في جسم الإنسان في الانسحاب، ما يعرضه إلي الدخول في نوبات اكتئاب. يتابع: أما خلال فصلي الربيع والصيف فتكون طاقة الشمس قوية فيصاب الإنسان ب "الهوس" أو النشاط الزائد، ما يؤثر علي الحالة المزاجية للشخص كما تؤثر عليه جسمانياً فيتعرض الجسم للجفاف، مشيراً إلي أن الأمراض النفسية المتعلقة بفصول السنة لا تزداد بنسب كبيرة في مصر نتيجة لاستقرار الجو نوعاً ما مقارنة بالدول الأخري. في السياق، يقول استشاري الطب النفسي جمال فرويز إن الإنسان يتعرض لنوبات اكتئابية خلال فصول السنة خاصة في فصلي الربيع والخريف، وغالباً يواجه أمراضاً نفسية، منها ما يُسمي "الاضطراب الوجداني" أو "ذهان المرح والاكتئاب"، حيث يتعرض الإنسان لنوبات الاكتئاب خلال فترات النهار وتقل مع الليل وتتبدل هذه النوبات إلي حركة دائمة ونشاط أكثر من المعتاد، وهذه الحالات غالباً تُعالج بإعطاء المريض مثبتات مزاجية وليس أدوية اكتئاب لأنها حالات عرضية. ويوضح فرويز أن الأمراض النفسية تختلف من شخص إلي آخر، أي أن هناك بعض الأشخاص عُرضة أكثر من غيرهم للإصابة بهذه الأمراض منهم أصحاب "الشخصية الدورية"، ومعظمهم ممن تكون طبيعة حياتهم وأعمالهم ليلا مثل رجال الأعمال والفنانين وغيرهم، وكذلك "الشخصية الاكتئابية"، أما الشخصية الوسطية فهي الأقل تعرضاً لهذه النوبات. أما عن كيفية تجنب الأمراض النفسية، فيقول فرويز: يمكن ذلك عن طريق تجنب الانفعالات لعدم سوء الحالة المزاجية مع محاولة الاندماج في الحياة الاجتماعية. الشخصية الدورية الأكثر تعرضاً لذهان المرح والنشاط الزائد