فادية عبد الغني فنانة قديرة شديدة الإخلاص لفنها إلي حد التفاني تعشق الكاميرا خاصة أنها تتمتع بحضور فني قوي وموهبة لاتقارن.. ساعدتها في إجادة تقديم كل أنواع الشخصيات لدرجة أن المشاهد يصدقها من أول وهلة ويستمتع بكل دور تقدمه. قالوا عنها إنها نجمة متألقة وفنانة ملتزمة وصاحبة المفاجآت في عطائها الفني خاصة أنه معروف عنها أنها تعيش حياتها من أجل فنها وتقضي معضم وقتها داخل الاستديوهات بين كاميرات التصوير والإضاءة وحول تركيبتها الفنية وقدرتها علي التلون والتنويع وحكاية تحريض الجوائز لها علي التمرد دار هذا الحوار الشيق. الجوائز التي حصلت عليها لا تشبع طموحي لوحظ مؤخرا تقديمك لنوعية أعمال الجاسوسية - ماهو السبب؟ - عشقت نوعية الأعمال الجاسوسية من خلال قراءتي فيها وأيضا خلال مشاهدتي روائع مسلسلات دموع في عيون وقحة ورأفت الهجان والثعلب للعمالقة عادل إمام ومحمود عبد العزيز ونور الشريف خاصة أن مواقفهم البطولية مرتبطة في أذهان الناس حتي الآن ولذا عندما رشحني المخرج الكبير جمال عبد الحميد للمشاركة في بطولة مسلسل العميل 1001 لم أتردد لحظة وكان طبيعيا أيضا قبول المشاركة في بطولة مسلسل حرب الجواسيس وأنا مطمئنة لأنه من تأليف بشير الديك والمخرج الكبير الراحل نادر جلال وتاريخهما حافل بتقديم الأعمال الجيدة التي من بينها المأخوذة من ملفات المخابرات - وتلاها المشاركة معهما بتقديم دور إيفيت الإسرائيلية في مسلسل عابد كرمان. هل نستطيع الغوص في عالمك الفني لنعرف الشخصيات القريبة منك والبعيدة عنك؟ - أولا لابد أن أحب الشخصية التي ألعبها حتي أستطيع أن أتعايش معها ولابد أن تكون قريبة من قلبي حتي لو كانت بعيدة عن طبيعتي، فأنا لا أقدم شخصيتي في أعمالي الفنية وإلا وكأني أكرر نفسي وبصراحة أعجبتني شخصيات معينة بمجرد أن قرأت السيناريو الذي كتبه أصحاب هذه الأعمال ومنها دور نرجس في الدنيا وردة بيضاء وزوجة شوكت فهمي في الثعلب وعنايات في حكايات مستر أيوب ومسز عنايات ودولت فريد في ملفات سرية، وأعتقد أنني أمتلك بوصلة تساعدني في اختيار الأدوار التي تناسبني . من وجهة نظرك أيهما أفضل البطولة الجماعية أم المطلقة؟ - العمل الجيد هو ما يجذبني في المقام الأول.. ومن خلاله أشعر بمتعة كبيرة، عندما أقف أمام جيل النجوم الكبار والشباب أيضا - ومن المفروض أن يكون الفريق بأكمله هو النجم وليس شخصا أو فردا بعينه خصوصا أن الفن هو بالأساس عمل جماعي يقوم علي الكتابة والإخراج والإضاءة والديكور والموسيقي والتمثيل فهو مجموعة من العناصر عندما تكتمل ويكون هناك إخلاص في العمل ينعكس ذلك علي جودة العمل وتأثيره. فزت بجوائز كثيرة - وقلت أنها تحرضك علي التمرد ماذا تقصدين؟ - التمرد يعني تجاوز خطوط التألق والوصول لمحطات أخري من الإبداع - ولأنني أشعر بتقدير النقاد والسينمائيين والجمهور أيضا لذا عندما يجتمعون علي رأي وانطباع محدد عن فنان فلابد أن يكون لهذا التقييم وزنه الخاص حيث الاختيار نفسه يكون دليلا علي الإجادة وهذا ما حدث معي في الإشادة والفوز بجوائز علي باقة أعمالي التي قدمتها في أعمالي الدرامية ولذا فمن الطبيعي أن أبحث عن الجديد وأدخل مغامرة فنية ولكن محسوبة أطور بها أدائي وحضوري التمثيلي، والجوائز في هذه الحالة تكون وقود الثقة الذي يدفعني للمغامرة بقلب «جامد». ما حقيقة ما يقال إنك من الفنانات المتلزمات في عملك الفني؟ - حققت الشهرة والانتشار من خلال تقديمي لأعمال تحترم كل المشاهدين ولست في حاجة لتقديم نوعية الأعمال المثيرة - لأنها لاتستهويني ولا أجد فيها نفسي وأنا سعيدة بما يقوله فريق العمل عني وقت التصوير بأني مثال يحتذي به داخل الاستديو نظرا لمواظبتي علي الحضور قبل موعد التصوير بساعتين لمراجعة حوارات مشاهدي مع الفنانين المشاركين . رغم إجادتك النطق باللغة العربية، إلا أنك ابتعدت عن الأعمال الدينية والتاريخية؟ الدراما الدينية والتاريخية تراجعت بشكل كبير خصوصا علي الخريطة الرمضانية وهناك أعمال متميزة تم اغتيالها لعرضها في مواعيد غير مناسبة ولا أعلم سببا لتوقف عودتها خاصة أننا نمتلك كتابا مبدعين في هذا المجال وأيضا نمتلك جهات إنتاجية ضخمة منها قطاع الإنتاج وصوت القاهرة ومدينة الإنتاج الإعلامي والأمر يحتاج لتدخل مسئولي الفن والثقافة لتحريك الدفة والعودة للمنافسة بنوعية هذه الأعمال خاصة أننا كنا روادا فيها فادية عبدالغني امتداد لمن من نجمات الزمن الجميل؟ لا يوجد فنان أو فنانة يشبه الآخر ولكني عاشقة لكل عمالقة زمن الفن الجميل سواء الراحلون أو الباقون فمن الفنانات أعشق فاتن حمامة ومريم فخر الدين وأمينة رزق وسناء جميل وزهرة العلا وسعاد حسني. أرتاح لأن عيونهن صادقة وأداءهن طبيعي للغاية ونفس الشيء وجدته عند العمالقة زكي رستم ومحمود المليجي وعبدالوارث عسر وعبدالعليم خطاب ويحيي شاهين وحسن البارودي بمصداقيتهم وشفافيتهم في بساطة الأداء وتنوع أدوارهم ما بين الخير والشر هذا بخلاف تنوع ورقي أدوار أحمد مظهر ورشدي أباظة وعبدالمنعم إبراهيم وشكري سرحان وأحمد رمزي وعمر الحريري والنابلسي وعبدالحليم حافظ وفؤاد المهندس وإسماعيل يس وجميعهم قدموا أدوارا تحمل القيم والمبادئ لكل المشاهدين . كيف تنظرين لأدوارك فوزية فراويلة وبيهة وسناء وبديعة مصابني التي لن ينساها الجمهور ؟ دائما ما أجلس مع نفسي وأقرأ كتاب حياتي الفني واعتز بكل أدواري التي قدمتها.. ولكني أتوقف أمام أدوار بعينها لكونها من ضمن الأعمال التي «شاورت عليّ» وأظهرتني أمام المجتمع المصري والعربي ومنها دور فوزية سلامة فراويلة في جزءي مسلسل المال والبنون وشخصية بيهة التي كانت تعيش في مستنقع وبيئة وتحلم في ذات الوقت بالعيش في عالم أفضل خلال مسلسل سوق العصر والزوجة سناء التي كافحت للحفاظ علي زوجها وأسرتها من الضياع بعد وقوع زوجها يحيي الفخراني في حب سيدة أخري في مضمار عمله ويضاف لذلك دور بديعة مصابني لكونها شخصية لها أبعاد وثراء درامي مؤثر في الحركة الفنية فترة الخمسينيات وأنا شرفت أن أكون تلميذة في مدرسة كل النجوم الذين عملت معهم. أهم الخطوات الفنية هي الوقوف علي خشبة المسرح والكاميرات السينمائية. أين أنت منهما؟ أتمني الوقوف أمام كاميرات السينما ولكنها الآن تمر بأزمة وسوف تتعافي منها قريبا وأتمني عودتها بأفلام رومانسية واجتماعية تناقش قضايا مجتمعنا بجرأة مع ضرورة الابتعاد عن موجة أفلام التيك آواي وأطالب النجوم الكبار والشباب أن تكون هناك معادلة في نوعية الأعمال التي يقدمونها حتي تعود الريادة للسينما مرة أخري، وبالنسبة للمسرح لا يوجد فنان حقيقي يمكنه أن يبتعد عن خشبة المسرح فمتعة التمثيل والتواصل والحصول علي رد الفعل في نفس اللحظة متعة لا يضاهيها أي متعة ومن المؤكد أني سأعود للسينما والمسرح فور وجود ورق ونص جيد. أخيرا ماهو جديدك فنياً؟ عندي ورق لثلاثة مسلسلات تليفزيونية وبشكل مبدئي لم يعجبني الدور في أحدها واقتربت من نهاية مرحلة القراءة للعملين الآخرين وقد يتم الاتفاق قريبا علي عمل درامي لرمضان القادم خاصة أن فكرة أحدهما أكثر من رائعة ولكن مازال الوقت مبكرا للإعلان عن الموافقة إلا بعد كتابة العقد وبدء التصوير.