مازال الفنان أحمد عبدالوارث يمتلك مواصفات خاصة تفتقدها شاشتا السينما والتليفزيون.. فبجانب تمتعه بالأخلاق الرفيعة وثقافته الواسعة لا يختلف اثنان علي حجم موهبته في الأداء الطبيعي ولا علي امتلاكه أدوات فنية أتاحت له فرصة التنويع بين أدواره. وكان اجتهاده سر تألقه في أدوار كثيرة.. ونتيجة كفاءته وتلقائيته اختاره مؤلف ومخرج مسلسل المرافعة ليؤدي دور مرشد الإخوان الذي يعتبره عبدالوارث نقطة تحول في أدواره وتحديا للجميع في تقديم نوع جديد في عبقرية الأداء والإحساس.. «آخر ساعة» التقت الفنان القدير ليحدثنا عن طبيعة دوره بالمسلسل وأصعب مشاهده في سطور الحوار التالي.. لست «سارقا» للكاميرا والأدوار لا تقاس بعدد الحلقات ٭ ما سر تحمسك لتقديم شخصية مرشد الإخوان؟ - شخصية المرشد مليئة بالثراء الدرامي والأحداث المتشابكة التي تكشف حقيقة الصورة التي رسمها أعضاء جماعة الإخوان التي لقبت بالمحظورة لسنوات طويلة لم تسمح فيها لأحد بمعرفة أوضاعها، ومعروف أن لها فصيلا سياسيا هدفه السيطرة علي جميع مؤسسات الدولة، ولا يخفي أيضا علي أحد أن الجماعة تحت رعاية المرشد جمعت ثروات طائلة تحت ستار الدين الإسلامي، رغم أنه بريء منهم في ظل ما قدموه من حوادث إرهاب وقتل وتفجيرات وفتنة طائفية وتدمير الكنائس والخلاصة أن شخصية المرشد استفزتني فنيا لكونها من الأدوار المركبة التي تحتاج لجهد كبير لتقديمها. ٭ لكن معروف عنك كراهيتك للإخوان فكيف جاء اختيارك للدور؟ - مؤلف وكاتب سيناريو مسلسل «المرافعة» الفنان تامر عبدالمنعم رشحني للدور هو والفنان فاروق الفيشاوي وبناء علي اتصال تليفوني ذهبت لحضور جلسة تحضير للعمل - وهناك أكد لي المؤلف أنه يبحث عن مواصفات لفنان طويل قوي البنية ليقدم شخصية محمد مهدي عاكف مرشد الإخوان خلال فترة حكم الرئيس السابق مبارك، وأضاف أن الدور يناديني، وبصراحة لم أتردد لحظة في القبول، لأني لم أقدم هذه النوعية من قبل. ٭ وهل شعرت بتشابه علي الورق بينك وبين شخصية المرشد؟ - بعد الغوص في قراءة سيناريو العمل استوقفتني أشياء كثيرة في نسيج شخصية مهدي عاكف مرشد الإخوان من حيث تعاملاته مع الآخرين وقدرته في التأثير علي أفراد الجماعة وتنفيذ أسلوب السمع والطاعة - بخلاف تمتعه بالدهاء والمكر.. وأؤكد أن أبعاد الشخصية جذبتني خاصة أني قرأت الكثير عن تاريخ تلك الجماعة المحظورة وأعمالها التخريبية - هذا بالإضافة لأن مؤلف العمل كتب السيناريو بحرفية شديدة غاص فيها بكل التحولات الدرامية بين المرشد وباقي شخصيات المسلسل. ٭ وهل استفدت من المخرج في تجسيد الدور؟ - رغم خبرتي الفنية الطويلة التي تؤهلني لتقديم نوعية كل الأدوار إلا أنه بالفعل ساعدني مخرج المسلسل المتميز عمر الشيخ في معايشة كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة للشخصية - وخرجنا بنسيج إبداعي وأسلوب خاص في الأداء ابتعدت فيه شخصيا عن تقليد من سبقوني في تقديم أعمال درامية عن الجماعات الإسلامية المرتبطة بالإرهاب أو الاستفادة مما قدموه حتي أتمكن من تقديم الشكل الخاص الذي يميزني عن غيري في العمل. ٭ ولماذا إصرارك علي إطلاق لحيتك؟ - لرغبتي الشديدة في التعايش مع الشخصية بشكل أعمق خاصة أن معظم المشاهد باللحية - وقد ساعدني علي إطلاقها أنني كنت غير مرتبط في تلك الفترة بتصوير أعمال أخري. ٭ وهل لمساحة الدور أثر في قبولك له؟ - الأدوار لاتقاس بعدد الحلقات أو بعدد المشاهد إنما تقاس بقيمة المشهد وتأثيره في أحداث العمل الفني، ويذكر هنا أن كبار نجوم السينما العالمية ظهروا في أفلام كثيرة.. وكانت أدوارهم لاتتعدي مشهدا أو اثنين لكنها كانت محركا لأحداث العمل. ٭ وكيف تختار أدوارك؟ - لايوجد عندي شيء يأتي بالمصادفة - فكل شيء مدروس وبدقة شديدة، ولا أقبل علي دور إلا بعد قراءتي للسيناريو بعناية - وعندما أشعر بوجود جديد فيه بالنسبة لي وللمشاهدين بجانب تمتع الشخصية بالانسجام مع المشاهد وأيضا فريق العمل أسابق الزمن في تقديمها هذا بالإضافة لأني لا أقبل أن أكرر أدواري حتي لو جلست بدون عمل لسنوات. ٭ ألم تخش أن يؤثر تقديمك لدور المرشد علي رصيدك عند المشاهدين؟ - المشاهد أصبح علي درجة عالية من الوعي والثقافة - ويعلم جيدا دوري كفنان في تقديم كل الشخصيات كما يعلم أيضا أني أخلع عباءة أي دور فور الانتهاء من التصوير ولا يغيب عنا أمثلة كبيرة لنجوم كبار راحلين أثروا الدراما السينمائية والتليفزيونية بأدوار شريرة وعلي رأسهم زكي رستم ومحمود المليجي واستيفان روستي ومحمود فرج وتوفيق الدقن وعادل أدهم - ولكنهم كانوا علي المستوي الإنساني شخصيات ودودة وطيبة للغاية في تعاملاتهم وعلاقتهم بالآخرين. ٭ وكيف تري المنافسة في رمضان؟ - دائما ما نربط متابعة الأعمال الدرامية بالشهر الكريم باعتباره الأعلي من حيث نسبة المشاهدة، ولكن هذا فيه ظلم كبير لمتابعة أعمال متميزة بسبب زحام المسلسلات. وأنا كفنان غير راض عن مسلسلات تعرض الآن علي الشاشات الفضائية خلال شهر رمضان لأنها لم يراع منتجوها قدسية الشهر الكريم وتعمدوا تقديم الإثارة والمناظر الإباحية والألفاظ السوقية التي تخدش الحياء.. وعموما أنا لا أنظر إلا إلي ظهور عملي بشكل جيد سواء داخل الخريطة الرمضانية أو خارجها. ٭ يرددون أنك نجحت في سرقة الكاميرا أثناء التصوير؟ أنا غير مقتنع بكلمة «سرقت الكاميرا» لأنه من المفترض أن الكاميرا هي التي تسرق الفنان وليس العكس فالكاميرا سواء في السينما أو التليفزيون هي عين المشاهد والمفروض أن عين المشاهد هي التي تبحث عني وأيضا عن نجوم العمل الكبار أمثال الفنانين والفنانات القديرات سميحة أيوب وكريمة مختار وفاروق الفيشاوي وباسم ياخور وتامر عبدالمنعم وعماد رشاد وطلعت زكريا وشرين رضا.. ٭ وماذا عن فيلمك الجديد عن انتصارات أكتوبر؟ نظرا لغياب ظهور عمل جيد عن انتصارات حرب أكتوبر.. قررت تقديم فيلم سينمائي متميز عن هذا الحدث.. وحدث أن التقيت بالأديب عصام دراز أحد أبطال انتصارات أكتوبر وكان بصحبته مجموعة أخري من الأبطال الذين لم يتحدث عن بطولاتهم أحد.. وجميعهم أشادوا خلال اللقاء بدور سلاح الصاعقة وعملياته البطولية التي قدمها اللواءات إبراهيم الرفاعي صائد الدبابات والفاتح كريم ونبيل أبوالنجا الذي ترجم بطولاته في كتاب اسمه «الطريق إلي جهنم» سوف أحولها لفيلم أقدم فيه دور أعرابي من سيناء ينتمي للجيش المصري ويساعده من خلال رجال الصاعقة في تنفيذ مهام صعبة وانتصارات ناجحة.