تحاورنا معه وهو علي فراش المرض يتألم، لكننا رأينا في عينيه طاقة الفنان الذي يملك تاريخاً يفخر به. فنان ينتقي أعماله ويرفض تقديم أي عمل غير مقتنع به من أجل المال أو حتي لمجرد التواجد فقط.. اختار مايناسبه وما يرسم له تاريخا فنيا يضعه في قائمة الفنانين الذين يحترمون فنهم وتاريخهم.. وضع بصمته في روائع الدراما العربية رأفت الهجان وليالي الحلمية وأبوالعلا البشري وكذلك أفلام لاقت نجاحا كبيراً مثل فيلم الرسالة الذي قدم فيه دور عمرو بن العاص. المخابرات المصرية أمنت مواقع التصوير في المسلسل عبده موتة غلطة يجب ألا تتكرر ما رأيك في مستوي الدراما المصرية اليوم وأنت الذي قدمت أعمالا في حجم رأفت الهجان وليالي الحلمية؟ - دائما في الفترات التي يوجد فيها لخبطة وتقلبات يحدث اضطراب في كل شيء وفي كل شئون الدولة حتي في الثقافة والفن وكل المجالات ولكن يجب أن نصحح أنفسنا وألا نعيد تكرار تقديم أعمال مثل عبده موتة وغيرها ما رؤيتك للفن في المرحلة القادمة؟ - أنا متفائل بأن الأوضاع سوف تتحسن. ربما يأخذ ذلك بعض الوقت لكن يجب أن نتحمل ونصبر لأننا الآن في حالة حرب من جميع الجهات. لماذا ابتعدت عن المسرح الذي أنت أحد رواده؟ - ماذا أفعل وسط مثل هذا الجو غير المريح فهل يوجد شيء من الممكن أن أقوم به الآن.. إذا كانت هناك حاجة جيدة كنت سأقبلها فورا لكن للأسف لا يوجد. لماذا عزف الناس عن المسرح؟ - بالنسبة لمسرح القطاع الخاص فزبونه لم يعد موجودا الآن فأسعار التذاكر عالية جدا والحالة الاقتصادية لم تعد تسمح بذلك.. أما مسرح القطاع العام فسيأخذ وقتا حتي يستفيق لنفسه ويقوم مما هو فيه حاليا. هل ندرة الورق الجيد هي أحد أسباب الركود الحالي؟ - إذا كانت لا توجد نصوص جيدة فعلي الأقل هناك ترجمات ولكن حتي الترجمة هابطة فالحركة كلها متوقفة تماما. شاركت في أحد أهم الأعمال الدرامية الوطنية وهو رأفت الهجان.. لماذا لم تكرر التجربة؟ - بالفعل مسلسل رأفت الهجان من العلامات البارزة في تاريخ الدراما المصرية الوطنية ولاقي نجاحا كبيرا. وأود أولا أن أشير إلي أن مخرج العمل الراحل يحيي العلمي كان عبقريا ودقيقا فكان يعتني بكل عناصر المسلسل وتفاصيله كان حريصا علي أن يؤدي الجميع أدوارهم علي أحسن وجه وأن يجعل كل المشاركين في العمل نجوما ابتداء من أصغر دور حتي البطل لذلك كل الفنانين المشاركين في هذا العمل الكبير في كافة أجزائه أتقنوا أدوارهم وشعروا بحب شديد لهذا العمل وكان بداخلهم استعداد لتقديم أقصي ما عندهم من جهد وعطاء.. بالإضافة لوجود الروح الوطنية بين أبطال العمل وعدم وجود الأنانية فالكل كان حريصا علي خروج العمل بشكل جيد ومتكامل. والحقيقة أن العثور علي نص بهذا المستوي، وعلي إنتاج مخلص وفريق عمل حريص علي خروج مسلسل بهذا المستوي أمر صعب في ظل الظروف الحالية. وهل واجهتكم صعوبات في عمل مثل رأفت الهجان خاصة أن هناك مشاهد كثيرة تم تصويرها في خارج البلاد؟ - علي العكس تماما لم نواجه أي صعوبات خاصة أن المخابرات العامة المصرية كانت تمدنا بالمعلومات وتقدم لنا كل مساعدة ممكنة بالإضافة إلي تأمين مواقع التصوير لذا أنا فخور بهذا العمل البارز. العالم كله مجّد ووثق حروبه بأفلام عظيمة.. فهل أعطت الدراما المصرية حرب أكتوبر المجيدة حقها؟ - للأسف هناك تقصير من الفنانين في ذلك مع أن ملفات المخابرات المصرية مليئة بأشياء رائعة عن حرب أكتوبر، هذه الحرب العظيمة التي تعد ملحمة بطولية رائعة بكل المقاييس لكن الدراما لم تستطع إعطاءها حقها حتي الآن. وهل ينطبق نفس الحال علي المسلسلات التاريخية؟ - قطاع التلفزيون المصري حاليا مدين ولا أحد يستطيع إنتاج هذه الأعمال الكبيرة إلا الدولة لكنها للأسف لا تستطيع توجيه المسألة.