واهم من يتصور أنه من الممكن أن يعود الإخوان إلي المشهد المصري، سواء السياسي أو الانتخابي أو حتي علي سبيل التعايش المجتمعي، فبعد أن استطاع هؤلاء لسنوات طويلة، أن يكتسبوا تعاطف المصريين بأنهم مضطهدون رغم أنهم «بتوع ربنا»، مع أنهم وببساطة، وبأسلوب أولاد البلد: «قلوظوا العمة» وضحكوا علي الدقون، وبعد أن سرقوا الثورة، أوهموا الناس بأن لهم مشروعهم الخاص وأنهم سيمطرون مصر والمصريين بالمن والسلوي، وفي أقل من عام استطاع المصريون بحسهم الوطني الفريد، أن يكتشفوا زيفهم وخداعهم، وليت الأمر اقتصر علي الزيف والخداع والخيانة، بل راحوا يعيثون في الأرض فسادا مخلفين وراءهم قتلي وجرحي من خير أجناد الأرض بأسلوب لنحكمكم لنقتلكم، لم يدرك هؤلاء أن حاجز الخوف سقط إلي غير رجعة، وأن أي إصلاح حقيقي، لن يتم إلا بتغيير يدركه ويلمسه الناس بأيديهم وحواسهم، ولما لم يفعلوا وخربوا واستحوذوا، أسقطهم الشعب في تجربة فريدة لم تحدث في العالم، سقطت محاولات الأخونة بعد عام واحد، وبعد ده كله عايزين مصالحة، «صحيح اللي اختشوا»، حسم الرئيس لهذه القضية أثلج صدور المصريين، فعندما سئل عن وجود ضغوط من جهات غربية لعودة الإخوان، أكد أنه لابد أن يعلم الجميع أنه وبعد ثورتين عظيمتين قام بهما المصريون من الصعب أن يحدث مثل هذا الضغط علي دولة مستقلة مثل مصر، وأن مايرتضيه الشعب ويوافق عليه سأنفذه فورا، وهناك بالفعل حالة غضب وألم مصرية من الإخوان، كلمة أخيرة: مرة أخري أقول وأكرر: واهم من يتصور أنه من الممكن أن يعود الإخوان إلي المشهد المصري.