هادي الجيار فنان له حضور متميز يتفاعل معه الجمهور ويشعر أنه جزء من نسيج حياته والمثير أنه يعترف بأنه يهوي المغامرة بشرط أن تكون محسوبة تضيف إليه ولا تنتقص منه - ولذا تجده يقف في مكانة رفيعة وسط بريق الأضواء يبحث عن متسع جديد لحضوره الفني خاصة أنه استطاع أن يسجل نجاحا كبيرا علي درب الفن الصحيح بتلقائيته وأدائه منذ قيامه بأول أدواره «لطفي» في مسرحية مدرسة المشاغبين الذي أعطاه جواز المرور لعالم النجومية. وصفي بأنني امتداد لزكي رستم شرف لا أدعيه في البداية أنت فين يا هادي؟ - بعد نجاح الجزء الأول من مسلسل سلسال الدم أشارك حاليا في بطولة أحداث الجزء الثاني - وانتهيت من تصوير المشاهد الخارجية في الإسكندرية، واستكمل المشاهد الداخلية باستديو السمنودي ومستمر في تقديم شخصية (يوسف) زوج الفنانة عبلة كامل في المسلسل ومعروف أن حلقات الجزء الأول انتهت بموت يوسف ودفنه في المقابر لكن مع تتابع الأحداث المتميزة بالإثارة والتشويق تكتشف الزوجة أنه لم يمت وعاد للحياة ولكن ليصفي حساباته مع كثيرين من أهل القرية والمسلسل قصة وسيناريو وحوار مجدي صابر ويشارك في بطولته نخبة من النجوم منهم عبلة كامل ورياض الخولي وأحمد سعيد عبد الغني ومنة فضالي. أديت دور الصعيدي في مسلسلات الجبل والضوء الشارد ثم عدت وقدمته في العصيان وسوق الخضار فما الجديد؟ - كل دور مختلف تماما عن الآخر.. هناك فارق كبير في الجوهر مع الاتفاق أن جميعها أنماط صعيدية أما في موضوع العمل فكل شخصية تحمل ثراء دراميا استطعت من خلاله أن ألعب علي الروح وخيال الشخصية بشكل جيد يمتع المشاهدين لدرجة أنها سرعان ما تسرقهم من أول كام مشهد. ولكن ما الذي يستهويك لتقديم أدوار شريرة رغم تقديمك لشخصية محبوبة في الملك فاروق؟ الحكاية بالنسبة لي تحد فأنا بعد أن قدمت مكرم عبيد في مسلسل الملك فاروق كان لابد أن أعمل النقيض تماما في أعمالي الجديدة، وذلك لأتحدي نفسي وأظهر قدراتي في تقديم كل الأدوار - وهذا هو هدفي في الفن لأني فنان قادم من رحم الإبداع ولذا ليس من المعقول أن أقدم شخصيات تاريخية بعد مكرم عبيد وفي مسلسل نابليون والمحروسة وقبلها في سيف الدولة الحمداني إلا لو كانت لها دور مؤثر في النضال - وللعلم أنا لو أتكرهت في الشخصيات الشريرة مثلما حدث في أدوار كثيرة فهذه شطارة مني لأني بذلك قدمت الدور بالشكل المطلوب والخلاصة أنا أحب التنوع في أدواري. وماذا عن البطولة المطلقة في حياتك الفنية؟ - هناك من يقول إن البطولة المطلقة هي التي تحقق النجومية لكني لا أؤيد هذا وأؤكد أنه من أهم طموحاتي السعي عادة نحو الدور المهم المميز والذي يعيش لسنوات طويلة وبالتالي يحقق الشهرة والنجومية ولا أخفي سرا أن الناس ينادونني باسمي في المسلسلات ومنها سوق العصر والضوء الشارد والمال والبنون ووصل الأمر لدرجة أن البعض ينادونني باسم لطفي الذي قدمته في مدرسة المشاغبين - وكذلك عثمان المراغي الصعيدي الذي تصدي للاحتلال في مسلسل ملاعيب شيحا ومازالت لدي أحلام كثيرة في العمل مع نجوم ونجمات أعتقد أني سأضيف لهم وسيضيفون لي خاصة أن ذلك سيتيح الفرصة للمنافسة والإبداع مع ممثلين أقوياء والفائز في النهاية الجمهور. ولكن ما سر خصامك للسينما؟ - قدمت مجموعة أفلام منها لمن تشرق الشمس مع الراحل رشدي أباظة، وسوزي بائعة الحب، وابن مين في المجتمع، ومقص عم قنديل، واحترس عصابة النساء، ورحلة المشاغبين، والكابتن وصل، وعزازيل ولا يوجد حاليا لدي أي مشروعات سينمائية جديدة، وهذا لايقلقني لأن السينما حاليا في أزمة وأعتقد أنها تكمن في غياب الإمكانيات والموضوعات الجادة فقط وإذا توافرت ستعود السينما إلي سابق عهدها ولو كان هناك دور جيد يعيدني للسينما سأنتظره علي الباب. من الواضح أن لك معايير في اختيارك لأدوارك؟ - أنظر أولا إلي النص ومضمونه إذ لابد أن يخاطب الفكر والعاطفة لأنني أؤمن بأن الفن رسالة ثقافية لابد أن تغني قلب الإنسان وعقله - ثم أبحث عن المخرج المكلف لأنه عنصر هام في العمل الفني وأراعي الاتجاهات والانتماءات السياسية للعمل.. ولأن الدراما هاجسي وإدماني اليومي لايهمني حجم الدور أو مساحته بقدر ما يهمني تقديم رسالة فنية جيدة. ألم تحن للمسرح وخصوصا أنه مجال دراستك؟ عشقي للمسرح لا حدود له ولا أنسي أن سبب شهرتي جاء خلال مشاركتي للنجوم عادل إمام وحسن مصطفي وسهير البابلي والراحلين أحمد زكي ويونس شلبي وسعيد صالح.. هذا بخلاف تقديمي لروائع مسرحية أخري منها لما قالوا ده ولد.. أحذروا للكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن وقصة الحي الغربي وأحلام ياسمين والحمد لله يعرض عليّ أعمال تابعة لمسرح الدولة والنية موجودة لتقديم عمل للمسرح لأني اشتقت إليه ولكن يتوقف ذلك علي الورق الجيد وأتمني ألا أكون مشغولا بأي مسلسل لأني لا أستطيع الجمع بين عملين في وقت واحد. متي نراك في عمل فني يجمعك مع الزعيم إمام؟ بصراحة عادل إمام فنان قدير وإنسان وصديق عمري وأحتار من أين أبدأ رحلة الغوص في روائع أعماله الفنية.. وأتمني أن تشهد الفترة القادمة عملا دراميا ألبي به شوقي للقاء الزعيم. تتردد رغبتك في تقديم عملين كاملين عن طلعت حرب ومكرم عبيد ضمن مسلسلات السيرة الذاتية؟ أتمني تقديم شخصيتي طلعت حرب ومكرم عبيد في عملين مستقلين يتناولان سيرتيهما الذاتية ومواقفهما المؤثرة في نسيج المجتمع ولا أخفي أن تفكيري منصب علي تقديم الشخصيتين لأضعهما في حجرة ذكرياتي لكونهما من الأدوار التاريخية التي تحمل القيم والعطاء.. ولو عندي المال الكافي لأنتجت العملين. ولكنك مازلت تنادي بتقديم أعمال عن انتصارات أكتوبر؟ والله كلام جميل.. لكن التنفيذ أهم فهناك مجموعات قصصية لإبراهيم الرفاعي ورفاقه تصلح لأفلام عظيمة ومهمة مثل حرب الاستنزاف حتي حرب 73 وهناك العقيد يسري عمارة الذي قام بأسر عساف ياجوري قائد اللواء مدرع 190 الإسرائيلي وكانت يده تنزف الدماء، هذا بالإضافة للرقيب أول محمد عبدالعاطي صائد الدبابات وأعتقد أن الجو مهيأ للتضافر وتقديم فيلم عن هذه الملاحم والبطولات خاصة في ظل وجود القيادة الجديدة برئاسة عبدالفتاح السيسي المؤمن بعظمة المقاتل المصري، وياليتنا نعود لتقديم نموذج البطل الحقيقي والقدوة بالشكل الذي يساهم في ترسيخ مفهوم التضحية والانتماء. ما رأيك فيمن يرونك امتدادا للعملاق الراحل زكي رستم؟ الفنان القدير الراحل زكي رستم نموذج فريد في السينما المصرية وهو رائد مدرسة الاندماج والإبداع.. وقد سمعت هذا من البعض وذلك شرف لا أدعيه وأتمني فقط أن أكون واحدا من تلاميذ مدرسته في روعة الأداء الطبيعي. أخيرا ماذا عن أعمالك الجديدة التي لم نرها بعد؟ أستعد لتصوير المسلسل الجديد بعنوان «شطرنج» وأجسد فيه دور محام يمتلك مركزا حقوقيا ويسعي بكل الطرق للظهور بشكل مثالي للناس لكن الأحداث تكشف قناعه المزيف ويظهر أنه شرير يسعي للوصول علي أكتاف الآخرين.