ما تتعرض له سيناء من هجمات إرهابية غادرة هي حلقة من سلسلة الإرهاب تمثل مشاهد حاضرة لما يدور الآن في العراق، وسوريا وليبيا وأفغانستانوالصومال لإراقة الدماء، ونهب الأموال، وإحداث الفوضي، والتمهيد لمشروع الشرق الأوسط الجديد؟ تحت مزاعم إقامة الحكومات الإسلامية، وأسلمة المجتمعات، وإقامة مايسمي بنظام «الخلافة» تخطط لها قوي خارجية عبر وسائل مخابراتية وتنفذها جماعات إرهابية تجعلهم امتدادا لنهج بالخوارجا في هذا الزمان. إنها سطور من أحدث مؤلفات الداعية الإسلامية الكبير الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، وعنوانه: (الإرهاب داء ودواء.. رؤية فقهية) ويكشف فيه تحالفات القوي الدولية مع جماعات الإخوان المسلمين والجهاد لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة العربية بهدف تبديد الثروات، وإنهاك الجيوش، وإسقاط الشرطة المدنية وهيبة الدولة، وجعلها مسرحا لعربدة الفصائل المسلحة تحت دعاوي الجهاد والحاكمية! وأدلة ثبوت العصمة سواء كانت للمسلم أو غيره بينها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وهي كثيرة جدا ومتعددة، ومنها في قوله تعالي: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما). وقال رسول الله ([) عن ابن عمر (رضي الله عنهما): بمن رفع علينا السلاح فليس منا. وإراقة الدماء من الإرهابيين لمخالفيهم من سياسيين أو قضاة أو علماء، أو رجال الجيش أو الشرطة وغيرهم من جماعة الإرهاب تجعلهم امتدادا لنهج وشراسة (الخوارج) في إراقة الدماء وانتهاك الأعراض ونهب الأموال. وإن دعاوي قضائية بمحاكم مصرية ضدهم تؤكد النهج الإرهابي الدموي، وتصريحات وتحريضات رموزهم موثقة وتدلل علي دموية خوارج الزمان جماعات الإرهاب والإرعاب! أما التداعيات والتأثيرات السلبية علي الأمن القومي فأهمها في المجال السياسي: محاولات فاشلة لتغيير نظام الحكم تحت مزاعم إقامة «حكومة إسلامية» و«أسلمة المجتمع» وإقامة مايسمي نظام «الخلافة» وغير ذلك، وإلغاء الدستور والولاء الوطني، والاستقواء بقوي خارجية، حيث تستغل الجماعات ماتدعو إليه توجهات بأوروبا وأمريكا من بالديمقراطيةا وحقوق الإنسان لتتدخل دول خارجية عبر وسائل مخابراتية غير معلنة في الشئون الداخلية! والأدلة علي ذلك كثيرة: تحالف الولاياتالمتحدةالأمريكية مع الجيل الثاني لجماعتي الإخوان والجهاد أمام السادات (رحمه الله) ونقل مجاهدين لصد «الروس» في أفغانستان وتدريبهم وتسليحهم، لكن في الواقع تدريبهم لممارسات مسلحة ببلادهم، ونفس هذا يحدث بالعراق وسوريا ولبنان وليبيا وغيرها الآن! كذلك اعتماد الخارجية الأمريكية سياسة ترخص لمسئولين أمريكيين الاتصال العلني بجماعة الإخوان، وترتب علي هذا في الواقع العملي: عقد ندوة بمركز الدراسات العربية المعاصرة بجامعة بجورج تاونا الأمريكية وحضرها ممثلون عن جماعة الإخوان بمصر! وإقرار مجلس الشئون العامة الإسلامي الأمريكي مشروع (تقوية أمريكا) بواسطة جماعة الإخوان، وعليه تم إنشاء «إدارة الارتباط العالمي» للتفاهم والتعاون مع جماعة الإخوان، أيضا إنشاء مؤسسات «إخوانية» بأمريكا منها: بمنظمة الإغاثة الإسلامية، ومؤسسة الوقف الإسلامي بأمريكا الشمالية، والجمعية الإسلامية الأمريكية، والمعهد العالمي للفكر الإسلامي. وتدريب أمريكا لكوادر إخوانية لإسقاط نظم الحكم بمؤسسات أمريكية منها: أكاديمية التغيير، ومؤسسة فريدم هاوس، والمعهد الجمهوري، والمعهد الوطني الديمقراطي، ومؤسسة راند، ودعم دولتي أمريكا وقطر لجماعتي الإخوان والجهاد، واستضافة رموزهم والسماح بعقد مؤتمراتهم المشبوهة، والدعم المالي والإعلامي، وإنشاء منتديات تعاون ورسم خطط مستقبلية في دول أوروبية مثل ألمانيا التي بها الجمعية الإسلامية، ورابطة مسلمي العالم، والمركز الإسلامي بميونخ ثم نأتي إلي دعم الاتحاد الأوروبي لجماعة الإخوان عبر (فيدرالية المنظمات الإسلامية في أوروبا)، ومنتدي المنظمات الشبابية والطلابية (42 منظمة لأكثر من 62 بلدا)، والمنتدي له علاقات مع البرلمان الأوروبي، ومجلس أوروبا، والأمم المتحدة، ومنتدي الشباب الأوروبي، ثم الخطورة التالية: ممارسة أنشطة مسلحة من هذه الجماعات لإحداث فوضي والتمهيد لمشروع الشرق الأوسط الجديد، واستباحة الدماء والأعراض والأموال وسيادة الدولة، والنماذج علي ذلك: الصومال، وأفغانستان، وليبيا، والعراق، وسوريا، وسيناء بمصر، وكلها نظرات في مشاهد حاضرة لما يدور الآن. وينبه الداعية الإسلامي الكبير الدكتور أحمد محمود كريمة في كتابه إلي حقيقة هامة: أنه في عهد الحكم الإخواني بمصر جري إلحاق أعداد من جماعة الإخوان بالجيش، ومحاولة الاستيلاء من مكتب الإرشاد علي أسرار عسكرية مهمة، بالإضافة إلي التشكيك في الشرعية الإسلامية للالتحاق والعمل بالجيش، واستهداف أفراد الجيش منهم ومن غيرهم من جماعات الإرهاب، ومحاولتهم تضعيف حديث «خير أجناد الأرض»، ومايحدث في سيناء، وبالعراق، ولبنان، وليبيا، وسوريا، لايحتاج إلي برهان ودليل، وسيأتي بيان الجندية في الميزان الشرعي لتأكيد قدرها علي خلاف حقد وغل جماعات الإرهاب ضدها، وقد انكشفت ممارسات جماعات التطرف فيما يخص القوات المسلحة، بفضل القيادة المصرية الواعية اليقظة التي تحكم بلادنا الآن، وعلي رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسي. وفي نهاية هذا الكتاب الجديد من نوعه يضع فضيلة الدكتور أحمد محمود كريمة «روشتة» دواء لعلاج هذا الداء، ومن أهم ملامحها: التحرز من تكفير المسلم، تطوير الخطاب الديني، ثم تدابير زجرية عقابية لكل من ارتكب آثاما في حق هذا الوطن الذي نعيش علي أرضه وترابه. محاولات فاشلة لتغيير الحكم وإقامة الخلافة الدعم القطري.. وتنظيم المؤتمرات المشبوهة نشاط مخابراتي لمشروع الشرق الأوسط الجديد