10 عناصر علي الأقل من تنظيم "داعش"، دخلت مصر برفقة ضابط مخابرات دولة إقليمية معادية للقاهرة، والمتسللون غير معروفي الهوية، ولكن نقلهم تم بعناية فائقة من العراق إلي أوروبا ومنها للقاهرة، جاءوا بجوازات سفر مزورة وبهيئات لا تثير الشك، وهو ما مكنهم من العبور إلي المطار، ثم التوجه لشرم الشيخ بحجة السياحة بطائرات شارتر. هدف العناصر الإرهابية هو اللحاق بتنظيم أنصار بيت المقدس النشط في سيناء، والذي أعلن الولاء لأبي بكر البغدادي، زعيم داعش، ومن المتوقع أن يأخذ هؤلاء زمام القيادة بهدف القيام بعمليات نوعية ضد وحدات الجيش المصري في سيناء. وورلد تريبيون: عناصر من "داعش" دخلت مصر متنكرة برفقة ضابط مخابرات قطري هكذا حذرت صحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية مصر، في تقرير أصدرته العاشر من ديسمبر الماضي، من عمليات إرهابية قد تكون وشيكة، مؤكدة أن ذلك تزامن مع إرسال تنظيم داعش 300 من مقاتليه لمدينة درنة بشرق ليبيا، ليكونوا دعمًا استراتيجيًا لإرهابيي سيناء، علمًا بأن داعشي درنة يقودهم شخص عربي وآخران يمني ومصري، وطبقًا لوكالة أنباء "أسوشيتد برس" فإن الرجل القوي والأمير هو يمني يدعي أبو البراء الأزدي، وقاتل في سوريا واسمه الحقيقي محمد عبد الله، وتعرفت المخابرات الأمريكية علي الشخص العربي، ويشغل منصب رئيس المحكمة الشرعية في بلده، أما المصري فلم يتم تحديد هويته حتي الآن. تحذيرات الصحيفة الأمريكية أعقبها تحريضات علنية بالقتل، علي القنوات الإخوانية التي تُبث من تركيا، ضد رجال الجيش والشرطة وقبل هجوم الخميس الماضي بيومين كان وفد من الجماعة الإرهابية يضم مها عزام، رئيس ما يسمي المجلس الثوري، الذي دشنه الإخوان في تركيا، وعبد الموجود راجح الدرديري القيادي بحزب الحرية والعدالة المنحل، ووليد شرابي، وجمال حشمت عضوي مجلس شوري الجماعة، في زيارة للكونجرس. ولم تكن هذه المرة الأولي التي تحذر فيها الوورلد تريبيون من هجمات شبيهة ففي 14 أبريل 2014، بدأت الصحيفة تقريرًا خاصًا عن مصر بالكلمات التالية: (يبدو أن الصراع علي مصر سيدخل مرحلة خطيرة من التصعيد، فالممولون الأساسيون للجهاديين في سوريا، والكلام هنا عن قطروتركيا والرئيس أوباما، سيدفعون تلك العناصر المسلحة للانتقال إلي القاهرة)، وهنا نتوقف عند كلمة الرئيس السيسي في خطابه الأخير (إحنا عارفين مين اللي مولكم واللي ساعدكم ومش هنسيبهم). ونقلت الصحيفة عن مصادر جهادية في ليبيا، أن تدريب عناصر مسلحة ضمن ما يعرف بالجيش المصري الحر، يجري علي قدم وساق علي الأراضي الليبية برعاية أمريكية تركية إيرانية وبتمويل قطري، وذكرت أن عدة أهداف حيوية توجد علي أجندة تلك العناصر المسلحة في الفترة المقبلة، وأن عمليات نوعية ضد الجيش والشرطة في مصر سيتم تنفيذها بواسطة تلك العناصر. الوورلد تريبيون كشفت، في أبريل الماضي أيضاً، أن قائد ما يسمي بالجيش المصري الحر هو شخص يدعي شريف الرضواني، ويقوم بتدريب العناصر الإرهابية بمعسكرات درنة، وقد سبق له المشاركة في القتال في سوريا وفي لبنان، فيما يتولي التنسيق والحصول علي التمويل من أجهزة مخابرات غربية شخص ليبي يدعي إسماعيل الصلابي وهو مسؤول رفيع المستوي في تنظيم القاعدة وصديق حميم لشريف القبيصي مدير المخابرات القطرية. وأكدت الصحيفة آنذاك أن كامي الصافي وإسماعيل الصلابي القياديين البارزين في القاعدة علي علاقة قوية بخيرت الشاطر والتقيا هذا الأخير أكثر من مرة في تركيا تحديداً، وسيكون لهما دور كبير في نشر الفوضي بمصر بهدف إعاقتها اقتصادياً. وكما أشار الرئيس السيسي في خطابه الأخير، وتطابقاً لما نشرته الصحيفة الأمريكية فإن عناصر تلك الميليشيات الإرهابية تتكون من ليبيين وسودانيين ومصريين يمتلكون خبرات قتالية متفاوتة، فمنهم من شارك في القتال في سوريا وليبيا ومنهم من هو عديم الخبرة، ولكنهم علي اتصال قوي بخلايا إرهابية نائمة داخل مصر وينسقون معها ويزودونها بالسلاح والمعدات. وتوضح الصحيفة أنه وبشكل نوعي، فإن جماعة أنصار بيت المقدس بسيناء، التي لها خلايا منتشرة في عدد من المحافظات وتلقي دعماً من حركة حماس بغزة، تعد جزءا مما يعرف بالجيش المصري الحر، وهي المستقبل الأول للعناصر التي تتدرب في ليبيا، وهنا يكمن تناقض وشيزوفرينيا الإدارة الأمريكية التي وضعت تنظيم بيت المقدس علي لائحة المنظمات الإرهابية بينما هي تدعمه بالمال والخبرات والسلاح، وتستخدمه كمخلب قط لزعزعة استقرار من لا يرضخ لأوامرها. بحسب مقال في صحيفة "طرف" التركية لمحمد بارانسو الكاتب الصحفي التركي المتخصص في الشئون الأمنية، فإن الممول الرئيس لشحنات السلاح هو صديق شخصي لأردوغان، وهو رجل أعمال عربي وعضو بارز في التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، عُرف عنه قربه الشديد من أسامة بن لادن، وهو مدرج علي لائحة الأممالمتحدة للشخصيات الإرهابية المطلوب القبض عليها، وبحسب معلومات نشرتها عنه المباحث الفيدرالية الأمريكية FBI فإنه يملك عقارات في شيكاجو وملايين الدولارات المجمدة في بنوك أمريكية، ومتورط بشكل مباشر في تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في العاصمة الكينية نيروبي والتنزانية دار السلام عام 1998، وكان المؤسس لجناح بن لادن العسكري الذي حارب في البوسنة والهرسك بين عامي 1991و1995، والغريب أيضأ أنه تربطه صداقة وعلاقة شخصية مريبة ب"ديك تشيني" الذي شغل منصب نائب رئيس الولاياتالمتحدة في عهد الرئيس السابق جورج بوش الابن، والذي لعب دوراً محورياً في الحرب علي العراق. وكان قرار الأممالمتحدة صدر بحق القاضي باعتباره إرهابياً دولياً في الخامس من أكتوبر 2012، فيما أصدر النائب العام التركي قراراً في العاشر من أكتوبر 2013 بمنع 398 شخصية من الدخول للأراضي التركية نظراً لارتباطهم بتنظيم القاعدة وحركة طالبان، وكان هو علي رأس تلك الشخصيات. غير أن الإرهابي الدولي تمكن، في ديسمبر 2013 من دخول تركيا في طائرة خاصة حطت به في مطار صغير بإسطنبول انتزعت منه كاميرات الأجهزة الأمنية قبيل وصوله بساعات، وطبقاً لصحيفة "طرف"، فقد دخل من صالة كبار الزوار برفقة حراس أردوغان ودون أن يخضع للتفتيش، علماً بأنه تعرض لحادث سير علي الأراضي التركية بينما كان برفقة الحارس الأول لأردوغان في إحدي سيارات هذا الأخير، وكان أول شخص يزوره بالمستشفي هو "بلال رجب طيب أردوغان". لم تكن التسريبات المخابراتية لوورلد تريبيون هي الوحيدة في هذا الإطار، ففي الخامس عشر من يناير 2014 غادر الجنرال"إدوارد جيو" منصبه كقائد أركان الجيش الفرنسي، وخلفه الجنرال "بيير دي فيليه"، وفي حوار أجرته معه مجلة "لوبوان" الفرنسية الأسبوعية في الثاني عشر من يناير الماضي، كان علي الرجل أن يجيب علي سؤال فحواه: ما الخطر الذي يهدد أوروبا والأمن العالمي حالياً؟ فأجاب "جيو" دون تردد: إنها معسكرات تنظيم القاعدة في جنوبتركيا، وتحديداً في مدن "كارمان" و"عثمانية"و"سالنيورفا"، ولا أعتقد أن الأتراك أنشأوا تلك المعسكرات في هذه المدن هكذا اعتباطاً، بل هم سيزحفون علينا يوماً ما، قبل أن يصدِّروا إرهابهم للشرق الأوسط بأكمله.