عواء البحر يلفظ معتليه ، والبيوت تتقيأ سكانها.. نسير كأسراب الطيور، في مجموعات مكتحلين بالأزرق، نخاتل البحر ونستجديه الغزل الصريح، ونلوذ بصخوره الرابضة في رحابة البحر، ونحتها الملح المتكلس بنقوشه؛ فصارت أشبه بالإسفنج الصخري، أقرب إلينا في الهيئة التي توحي بالغضاضة، ولها ملمس الزجاج المنشطر! أنا بخير يحدث أن ترثيك الأماكن.. الحوائط.. المقاعد.. الأردية، والشراشف، والأواعي وجميع ما تطال إلا هي تحتضن الصمت وتتبني الثبات كجندي استمات فوق مدفعه.. ربما لم تعد تجدي الدموع بعد، ربما نفدت، أو ماتت القضية! لكن مازلت بخير، وكل شيء علي ما يرام.