أقيمت ندوة في قاعة المؤتمرات بالمجلس الأعلي للثقافة عن الشاعر والفيلسوف الباكستاني محمد إقبال، وإقبال من الشخصيات البارزة الذي لعب دورا هاما مع محمد علي جناح في التمهيد لقيام دولة باكستان، كما أن المتتبع لحياة محمد إقبال، وكيف أنه نهر سائلاً يطرق باب منزله بعنف، مما أغضب والده الذي نهاه عن أن يعود مرة أخري لمثل هذا التصرف، وكانت لهذه الحادثة أثر كبير في مستقبل أيامه، وظلت هذه الحادثة عالقة في ذهنه حتي بعد أن درس الفلسفة والقانون في أوروبا، وعاد لبلاده ليكون نجما لامعا في سماء الفكر والسياسة. وأجمل ما قرأته عنه ما كتبه الدكتور زكي نجيب محمود وهو يستعرض كتابه (تجديد الإسلام) ويري أن أبرز حقيقة مما أورده في هذا الكتاب هي دور (العقل) في حياة المسلم، كما أرادها له القرآن الكريم، فلقد كان الإسلام هو الديانة الوحيدة - التي أحالت الإنسان إلي عقله، فبما تستحدثه له الحياة من مشكلات، ومن هنا كان الإسلام آخر الرسالات الدينية، لأن الرسالة بعد ذلك أصبحت منوظة بعقل الإنسان. ويقول الدكتور زكي نجيب محمود أيضا: وإذا أخذنا باحتكام الإنسان إلي عقله، فقد اعترفنا ضمنيا بضرورة احتكامه إلي (العلم) بما يكشفه من حقائق العالم بمنهجه في البحث، وهو منهج فصلت القول فيه الكتب المختصة بهذا الجانب من الفكر العلمي، وحسبنا هذه اللفتة (الإقبالية) لنتجه بالفكر الإسلامي نحو آفاقه الجديدة.. إن الحديث عن إقبال، وشعره.. وفلسفته، ورؤاه لمستقبل العالم الإسلامي تستوعبه مجلدات.