حراس أمن الاتجاهات السياسية سمير صبحي الليبرالية طريقنا إلي المستقبل هكذا اتخذ الوزير السابق للحكم المحلي مصطفي عبد القادر شعاره وهو يتحدث عن المثقفين والواقع المعاصر, وفيها يستشهد بآراء المفكرين والفلاسفة في تعريف من هو المثقف وتحديد ادوارهم في قضايا بلادهم ومجتمعاتهم.. واختلاف انتماءاتهم السياسية أو الاجتماعية وكيف يحددونها لمصلحة شعوبهم علي مستوي الدولة أو علي مستوي العالم بأحداثه ومتغيراته. هو يستشهد بالفيلسوف الماركسي الإيطالي جرامشي إذ يقول إن المثقفين بما هم مثقفون لا يشكلون طبقة مستقلة بل إن كل مجموعة اجتماعية لها جماعة من المثقفين خاصة بها أو هي تعمل علي خلقها! إن الانتلجس هم الطبقة المثقفة في مجتمعات العالم. وفي القرون الوسطي في اوروبا كان قد حكم علي ضابط فرنسي من أصل يهودي يدعي الفريد دريفوس عام1894 بالنفي من بلدته بتهمة التجسس لمصلحة المانيا واستطاعت اسرته واصدقاؤه ان يثبتوا بعد عامين زيف الوثائق التي أدين بسببها.. وتصدي لذلك المثقفون وعلي رأسهم اميل زولا نفسه الذي كتب مقالاته الشهيرة إني أتهم ونشروا بيان المثقفين الأمر الذي أدي إلي انقسام الرأي العام في فرنسا. إن المثقفين هم الذين يهتمون بالدور الذي يعبر عن ضمير المجتمع كأصحاب رأي وقضية ويركزون علي البحث والتحليل العقلاني وبذلك يستحقون لقب ضمير الأمة. أما في البلاد العربية فنجد كتابا مثل ما قدمه محمد عابد الجابري بعنوان المثقفون في الحضارة العربية وكيف يتمحور المثقفون في ثلاثة عوامل رئيسية هي: العامل الحضاري لظهور المدن وترجمة الفلسفة والعلوم من العربية إلي اللاتينية وثالثا العامل المهني بظهور طبقة عملها الفكري هي ما تتعايش منه مثل أساتذة الجامعة والكتاب والمفكرين. ثم يستشهد بالدكتور زكي نجيب محمود بقوله الذي خلص به بعد معاناة الدراسة ألا وهو نظرية المنطق الوضعي في كتابه زاوية فلسفية حول الفكر الفلسفي المعاصر كنموذج يدعو فيه الي الحرية والعقل والتعقل فإن الحرية لا تكون من قيد الجهل والخرافة في فهم الناس للظواهر والأحداث والتعقيل عنده هو الاحتكام الي العقل دون النزوة والهوي. الدكتور زكي نجيب محمود يعود الي ما قاله الدكتور طه حسين من قبل في مسألة التعقيل اريد ان اصنع في الادب هذا المنهج الفلسفي الذي استحدثه ديكارت للبحث عن حقائق الاشياء في اول العصر الحديث. المعني أن يتجرد الناس والباحث بالذات من كل شئ كان يعمله من قبل وأن يستقبل موضوع بحثه خالي الذهن مما قيل خلوا تاما فيجدد في العالم تجديدا فيغير الادباء مذاهب ادبهم والفنانون في فنونهم, فهذا هو الطابع الذي يتميز به العصر الحديث. هذه آراء الوزير السابق مصطفي عبد القادر بقوله بعد قراءة وعمل امن دولة في داخل مصر وفي دول كثيرة أخري زارها خلال خمسين سنة خدمة بوليس قابل فيها ما قابل وحقق فيما حقق بوليسيا مع الكثيرين, هو يقسم أنه كان يعاملهم كأصدقاء.. وبحب!! شخصيات دولية وحكام ومثقفين وأصحاب رأي ومبادئ الي ان توصل إننا هذه الايام يجب ان نعيش فيها بكل حرية ملتزمة من اجل مستقبل افضل للشعب المصري, هو ايضا متفائل بما حدث في نهاية عام2007 الذي فات منذ أيام, إذ انه يقول لعل ما نستشهده جميعا في بدايات ايجابية لرموز ثقافية مصرية بدأت في اصدار كتب ومقالات تربط بين الثقافة ومناهج الحياة. لكن الوزير مصطفي يخشي أن ينضب الوعاء, فلابد أن نستمر عام2008 وما بعده في الثقافة المستنيرة الواعية بشموعها المضيئة وهم المثقفون, بمعني الذين يغوصون في بحور المعرفة والعلم والقضايا ليقولوا لنا الحقيقة والاجيال القادمة دون دجل لا نفع فيه.. وفنون لا معني لها!! عن صحيفة الاهرام المصرية 21/1/2008