يأبي النجم أحمد حلمي إلا أن يصنع أسطورته الخاصة في السينما، وفي الحياة أيضاً، ولأنها لن تكتمل إلا بالميلودراما والدموع فقد صنعها أولاً في أفلامه، - حتي الكوميدي منها -، لكنه أيضا وببساطته وخفة روحه كان يتجاهل الألم والدموع التي كثيراً ما صادفته في الحياة وليس في السينما مفضلاً التجاوز عن كل الصعاب، لكن الضريبة التي يدفعها النجم والممثل المختلف جاءت هذه المرة علي درجة عالية من الخطورة والألم ورغم ذلك لم نسمع لآلامه صوتاً إلا بعد أن تجاوز الأقسي بينها، وها هو يطل من علي سرير المرض، وبجواره سرير زوجته النجمة مني زكي، التي ترقد تحت رحمة مرض قاس ونادر ويعرف الحبيبان جيداً أنهما لا يمثلان، وإنما يعيشان الميلودراما الخاصة بهما حيث الثمن ليس تقييما نقديا سلبيا لدور أو حتي فيلم وإنما حياة بكاملها. أحمد حلمي شاب بسيط وزوجته ممثلة لا تعرف التمثيل إلا أمام الكاميرا، يتمني الاثنان من زمن طويل الحياة في سلام بعيدا عن هامش الشهرة التي تجبر النجم علي دفع ثمنها، ورغم نجاحهما - إلي حد ما في ذلك - إلا أن المحنة أعادت حياتهما الشخصية والأسرية إلي الواجهة بين أمنيات من الجمهور والوسط الفني بالشفاء وبين حرج لا يعلنه أولئك الذين هاجموهما بسبب ولادة طفلهما الثاني (سليم) في أمريكا. لا يعرف أحمد حلمي موعد عودته إلي مصر، فهو بانتظار تعليمات الطبيب الذي لا يستطيع أن يحدد الآن، فالنجم النبيل يعالج حاليا ب "الراديولوجي" بعد استئصال الورم السرطاني الذي بلغ حجمه 19 سم وكان يقع بين عضلتين خلف عظمة الكتف الأيسر. ومن المنتظر أن ينهي حلمي كورس العلاج الإشعاعي ومن ثم يستطيع الطبيب إجراء تحاليل جديدة وتحديد موعد لعودته إلي مصر، أما زوجته النجمة مني زكي فرغم ندرة مرضها وخطورته إلا أن الأخطر عليها هي تلك الحالة التي وجدت نفسها فيها فقد علمت بمرض زوجها بينما كانت تقترب من ولادة طفلهما الثاني سليم وتحتاج لعناية طبية فائقة ومن ثم قررت تغيير مكان العلاج والولادة من ألمانيا إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث يحتاج حلمي لإجراء العملية الجراحية لاستئصال الورم السرطاني هناك. نعم التأم شمل الأسرة في الولاياتالمتحدة حيث ولد سليم بين أب علي مسافة أيام قليلة من عملية جراحية كبري وأم تهاجمها مناعتها بهدف القضاء عليها. سليم لم يولد بين أحزان ومخاوف مرضين لأبوين طالما تعرضا لعين الحسود فقط، ولكنه استقبل في مصر بحملة ضد ولادته في أمريكا وكأن الأمر كان اختيارا أو ترفا أو ضعفا في الوطنية وبينما يعيش سليم ذو الشهر ونصف هنا فإن أمه هناك مع حبيب العمر تتلاعب بهما الآلام و الآمال ويحلمان معا بلحظة من زمن مضي. وبعد تعرض النجمين للهجوم بسبب الولادة في أمريكا سارعت الفنانة مي جلال المدير الفني الخاص بالفنان أحمد حلمي وابنة خالة زوجته الفنانة مني زكي بتوضيح الأمر قائلة في رسالة علي المواقع الاجتماعية: أن القصة بدأت عندما انتقلت مني زكي إلي مستشفي دار الفؤاد في أواخر فبراير وكان تشخيصها حالة تسمم في المعدة والأمعاء وأنها تعاني من Autoimmune disease وهو مرض مناعي يجعل الجهاز المناعي يهاجم الجسم. سافرت بعدها مني إلي ألمانيا للدكتور الذي يتابع حالتها منذ سنوات لتبقي تحت المتابعة الطبية، في هذه الأثناء كان هناك تورم في ظهر أحمد حلمي كشف أنه ورم سرطاني موجود في منطقة نادرة بين عضلتين وحجمه 19 سم، وأن مكان العلاج المناسب له هو مستشفي في أمريكا. واقتربت ولادة مني زكي وقرر الزوجان أن تبقي بأمريكا وهنا بدأ الهجوم علي الفنان الكوميدي حتي اتضحت حقيقة مرضه، وتم إجراء عمليه له من أسبوعين وهو الآن في حالة صحية جيدة. الصديق الأقرب للنجمين، السيناريست تامر حبيب، من جهته، أكد أن العملية الجراحية التي أجريت لأحمد حلمي كانت دقيقة وكبيرة واحتاجت لاستعدادات خاصة فرغم أن الورم لم يكن في أحد أعضاء الجسم ولكنه كان بين عضلتين هامتين لذا كانت الدقة مطلوبة ولكنها تمت بسلام ورغم الحالة النفسية السيئة التي انتابت أحمد حلمي فور علمه بطبيعة الورم إلا أنه استعاد بعض حيويته بعد إجراء العملية وخروجه من المستشفي ولكن الأصعب هو الحالة النفسية التي تعيشها مني زكي حيث تركت طفلها الذي لم يتجاوز عمره تسعين يوما مع والدتها وأقامت مع زوجها في أمريكا بينما يتابعان معا العلاج ويهتمان ببعضهما البعض.