سيظل الانتصار الذي تحقق في حرب أكتوبر عام 1973 حدثا فارقا في تاريخ مصر والأمة العربية، هذا الانتصار التاريخي جسد عبقرية العسكرية المصرية والقدرة علي التخطيط والتنفيذ للحرب والمهام القتالية بعزيمة وصلابة لتحقيق النصر مهما كانت التحديات والتضحيات، فقرار حرب أكتوبر الذي اتخذه الرئيس الراحل أنور السادات، أحد القرارات المصيرية التي تؤثر علي حياة الأمم والشعوب لسنوات وأجيال، وتحمل جيل أكتوبر هذه المسئولية الضخمة، وأدي هذا الجيل العظيم دوره وواجبه باقتدار وبذل الأبطال البواسل أرواحهم ودماءهم لحماية مصر واستقلالها، وكان النصر الذي أذهل العالم كله وقلب الموازين في ميادين الحرب والدبلوماسية والاقتصاد، وأكد أن إرادة الإنسان المصري لا تنكسر ولا تنهزم فهذه الإرادة وهذه الروح تسري من جيل إلي جيل. لقد حققت حرب أكتوبر أهدافها، وفرضت واقعا جديدا وأحد أهم هذه الأهداف، تمهيد الطريق لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط التي عانت ويلات الحروب.. ويحرص الرئيس حسني مبارك بطل الضربة الجوية التي مهدت الطريق لنصر أكتوبر علي استمرار عملية السلام، وتواصلت جهوده طوال السنوات الماضية لدفع عملية السلام، ولم تتوقف هذه الجهود رغم العقبات الخطيرة التي تعترض تحقيق السلام.. وتتوافر حاليا فرصة تاريخية لتحقيق السلام وإقامة الدولة الفلسطينية، وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وهذا يفرض علي الدول الكبري والمجتمع الدولي مساندة جهود السلام في إطار الشرعية الدولية، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن كمرجعية للمفاوضات.. فتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط، يحقق الاستقرار لدول وشعوب المنطقة التي تزخر بفرص استثمارية كبيرة في جميع المجالات تحقق المزيد من الرخاء والتقدم لشعوب المنطقة والعالم كله!