في عالمنا العربي تعتبر الأمهات ان الدور الأهم لتربية الطفل هي العناية بإطعامه ونظافته وملبسه ولا يلتفتن إلي أهمية تنمية وتنشيط قدراته الذهنية التي تكون أكثر ماتكون تفتحاً للتلقي في سن الرضاعة فأدمغة الأطفال في سن الرضاعة تكون مناسبة تماماً للتلقي باستخدام الأم للقراءة لهم من خلال الكتب والألعاب قبل أن تبدأ مرحلة الذهاب للحضانة .. وهناك عدة أسباب هامة لتقرئي لطفلك منذ فترة رضاعته حتي يبلغ السادسة من العمر : فالقراءة له تطور إجادة اللغة في عقله بشكل ممتاز حتي قبل أن يستطيع التكلم أو القراءة .. ففي السنة الأولي من عمره يمتص بسرعة لغة المحيطين به لتلك الحياة الجديدة التي أتي إليها وتتضاعف في عقله ثلاث مرات هذه القدرة كما تقول الأبحاث وحين يأتي وقت دخوله الحضانة أو رياض الأطفال يكون وبشكل مُدهش تضاعف الكمية .. ويجب الانتباه لتلك الفترة الحرجة من عمر الرضيع حيث تتلازم اللغة المسموعة والعديد من المسارات العصبية ويكون لذلك أول ما يجب تلقيه من أمه التي تكون بمثابة أول معلم قراءة لطفلها قدرتها علي إنشاء لغة تتشكل يمكن الاستفادة القصوي منها في بناء ذهنية رضيعها خلال سنواته المبكرة من خلال القراءة المصحوبة باللعب والمرح .. كما أن قضاء دقائق علي فترات طوال اليوم بالقراءة لطفلك ستكون ممتعة بالنسبة له خاصة وهو منجذب للأم طبيعياً ومحبب إليه صوتها لذا حاولي أن يكون هناك تفاعل وصوتك وملامح وجهك والقراءة بصوت عال لتجذبيه للتفاعل معك والانتباه وتنشيط الأعصاب مع عرض قصص مصورة أمامه بألوان تجذب عيونه وعرضها بطريقة مرحة وصوت ضاحك مرح ليكون هناك ارتباط فيما بعد بين التعلم والمتعة في ممارسة الحياة وهذا سيجنبه التعثر في نطق الكلمات حين يبدأ مرحلة الكلام. ومن تجارب أمهات مثبتة في أبحاث علمية أنهن لاحظن أن أطفالهن الرضع مع تقدم شهورهم الأولي لديهم قدرة خاصة لإدراك الأنماط وربط رموز لحركات وإيماءات من الأم ذات معني وهذا إن بدأت الأم في وقت مبكر من ستة أشهر من عمر الطفل حيث جميع الأطفال لديهم ذاكرة جيدة .. كما أن خبراء التعليم في مرحلة الطفولة يؤكدون أن الجزء الأيسر من المخ إن بدأ الرضيع بالاستماع للقراءة مبكراً حتي يبلغ الثالثة من العمر فإن هذا يساعده حين يبلغ السادسة أن يلتقط القراءة ويؤديها بسهولة تجعل بإمكانه الجمع بين ثلاث لغات يتحدث بها جميعاً.. كما أن القراءة للرضيع أفضل وسيلة للتعرف علي العالم حوله ووالديه والدراية بالكلمات التي يسمعها مكررة مراراً وتساعده علي تعلم الكلام وتزيد من تركيزه ..كما يساعده علي تكوين مفردات لغوية مُخزنة تعطيه بداية رائعة حين التحاقه بالمدرسة مما يجعله متفاعلا مع مدرسيه وزملائه ويقوم بجرأة بالأنشطة الجماعية والاندماج فيها بما ينمي شخصيته .. كما يجعله مدركا ومتذوقا لاستخدام الأصوات المعبرة في المواقف المختلفة وللموسيقي ..