٫ لم يكن حفل الافتتاح المبهر والعاطفي للغاية لمهرجان الإسكندرية السينمائي، مساء الأربعاء الماضي، هو الحدث الأكثر جمالاً وأهمية في المهرجان لكن كل ما تلاه بداية من عروض الأفلام وحتي الندوات التي عقدت لمناقشة هموم السينما المصرية والعربية ظلت أحداثاً بارزة علي المستويين الإنساني والفكري فضلاً عن الفني وهو ما أشاع روحا من البهجة والإعجاب والتفاؤل لدي جموع الضيوف والفنانين والمتابعين للحدث الأكثر تعرضاً للهجوم علي مدي تاريخه. عرض الفيلم المصري الوحيد المشارك في المسابقة الرسمية "قبل الربيع" يوم الخميس الماضي بحضور جمهور كبير وتباينت الآراء حوله كفيلم سينمائي، وإن أثار موضوعه الكثير من الجدل، إذ يحكي الفيلم فيما يشبه " السيمي دراما " قصة الآباء الحقيقيين لثورة 25 يناير وهم أولئك الشباب الذين ضحوا بكل شيء في سبيل وطن أقل قبحا وذلك عبر شخصية أكثر شبها بالطبيب المناضل " أحمد حرارة " الذي فقد إحدي عينيه في يناير 2011 وفقد الثانية في أحداث محمد محمود حيث يظهر في أول مشاهد الفيلم مؤكدا أنه لم يندم يوما علي فقد عينيه ثم يعود الفيلم " فلاش باك " إلي قصة مجموعة من الشباب المستقلين عن التيارات السياسية والسياسية الدينية يحاولون زرع الوعي في المجتمع ويتعرضون للتنكيل من أجهزة مبارك وشارك في العمل كل من أحمد وفيق وهنا شيحة وحنان مطاوع وإخراج وتأليف أحمد عاطف. الفيلم يعلن براءة شباب الثورة من العمالة ويعلن أيضا بوضوح براءة الإخوان من الثورة ويخلص إلي كونها حلما مصريا خالصا من شباب لا يأمل سوي بوطن أفضل لكنه يهرب من الإجابة عن الأسئلة اللحظة الآنية التي تحوطها أسئلة حول الشعارات الأربعة للثورة وهي عيش حرية عدالة اجتماعية كرامة إنسانية ويترك السؤال الأخير معلقا حول من فقدوا حياتهم ومن فقدوا عيونهم وأطرافهم .. إلي أين ذهبت تضحياتهم وكيف يمكن لحرارة أوغيره أن يستكمل حياته من دون أن تتحقق أحلام الوطن الجميل. ألغي عرض فيلم "فيلا توما " الفلسطيني والذي كان من المقرر عرضه ضمن أفلام المسابقة الرسمية لأسباب غامضة فبينما قال أكثر من ناقد أنه فيلم إسرائيلي وأن المهرجان يتورط بذلك في التطبيع فإن رئيس المهرجان أكد أن النسخة الموجودة لدي الإدارة الفنية للمهرجان لا تصلح للعرض.. «فيلا توما» فيلم أنجز بتمويل إسرائيلي لكن مخرجته سها عراف من عرب 48. كان عدد من النقاد اتفقوا مع نقيب السينمائيين المخرج مسعد فودة للاجتماع بشأن الفيلم بعد عرضه لكن رئيس المهرجان ألغي العرض في اللحظة الأخيرة. المخرج الكبير داوود عبدالسيد اصطحب زوجته الكاتبة الصحفية كريمة كمال للمهرجان للمرة الأولي. صراع نسائي من نوع خاص جدا دار بين النجمتين سمية الخشاب ودرة عضوتي لجنة تحكيم المسابقة الرسمية حيث تتعمد إحداهما التأخر إلي أن تحضر الأخري وتنتظرها في كل مرة مما سبب تذمر الأعضاء الأجانب وهو ما دفع إدارة المهرجان لتحديد مواعيد عروض التحكيم وعدم الالتزام بانتظار أحد. المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد طلب من إدارة المهرجان تأخير عرض فيلمه "عمر" لساعة كاملة حتي يستطيع المخرج التونسي الطيب الوحيش حضور العرض وكان الوحيش الذي يمارس حياته من علي كرسي متحرك قد أعرب لأبو أسعد عن رغبته في مشاهدة العمل. محافظ الإسكندرية اللواء طارق المهدي قضي مساء الجمعة الماضي مع فناني وضيوف المهرجان مرحبا بهم وقام مسعد فودة رئيس اتحاد الفنانين العرب بإهدائه درع تكريم باسم نقابة السينمائيين. عقد مهرجان القاهرة السينمائي ندوة "التعاون العربي المشترك في مجال السينما" آفاق طموحات لمناقشة قضية الإنتاج العربي المشترك. قال مسعد فودة نقيب السينمائيين المصريين إن السينما المصرية بدأت تخرج من مرحلة تراجعها الإنتاجي كما وكيفا. وأضاف أن رجوع السينما يعني رجوع الجمهور شريطة وجود المنتج الواعي، موضحا أن الدكتور خالد الزدجالي نائب رئيس اتحاد الفنانين وضع نواة الاتحاد العام للفنانين العرب بعيدا عن الظروف التي تمر بها دول الجوار.