ميزانية مصروفات الأدوات المدرسية.. كابوس تعيشه ملايين الأسر المصرية مع بداية كل عام دراسي جديد، تلك الميزانية التي تضعها أغلب الأسر تلتهمها نيران ارتفاع الأسعار، ويقع أولياء الأمور فريسة لجشع التجار، وفوضي الرقابة علي الأسواق. «آخر ساعة»، كان لها هذه الجولة بشارع الفجالة، أشهر شوارع القاهرة بيعاً لمستلزمات المدارس، لترصد عن قرب معاناة الأهالي المتكررة من ارتفاع الأسعار، وكان أبرز ما رصدناه أننا وجدنا ارتفاعاً كبيراً في أسعار الأدوات المدرسية عن العام الماضي بنسبة وصلت في بعض الأدوات ل30% وهي زيادة أولية قابلة للارتفاع. محمود سعيد، أحد البائعين في الفجالة، أكد أن سعر دستة الكشكول ال60 ورقة وصل ل11 جنيها بسعر الجملة بعد أن كان العام الماضي يتراوح سعره ما بين 8 ل9 جنيهات علي الأكثر، كما أن سعر دستة الكشاكيل ال80 ورقة، وصل ل15 جنيهاً، وال100 ورقة يباع بسعر 17 جنيهاً، وتباع دستة الأقلام «الجاف» بسعر 12 جنيهاً، و«الرصاص» بسعر 5 جنيهات، وعلبة «البرايات» و»الأستيكية» بسعر 5 جنيهات، بينما تباع علبة الألوان الخشب «الصغيرة» ب3 جنيهات مقابل 8 جنيهات للعلبة الكبيرة، فيما تباع علبة الألوان «الفلومستر» الحجم الكبير ب11 جنيهاً مقابل 7 جنيهات ونصف للحجم الصغير، وتباع دستة «المسطرة» بسعر 5 جنيهات، والجلاد ب3 جنيهات، وكراسة الرسم الحجم الكبير بسعر 150 قرشاً، مقابل 100 قرش للحجم الصغير، ويباع «البرجل» بسعر 10 جنيهات، وتباع المقلمة بسعر 6 جنيهات ونصف، بينما تبدأ أسعار الدباسة من 16 جنيها وتصل ل80 جنيهاً. أما خالد سليم، صاحب إحدي المكتبات، فيقول إن أسعار الكشاكيل والكراسات ارتفعت عن العام الماضي بنسبة 20% بسبب ارتفاع أسعار الورق والبنزين، مشيراً إلي أن الطلب زاد في الآونة الأخيرة علي شراء الأدوات المدرسية رغم الظروف المادية الصعبة للمستهلك المصري نتيجة تحول هذه الأدوات من الكماليات للضروريات التي لا يمكن لأي طالب أو ولي أمر أن يتجاهلها. الصيني يكسب وأشار سعيد إبراهيم، صاحب مكتبة، لإغراق الأسواق بالمنتجات الصينية، التي تمثل أكثر من 85% من حجم السوق، مؤكداً اختفاء الصناعة المصرية إلا في المنتجات الورقية، ورغم ذلك فالخامات مستوردة، ويتم تجميعها في مصر فقط، ولا تتجاوز نسبة ال10% من حجم السوق، مضيفاً: إن المستهلك يسعي لشراء المستورد دائماً وأن المنتجات الورقية المصرية أفضل من المستوردة. وقال أحمد سمير، صاحب إحدي المكتبات في الفجالة، إن عددا كبيرا من الكتب الخارجية لم يصل حتي الآن للمكتبات بسبب تأخر طباعتها، مشيراً إلي أن ذلك يرجع للانقطاعات المتكررة للكهرباء، التي عطلت جزءا كبيرا من عملية الطبع، كما أن تلك الانقطاعات تسببت في زيادة أوقات عمل العمال داخل تلك المصانع وزيادة رواتبهم وهو ما تسبب في زيادة أسعار الكتب بنسبة وصلت العام الحالي ل30%. أضاف، أن التأخير نسبته الأكبر في كتب المرحلة الثانوية بسبب تغيير المناهج بعدما أصبحت الثانوية مرحلة واحدة العام الماضي، وكذلك إدخال بعض التعديلات عليها العام الحالي. طلبات المدرسين والتقينا ببعض أولياء الأمور الذين جاءوا لشراء احتياجات أبنائهم، فقالت سعيدة صبري، 30 عاماً: ابني الكبير رغم أنه مازال في الصف الثاني الابتدائي إلا أنه طلب مني العام الماضي كراسة فضلاً عن كراسات الرسم والألوان الخشب والشمع بخلاف الصلصال بألوان وكشاكيل 60 ورقة إضافة لأوراق ودوسيهات طلبتها مدرسة الفصل لتضع أعمال السنة عنها وبالطبع أشتري كل هذه الأدوات في بداية كل تيرم بالإضافة لما يطرأ من طلبات أخري علي مدار العام الدراسي. أضافت: «أرجو من المدرسين أن ينظروا بعين الرأفة لكم الطلبات التي تطلب من كل طالب بكل تيرم في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد حالياً». بينما قال محمود زكي، موظف وأب لثلاثة أطفال في مراحل سنية ودراسية مختلفة إنه يضطر للحضور كل عام لشراء الأدوات المدرسية بالجملة من منطقة الفجالة دستة كاملة من كل نوع، وأحياناً عدة دست من النوع الواحد لكي تكفي أولاده الثلاثة طمعاً في التخفيضات مشيراً إلي أن المنتج الصيني اكتسح الأسواق بالكشاكيل والأقلام والأوراق والألوان وأيضا الشنط المدرسية بأشكالها المختلفة. لا شكاوي اللواء عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك، أكد أن الجهاز لم يتلق حتي الآن شكاوي من زيادة أسعار الأدوات المكتبية، مشيراً إلي أن أغلب الشكاوي تأتي للجهاز عقب دخول العام الدراسي وليس قبله، مضيفا إلي أن الجهاز يقوم بالرقابة علي الأسواق، كما أن مفتشي الجهاز يتمتعون بالضبطية القضائية إلا أن شكل الرقابة يكون في المخالفات التي تتضمن عدم رفع الأسعار علي السلع أو الإعلان عن أسعار السلع والبيع بأسعار أخري مرتفعة. وأكد يعقوب، أن الجهاز يناشد المواطنين الشراء من معارض مستلزمات وزارة التموين والتجارة الداخلية بالمحافظات المختلفة، التي توجد بها السلع بأسعار منخفضة عن أي مكان آخر، وناشد المواطنين معاونة الجهاز في ضبط الأسواق، بالإبلاغ عن أي مخالفات من خلال الخط الساخن لتلقي الشكاوي 19588 لاتخاذ الإجراءات ضد المخالفين كما شدد علي أهمية استمرار الحملات المكثفة لضبط عمليات الغش والتدليس. وأشار إلي سهولة إرسال الشكاوي للجهاز حيث تم إعداد استمارة مجانية في مكاتب البريد المنتشرة بجميع أنحاء الجمهورية، وجمعيات حماية المستهلك بالمحافظات، ويمكن للمستهلك إرسال شكواه من خلالها دون تحميله أي أعباء مالية، إضافة لمراسلة الموقع الإلكتروني لجهاز حماية المستهلك WWW.CPA.GOV.EG أو إرسال شكاوي الاتصالات علي الخط الساخن للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات رقم 155. من جانبه، قال أحمد أبوجبل، رئيس شعبة الأدوات المكتبية باتحاد الغرف التجارية، إن الأسعار تشهد خلال الوقت الحالي ارتفاعاً بنسبة تصل ل20% مقارنة بالفترات السابقة، مؤكداً أن الارتفاع جاء بسبب كثرة العمليات الاستيرادية المكثفة من الخارج. أضاف، أن السوق المصري يحتاج ويستوعب كل هذا العمليات الاستيرادية نتيجة كثرة أعداد الطلاب في المراحل الدراسية المختلفة في مصر، مؤكداً أن معدلات الاستيراد من الخارج زادت بنسبة 30% خلال الفترة الحالية مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وأشار إلي أن فاتورة استيراد الأدوات المكتبية بما فيها الورق ارتفعت خلال الفترة الحالية بنحو 500 مليون دولار لتسجل نحو مليار دولار العام الجاري.