وإذا ذهبت إلي أحد المقاهي القريبة من المحطة فإنك ستجد أرقام سماسرة التذاكر إما في لافتة معلقة علي الحائط أو تجدها مع عامل القهوة الذي يتقاسم قيمة مايحصده التاجر من الزبون الذي أوصله به. "آخرساعة" قابلت أحد العاملين بالمحطة الذي روي لنا قصة خروج التذكرة من شباك التذاكر إلي السوق السوداء. في البداية قال الموظف طلب عدم ذكر اسمه- إن هناك علاقة وطيدة بين تجار التذاكر في الفنادق القريبة من المحطة وموظفي الشباك بالإضافة إلي أمناء الشرطة وهذه الحلقة التي تقوم في البداية باستخراج التذاكر من علي أجهزة التذاكر بالمحطة وإيصالها إلي الفنادق ويقسم المكسب علي كلً من موظفين الشباك وأمناء الشرطة وتجار التذاكر. وأضاف أن التذاكر يتم سحب الجزء الأكبر منها بمجرد نزولها علي أجهزة صرف التذاكر بالمحطة وهو مايجعلها تنفد بعد وقت قصير من نزولها علي الجهاز وعلي الرغم من قصر حجز التذاكر علي محطة رمسيس فقط في الأعياد وغلقها في باقي المحطات والمكاتب إلا أن ذلك لم يمنع انتشار التذاكر بالسوق السوداء لعدم وجود الرقابة. وأكد أن هناك إهمالا وتجاهلا يبدو واضحا من جانب هيئة السكة الحديد يتسبب جشع بعض الموظفين بها في تسريب تذاكر القطارات إلي السوق السوداء ومراكزها داخل المقاهي المنتشرة حول محطة مصر واللوكاندات في منطقة كلوت بك وشارع الجمهورية لدرجة أنه أصبح مستحيلا علي المواطن البسيط أن يحصل علي تذكرة قطار. أحد الركاب روي لنا قصته مع حجز التذاكر قائلا: " في البداية أردت الحصول علي تذكرة فوقفت في الطابور وحاولت أن أتجاوز ترتيبي فحدثت مشادة بيني وبين أحد المسافرين انتهت بغلق الموظف لشباك التذاكر وتعليق لافتة مكتوبة وجاهزة" لا توجد تذاكر حتي رابع يوم العيد" وحاولت التفاهم معه فرد علي بكل سخرية بأن الحصول علي تذاكر في الموعد الذي تريده مستحيل لكن من الممكن أن تنتظر عربية العلاوة إلي يوم السفر وقبل رحيل القطار من علي الرصيف بنصف ساعة. وأضاف: بمجرد خروجي من الطابور قابلني شخص علي المحطة لم أتعرف علي اسمه وشاهد ما حدث معي فأعطاني رقم تليفون محمول وطلب مني أن أبدأ الاتصال بصاحب الرقم لأنه حلال العقد علي المحطة الذي طلب مني أن أحضر إلي أحد الفنادق القريبة من المحطة وبالفعل ذهبت إليه وحصلت علي التذكرة بأكثر من ضعف ثمنها فبينما كان ثمن التذكرة 38 جنيها حصلت عليها ب 90 جنيها . محسن عبدالحميد .. موظف حكومي قال: جئت للمحطة لأحجز تذكرة من القاهرة لأسيوط فلم أجد وقابلني أحد أمناء الشرطة بزي مدني فدخل من باب حجرة حجز التذاكر وبعد خمس دقائق أحضر لي التذكرة ولكن بضعف سعرها فالتذكرة التي يصل ثمنها إلي 34 جنيها حصلت عليها ب 80 جنيها. أما محمد سمير فلم يتمكن من الحصول علي تذكرة إلي أسوان بالرغم من ذهابه في الساعة التي فتح فيها الحجز قبل 15 يوما من بدء إجازة عيد الفطر مشيرا إلي أن جميع تذاكر يوم 27 يوليو والموافق ليلة العيد انتهت في أقل من ساعتين من بدء الحجز عليها وهو مايدل علي أن هناك تسريبا لعدد كبير من التذاكر إلي السوق السوداء كما أن هيئة السكك الحديدية العام الحالي تحصل علي 4 جنيهات زيادة علي سعر التذكرة بحجة توزيع ورقة مواعيد القطارات فإذا كنت أريد الحصول علي 5 تذاكر سأضطر لدفع 20 جنيها وهو ما يعتبر زيادة غير رسمية في أسعار التذاكر. انتقلت إلي منطقة كلوت بك وفي أحد الفنادق قابلنا محمد خيري الذي أكد أن الحصول علي تذكرة هنا أمر في غاية السهولة لكن المهم أن تدفع ضعف سعر التذكرة في محطة مصر والتذاكر موجودة في جميع فنادق المنطقة وممكن أدلك علي ألف واحد لو محتاج وستحصل علي التذكرة وأنت في حجرة الفندق لازحام ولا طوابير والمحطة تدار من هنا. وقابلنا أحد العمال بالقرب من الفندق والذي أكد أنه كلما اقترب العيد زاد الفرق لدرجة أن أعلي سعر تصل إليه التذكرة في الأيام الأربعة السابقة للعيد والذي بلغ في المسافات الطويلة 50 جنيها فرقا في سعر تذكرة الدرجة الأولي و40 جنيها في تذكرة الدرجة الثانية حسب الزبون وقد بلغ سعر تذكرة القطار الأسباني درجة أولي من القاهرة إلي أسوان 170 جنيها في السوق السوداء بدلا من 109 جنيهات ويتراوح سعر تذكرة الدرجة الثانية ما بين 80 - 90 جنيه بدلا من 55 جنيها وهي تختلف من فندق لآخر حسب شطارة التاجر وقد بلغ أيضا سعر تذكرة الدرجة الأولي علي قطارات المخاصيص من القاهرة إلي أسوان 170 جنيها بدلا من 110 جنيهات وبلغ سعر تذكرة الدرجة الثانية علي نفس القطار علي مقاهي كلوت بك 120 جنيها بدلا من 70 جنيها باعتبارها الأكثر طلبا لأنها تناسب الجميع. وأضاف وقد بلغ أيضا سعر تذكرة قطارات الدرجة الثانية المميزة من القاهرة إلي أسوان مع السماسرة وعلي الأرصفة 38 جنيها بدلا من 28 جنيها ويرجع انخفاض نسبة الفارق في السعر التي يحددها السماسرة لانخفاض الطلب علي هذه الدرجة من التذاكر بين مسافري الصعيد. والغريب هذا العام أن تذاكر المناطق القريبة والوجه البحري لم تحرم من تجار السوق السوداء فقد بلغ سعر تذكرة الدرجة الأولي علي قطارات المخاصيص من القاهرة إلي الإسكندرية 80 جنيها بدلا من 50 جنيها، بينما بلغ سعر تذكرة الدرجة الثانية علي نفس القطارات 55 جنيها بدلا من 35 جنيها. وتوصلت "آخرساعة" إلي أحد تجار بيع التذاكر في السوق السوداء ويدعي "عم جمال" ولكنه رفض كشف أي تفاصيل واكتفي بقوله: " دي فيها كلبوش يا بيه" إلا أنه ألمح إلي أن تجارة بيع التذاكر بالسوق السوداء تتم بشكل منظم وهي تجارة مربحة للغاية. وأصبحت الفنادق والمقاهي القريبة من محطة رمسيس وجهة من يريد الحصول علي التذكرة فالمواطن البسيط يريد أن يقضي العيد وسط أهله حتي لو كلفه الأمر دفع أكثر من ضعف المبلغ الذي من المفترض أن يكون دفعه في حالة الحصول علي تذكرة من شباك التذاكر بالمحطة كما أنه يلجأ إلي القطارات بصفة خاصة لأنها الوسيلة الأكثر أمنا. وعلي الرغم من الاتهامات الموجهة إلي وزارة النقل وهيئة السكك الحديدية بالتقصير في حل مشكلة السوق السوداء إلا أن هناك نقطة مضيئة للهيئة التي أعلنت عنها الأسبوع الماضي ببدء الحجز علي قطارات العيد الإضافية المكيفة حتي 8 أغسطس المقبل، لذهاب وعودة المسافرين خلال عيد الفطر المبارك. وقررت الهيئة إتاحة 6 آلاف مقعد مكيف درجة أولي وثانية للجمهور يوميا علي أن يكون للجمهور الحجز عليها في نفس يوم السفر بحيث يتوجه الشخص الراغب في السفر للحجز عليها في نفس يوم سفره .