نزل موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن تبرعه بنصف راتبه وثروته بردا وسلاما علي قلوب المصريين بلا استثناء ورآه البعض نموذجا يحتذي في القدوة الصالحة فبادر المصريون المخلصون يتبرعون بما طابت به نفوسهم كل علي قدر أريحيته وحبه لمصر الوطن الغالي الذي تنزف جراحه ديونا وفقرا تسبب فيه الجشعون المفتئتون السارقون لمقدرات مصر التي كانت غنية بما تشتهيه أنفس البشرية ممالذ وطاب حتي قال الله تعالي «اهبطوا مصرا فإن لكم ماسألتم»، وساعة بعد ساعة أقرأ عن محافظين وفنانين وأدباء يحذون حذو الرئيس وتلكم هي خطورة وأهمية القدوة في حياة المصريين الذين صاغوا حكمهم المأثورة في كلمات موجزة «السمكة تفسد من رأسها ».. و..«إذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص».. و«الناس علي دين ملوكهم».. والحمد لله الذي رزقنا القدوة الصالحة في الوطن وندعو كل مخلص قادر أن يبذل في حب مصر كل غال حبيب إلي نفسه أما أنا وعشرات الألوف مثلي من الصحفيين في أخبار اليوم وغيرها من المؤسسات الصحفية فيعتذرون إلي وطنهم ورئيسهم فعينهم بصيرة وأياديهم قصيرة عن أن تجد ماتتبرع به وقبل أن يتعجب متعجب أقول له هل تصدق أن مرتبي بدار أخبار اليوم بعد مدة خدمة 33 سنة 3465 جنيها كل شهر أنفق منها علي تربية وزواج 4 بنات جامعيات بكليات القمة؟؟ بلا شك المعلومة صادمة لكل من يتصورون أن الصحفيين يعيشون أزهي وأرغد عصورهم ولكم قرأت للزميل المحترم مجدي حجازي مدير تحرير أخبار اليوم مقالات تنذر وتحذر من ترك الصحفيين هكذا بدون مواءمة لمرتباتهم وهم يعملون 24 ساعة يوميا في جو كله مخاطر إلي حد القتل وحذوت حذوه فكتبت هنا في نفس المكان أنبه إلي تردي أوضاع الصحفيين المالية خاصة بعد إحالتهم للمعاش وقد فقدوا كل شيء حتي صحتهم لتصرف لهم مؤسساتهم 1300 جنيه هو كل معاشهم ليواجهوا حياة جديدة تفترسها أمراض الشيخوخة وجحود الأبناء ورغم كل هذا لم يعرنا أحد اهتمامه لا نقيب الصحفيين المشغول ببرامجه التلفزيونية ولا وزير المالية الذي انشغل بفرض الضرائب بلا رحمة ولا رئيس الوزراء الذي أرقه حادث التحرش في ميدان التحرير فتفرغ له ولا حتي شيخ معمم تذكرنا بدعوة صالحة تنقلنا من جحيم العوز إلي حال الكفاف لنجد فرصة نرفع أيدينا بالتبرع لمصر إعلانا عن حبنا لوطننا وعرفانا له بالجميل لكن "كان علي عيني ياريس".. ولذا أنتهز الفرصة لأخاطبك شخصيا وأنت الذي يعرف قيمة الإعلام ومخاطره التي تهدد العاملين فيه .. لم يبق للصحفيين أمل في إنقاذهم غيرك وتحسين رواتبهم أسوة بضباط الجيش والشرطة ومساواة مع أعضاء النيابة والقضاءأو اقترابا من موظفي البنوك بارك الله في أرزاق الجميع ورزق الصحفيين من فضله.. فهل ينصفنا الرئيس؟