هي من أشهر شواطئ شمال فرنسا، وقد جاءت شهرتها من عملية الغزو الشهير للحلفاء لها.. والتي كانت حسب مؤرخي الحرب العالمية الثانية، بداية النهاية.. للمحور.. ومن ورائه هتلر، والرايخ الألماني الثالث كله، ونهاية عصر أوروبا العجوز وبزوغ نجم «العم سام».. كسيد للعالم، مناصفة مع الدب الروسي.. الاتحاد السوفيتي وقتها..! وحسب كتب التاريخ التي تؤرخ للغزو، فإن العملية أطلقوا عليها اسم «غزو نورماندي» وهو الأشهر تاريخيا، وإن كان الاسم المتداول وقتها لدي الحلفاء هو العملية «نبتون» في إشارة لأحد كواكب المجموعة الشمسية. وشهدت العملية.. غزوا كاملا وفريدا للساحل الفرنسي الشمالي، عند نورماندي، وبداية نقل معارك الحلفاء، لقلب أوروبا مباشرة، ربما لأول مرة في تاريخ الحرب العالمية الثانية، وبصورة مكثفة، ونقل الصراع مع الألمان، وجها لوجه، وعن طريق عمليات إنزال معقدة، ومتتالية، وسلسلة من المعارك، بين كر وفر. وشارك في الغزو الرئيسي للساحل الأوروبي 6900 سفينة حربية، كان منها نحو 4100 سفينة لإنزال الجنود والعتاد.. بالإضافة لأكثر من 12 ألف طائرة حربية متنوعة مابين ناقلة للجند، والعتاد، وقاذفات بأنواعها. ومقاتلات في الجو. مع سلاح الجو الألماني، المشهود له بالكفاءة، في ذلك الوقت.. وقبل انهياره بالكامل، بعد ذلك بشهور قليلة. وشارك أيضا، أكثر من مليون جندي، من قوات: المظلات ومشاة البحرية.. أما القائد فكان الأشهر الأمريكي: أيزنهاور الذي أصبح رئيسا لأمريكا بعد.. انتهاء الحرب. وخلال الغزو.. الذي استمر لعدة أسابيع.. وبدأ في 6 يونيو من العام 1944.. أي منذ 70 عاما بالتمام والكمال. إلا أياما معدودة علي أصابع اليد الواحدة.. تمكن الحلفاء من احتلال الشاطيء الفرنسي.. قبل أن يكملوا غزوهم الشامل، الذي توج بالنهاية في دخول برلين العاصمة الألمانية في ذلك الوقت. وخلال الغزو، كانت الأساطيل تتحرك.. من القواعد البريطانية لضرب المصانع الألمانية، وخطوط الإمداد والتموين.. والوقود. والمطارات.. وقد بدأ التخطيط علي يد أيزنهاور نفسه.. قبل ذلك بأربع سنوات، حينما كان مجرد مقدما أمريكيا.. في الثانية والخمسين من عمره.. وكان الهدف هو تخفيف الحمل علي الجبهة الروسية.. بفتح جبهة أخري في أوروبا. وكانت عملية غزو نورماندي، جزءا من عملية أكبر. شملت حشد أكثر من 3 ملايين جندي.. لغزو أوروبا كلها.. وتخليصها من الألمان وحلفائهم في ذلك الوقت في «المحور».. وشملت 50 ألف دبابة وشاحنة وسيارة.. ومليوني طن من العتاد.. وسبعة آلاف سفينة 1100 طائرة حلّقت من 163 مطارا في بريطانيا. وكانت نورماندي .. هي أيقونة خطة الغزو كلها.. وكان نجاحها.. نجاحا لغزو أوروبا كلها. ومن هنا.. كان استعداد الألمان لصد الغزو، الذي لم يكونوا يعرفون عنه شيئا، إلا أنه قد يوجه إلي مدينة كاليه.. علي الشاطيء الفرنسي.. ولكنهم فوجئوا به.. في نورماندي. وهنا وضع الألمان التحصينات وزرعوا الألغام.. علي طول الساحل الأوروبي كله.. خاصة من الشمال.. ونشروا جيوشا بالكامل لصد الغزو ضمت 150 ألف جندي. وكانت كلها تحت قيادة الثعلب الشهير «روميل». وحدث مالا يحمد عقباه للألمان.. في نورماندي.. التي لم يتوقعوا أن تشهد غزوا، ورغم ذلك كانت مقاومتهم شرسة،، لدرجة أن الفيلق الأمريكي السابع.. لم يستطع أن يتقدم إلا لمسافة 1500 متر في يوم كامل.. حتي خارت قوة جنوده.. وصدقت مقولة روميل بأن: خسارة نورماندي.. ستفتح القارة الأوروبية كلها، أمام غزو الحلفاء.. وهذا ماحدث.. فقد انطلق الحلفاء بعد نورماندي، وبعد أكثر من 3 أسابيع.. إلي قلب فرنسا.. ثم هولندا.. وبلجيكا.. حتي وصلوا في النهاية.. لاحتلال قلب ألمانيا.. ذاتها.