أحمد أبو الغيط مع بدء الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع بدأ أكبر تجمع سياسي دولي بمشاركة أكثر من مائة رئيس دولة وحكومة.. ويواكب انعقاد دورة الجمعية العامة انعقاد قمة مراجعة تنفيذ أهداف الألفية الإنمائية التي تنهي أعمالها اليوم »الأربعاء« بعد أن بحثت التحديات التي تواجه التقدم نحو تنفيذ تلك الأهداف وفي مقدمتها القضاء علي الفقر والجوع بحلول عام 2015. وقد تناولت القمة التأثير السلبي للأزمة الاقتصادية العالمية علي توفير الإمكانيات المادية الخاصة بالتنمية للدول النامية والدول الفقيرة وجددت الدول الغنية التزامها بالوفاء بما تعهدت به من مساعدات لهذا الغرض. ومع تواجد هذا الحشد السياسي الهائل من رؤساء الدول ووزراء الخارجية والشخصيات السياسية رفيعة المستوي تحولت المنطقة المحيطة بالأممالمتحدة إلي ثكنة عسكرية أمنية حيث تم منع مرور السيارات في الشوارع المحيطة لضمان أمن وسلامة الوفود المشاركة في اجتماعات الأممالمتحدة. وتأتي هذه الاجتماعات السياسية الهامة في وقت تجري فيه إصلاحات وتجديدات في مبني منظمة الأممالمتحدة حيث أغلق المبني الرئيسي للسكرتارية وعدد كبير من قاعات الاجتماعات وبالتالي تم حشد هذه التجمعات الهامة في مبني الجمعية العامة وبعض المباني التي أنشئت كبديل للمواقع المغلقة. ومن المعروف أن وفود الدول الأعضاء والقيادات الدولية تستغل هذا التجمع الدولي لإجراء مفاوضات ثنائية وجماعية حول القضايا الدولية الهامة.. وتشهد المكاتب المتواضعة والتي وضعت في طرقات المبني داخل فواصل متحركة من الخشب اجتماعات علي مستوي عال فيما بين رؤساء الدول.. وبالتالي تحولت الأممالمتحدة إلي سوق سياسي لتبادل الآراء والتفاوض بل وإجراء صفقات في بعض الأحيان.. ومع انتهاء قمة الألفية تبدأ اليوم كذلك قمة أخري حول كيفية حماية التنوع النباتي والحيواني وهو الشيء الحيوي لكل شيء من الغذاء وحتي المياه النقية.. وتكتسب هذه القمة أهمية خاصة حيث إنها تعتبر استعدادا لعقد قمة البيئة العالمية في المكسيك في 25 نوفمبر القادم. ويقول السفير ماجد عبدالفتاح مندوب مصر لدي الأممالمتحدة : »إن دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة هي حصاد عام من العمل الدبلوماسي المتواصل وطرح للتحرك المستقبلي ولرؤية مصر حول أهم القضايا العالمية وبصفة خاصة مايتصل بمنطقة الشرق الأوسط. واستطرد يقول: »إن مصر قامت دائما بدور محوري في تناول مايطرح أمام المجتمع الدولي من قضايا تخص الأمن والسلم والتنمية إلا أنها تتحمل بجدارة تشهد بها جميع الدول مسئولية رئاسة دول عدم الانحياز كما أنها تستعد لتولي رئاسة منظمة المؤتمر الإسلامي في مارس القادم. ويرأس وفد مصر في هذه الاجتماعات رفيعة المستوي وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، وإلي جانب المشاركة في اجتماع الرباعية الدولية الخاصة بالسلام في الشرق الأوسط يشارك وزير الخارجية في اجتماع يعقده بان كي مون سكرتير عام الأممالمتحدة ويشارك فيه الرئيس أوباما لتناول الوضع في السودان لبحث مساعده الخرطوم علي تجاوز أي أزمة قد تواكب إجراء الاستفتاء المتفق عليه في اتفاق السلام الذي تم توقيعه في عام 2005. وسيقوم أحمد أبو الغيط وزير الخارجية بإلقاء كلمة باسم دول حركة عدم الانحياز أمام الجمعية العامة يوم 25 الجاري لطرح رؤية مصر ودول الحركة حول أبرز القضايا الدولية ومايواجه المجتمع الدولي من تحديات. ويقول السفير ماجد عبد الفتاح: إن قضايا المرأة والتنمية التي تحظي برعاية السيدة سوزان مبارك سيكون لها أولوية خلال النشاط السياسي المكثف الذي تشهده الأممالمتحدة علي مدي الأسابيع القادمة. وصرح مندوب مصري لدي الأممالمتحدة أن من بين الأنشطة العديدة التي ستتناول قضايا المرأة اجتماعا أفريقيا أوروبيا رفيع المستوي حول قضية ختان الإناث وهي القضية التي قامت فيها مصر بدور رائد علي المستوي الوطني والإقليمي والدولي. وأشار سفير مصر كذلك إلي أن مصر ستشارك بفاعلية في اجتماع وزاري حول موضوع الاتجار بالبشر وهو الموضوع الذي تبنته جمعية سوزان مبارك للمرأة والأمن والسلم وتوصلت فيه إلي بلورة ما اعتمدت عليه الأممالمتحدة لتنفيذ الاستراتيجية العالمية للقضاء علي استغلال المرأة والطفل في شهر يوليه من هذا العام. ومن المعروف أن عملية دفع جهود السلام من أجل التوصل إلي تسوية سلمية عادلة للقضية الفلسطينية تحظي باهتمام خاص لدي القيادة السياسية في مصر وبالتالي حرص بان كي مون سكرتير عام الأممالمتحدة علي الاشادة بجهود الرئيس مبارك الشخصية لدفع عجلة التفاوض السلمي وقد أعلن روبرت سري المنسق الخاص بشئون الشرق الأوس أثناء قيامه بتقديم الاستعراض الدوري أمام مجلس الأمن منذ أيام قليلة عما يجري في منطقة الشرق الأوسط ترحيب المنظمة الدولية وتقديرها لجهود مصر السلمية. ومن المقرر أن تشارك مصر في اجتماع مجلس الأمن الذي سيعقد بعد غد حول تفعيل دور مجلس الأمن في مجال صيانة السلم والأمن الدوليين ويشارك في هذا الاجتماع الهام الرئيس أوباما. ويري المراقبون أن رغبة إدارة الرئيس أوباما في تفعيل العمل الجماعي لمواجهة التحديات العالمية ستكون موضع اختبار خلال هذا الأسبوع خاصة فيما يتعلق بالعديد من القضايا التي تمس السلم والأمن الدولي مثل تسوية قضية الشرق الأوسط والملف النووي الإيراني.