أكد عمرو موسي الامين العام لجامعة الدول العربية ان الدعوة لعقد قمة تنموية عربية باتت ملحة لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة العربية وتلبية الاولويات والاحتياجات ومطالب المنطقة بما يتماشي ومقتضيات الالفية تحقيقا لمستوي معيشة افضل للمواطن العربي. واعرب موسي في كلمته امام الاجتماع الاقليمي رفيع المستوي حول التمويل من اجل التنمية عن بالغ تقديره للدور الذي يقوم به المجلس القومي للمرأة تحت رئاسة السيدة سوزان مبارك .. وقال ان الدعوة لعقد هذا الاجتماع بمشاركة نخبة عربية متميزة تقودنا الي التحدث في ثلاثة موضوعات رئيسية هي الموقف العربي الراهن نحو بلوغ اهداف الالفية والسياق العالمي وضرورة التكامل والتعاون العربي وتمويل التنمية من اجل رخاء الشعوب. واضاف موسي في كلمته التي القتها نيابة عنه السفيرة ميرفت تلاوي منسق قمة التنمية الاقتصادية العربية التي ستعقد في الدوحة اواخر 2008 ان المنطقة العربية احرزت تقدما في العديد من المجالات المتعلقة بالاهداف الانمائية. واوضح انه رغم الفروق في التقدم نحو بلوغ اهداف الالفية فإن الدول العربية تواجه مجموعة مشتركة من القضايا والتحديات السياسية داخليا وخارجيا بدءا من الصراع العربي الاسرائيلي الي الوضع في العراق والسودان والصومال ولبنان وجهود اقرار السلام والامن في المنطقة، فضلا عن قضايا داخلية منها الاصلاح والتحديث واحترام حقوق الانسان وتمكين المرأة الديمقراطي والحكم السليم، مؤكدا ان كل هذا يؤثر علي التكامل والتعاون العربي. التكامل العربي اوضح عمرو موسي الامين العام لجامعة الدول العربية انه في مجال السياق العالمي وضرورة التكامل العربي فانه اذا كان عدم استقرار الوضع السياسي في المنطقة نتج عنه اثار سلبية تهدد الامن القومي العربي فقد القي ايضا بظلاله القاتمة علي الوضع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي. واشار موسي الي انه اذا كانت الاخطار الخارجية التي تهدد سيادة واستقلال ووحدة الاراضي العربية قد استغرقت الجزء الاكبر من اهتمام واولويات وموارد الدول العربية في المراحل الماضية فان معالجة التهديدات الاخري التي تمس اوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية باتت ملحة ولا تزال في حاجة الي مزيد من الاهتمام اذا اخذنا في الاعتبار اهميتها بالنسبة لمفهوم الامن العربي الشامل. وأكد موسي ان المعطيات الاقتصادية والتضاريس الاجتماعية قد تغيرت مما يتطلب رؤية جديدة وحديثة للمسارات المستقبلية للعمل الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك بهدف تحقيق اكبر قدر من التوافق بين المصالح القطرية من جهة والمصالح المشتركة علي الصعيد القومي من جهة اخري في مواجهة تحديات وتداعيات العولمة خاصة في ظل حركة الاندماج الواسعة التي تشهدها التجمعات الاقليمية والتكتلات الاقتصادية الكبري. الرسالة أكد احمد ابوالغيط وزير الخارجية في كلمة مصر التي القتها في افتتاح الاجتماع نيابة عنه السفيرة نائلة جبر مساعد وزير الخارجية ان هذا الاجتماع يعد فرصة فريدة لكي نبعث برسالة عربية الي المجتمع الدولي ممثلا في الاممالمتحدة مفادها اننا نأخذ زمام المبادرة في طرح رؤيتنا الاقليمية ذات الخصوصية حول تكامل عناصر التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وقال ابوالغيط ان مصر بذلت جهودا ريادية بالتنسيق مع تجمعات الدول النامية للارتقاء بمفهوم تمويل التنمية من الاطار النظري الي المنتديات التفاوضية بدءا بمؤتمر "مونتري" لتمويل التنمية الذي عقد في المكسيك عام 2002 ثم قمتي الالفية عام 2000 ومراجعة الالفية عام 2005 اللتين اقرتا اهمية المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة ومراعاة الخطط التنموية لبعد النوع .. مشيرا الي ان التقدم الذي تحرزه المرأة هو تقدم للجميع. واشار أحمد ابو الغيط وزير الخارجية في كلمته الي ان تكافؤ الفرص المتاحة للمرأة والرجل لتحقيق تطلاعاتهما يعد مكسبا للجميع كما اوضحت معايير المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة موضع اتفاق عالمي مما يدفعنا الي بذل المزيد من الجهود لمساندة المرأة في العالم العربي وفي تعظيم الاستفادة من المكانة الكريمة التي تحظي بها من جانب والتعاون بايجابية مع التحديات الثقافية والمجتمعية النابعة من بعض التقاليد والعادات والموروثات من جانب اخر بهدف مشاركة فاعلة وكاملة وغير منقوصة للمرأة في جميع ميادين الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية. واضاف وزير الخارجية ان هناك مؤشرات تبعث علي الامل في تطوير الاوضاع بمنطقتنا العربية في وقت اصبحت فيه قضايا المرأة وحقوقها تحتل قدرا كبيرا من اهتمامنا في جميع الدوائر البحثية والتشريعية والاعلامية، كما ان تزايد نشاط وتأثير المجتمع المدني يؤذن باتجاه ايجابي نحو مجتمعات اكثر انفتاحا وبمزيد من المساواة بين الجنسين. واكد ان توفير الموارد المالية يسهم في ازالة العوامل المسببة لعدم المساواة بين الجنسين بما يساعد في دفع عجلة التنمية الوطنية من خلال التوظيف الكفء لجميع عناصر المجتمع مما يؤدي حتما الي تحسين الانتاجية والارتفاع بمعدلات النمو. واوضح ان النهوض بالمرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين في اطارالتنمية يستلزمات اعطاء نظرة خاصة للحلول الهادفة الي ادماجها في سياسات التنمية، مشيرا الي اهمية هذا الاجتماع باعتباره احد المنابر المحدودة التي تناقش موضوع تمويل التنمية من منظور النوع ..مؤكدا انه لاول مرة تتم مناقشة موضوعات تعبئة الموارد والاستثمار والتجارة وادارة الديون والتعاون المالي والتقني من منظور يراعي احتياجات المرأة. وكانت اعمال المؤتمر قد بدأت امس تحت رعاية السيدة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية ورئيس المجلس القومي للمرأة تحت عنوان "الاجتماع الاقليمي رفيع المستوي حول التمويل من اجل التنمية" الذي ينظمه علي مدي يومين المجلس بالتعاون مع صندوق الاممالمتحدة الانمائي للمرأة بمشاركة وفود من 19 دولة عربية. ويأتي هذا الاجتماع في اطار التحضير لملتقي الحوار الاعلامي رفيع المستوي الذي سيعقد بالتوازي مع الاجتماع الثاني والخمسين للجنة وضع المرأة بالاممالمتحدة في الاسبوع الاخير من شهر فبراير المقبل بنيويورك والمتوقع ان ترأس السيدة سوزان مبارك هذا الملتقي ويدير حواره المدير التنفيذي للصندوق ويتم خلاله تناول القضايا والتحديات من اجل تحقيق المساواة بين الجنسين ووضع شئون المرأة في الاعتبار عند مناقشة موضوع التمويل من اجل التنمية في قمة الدوحة.