دعا عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، قادة الدول العربية إلى الالتفات للمشاكل الاقتصادية والسياسية التي أثارت الاضطرابات في تونس، لأن غضب المواطنين العرب وصل إلى مستوى لم يسبق له مثيل. وجاء ذلك خلال افتتاح القمة العربية الاقتصادية التي انطلقت الأربعاء بمنتجع شرم الشيخ المصري، بعد أقل من أسبوع على الإطاحة بحكم بن علي في تونس، نتيجة اضطرابات اجتماعية بسبب انتشار الفساد وتفشي البطالة. وقال موسى في كلمته الافتتاحية "ليس ما يحدث في تونس من ثورة أمر بعيد عن موضوع هذه القمة اي التنمية الاقتصادية والاجتماعية ودرجة توازنها وتصاعدها وشموليتها." وأضاف إن "المواطن العربي وصل إلى مرحلة من الغضب لم يسبق لها مثيل"، معربا عن ثقته في أن تحقيق التنمية الشاملة الملموسة للعرب سيقضي على هذه التحديات في مجتمعات المنطقة. وكان موسى صرح قبيل القمة بأنه يجب إلا ينظر إلى تونس على لأنها حالة منعزلة ويجب الخروج بدرس مما حدث، وأضاف "إنه ليس ببعيد عما يدور في أذهان الجميع. النفس العربية منكسرة بالفقر والبطالة والتراجع العام في المؤشرات الحقيقية هذا بالإضافة للمشاكل السياسية" التي لم تحل. ووصف الاحداث في تونس بأنها مثال على ما وصفه بصدمات اجتماعية كبيرة تواجه العديد من المجتمعات العربية، وقال إن هذا كله يضاف إلى مشاكل سياسية لم تحل وإن سوء إدارة مثل هذه القضايا يزيد من تعقيد الوضع. يأتي ذلك في ظل تحفظ رسمي من جانب قادة وحكومات الدول العربية في التعاطي مع التطورات الأخيرة بتونس، وسط تحذيرات من إمكانية امتدادها إلى دول أخرى. لكن مسئولين عرب قللوا من إمكانية امتداد "ثورة الياسمين" إلى دول أخرى بالمنطقة. ولم يذكر الرئيس حسني مبارك تونس بالاسم في كلمته أمام القمة، لكنه دعا بشكل عام إلى التنمية الاقتصادية، لكنه تطرق في كلمته الافتتاحية إلى مشاكل ارتفاع الاسعار وتوفير فرص عمل وقضايا اقتصادية أخرى في المنطقة، وألقى باللوم في هذه المشاكل إلى حد كبير على مشاكل عالمية. وقال مبارك "إن قضية التشغيل وإتاحة فرص العمل ستظل واحدة من أهم ما نواجهه من تحديات"، وأضاف "إننا فى عالمنا العربي نقبل على المستقبل بآمال كبار وأمامنا العديد من القضايا الهامة على محاور عديدة. لدينا أولويات تحقيق الأمن الغذائى..ومواجهة تداعيات تغير المناخ". وقال وزير الخارجية أحمد أبو الغيط إن القمة الاقتصادية لم تستهدف بحث القضايا السياسية في تونس، واضاف في تصريحات للصحفيين بعد القمة إن "تركيز القادة خلال قمة شرم الشيخ انصب بالضرورة على القضايا ذات البعد الاقتصادي والاجتماعي والتنموي" ولم تعالج أي قضايا سياسية. من جهته، قال وزير التجارة والصناعة والقائم بأعمال وزارة الاستثمار رشيد محمد رشيد في مؤتمر صحفي عقب القمة إن الحكومات العربية في حاجة لجذب مزيد من الاستثمارات لتلبية احتياجات المواطنين الذين يشعرون بالاحباط من ندرة الوظائف وبطء التنمية. وأضاف إن هناك شعورا بأن القرارات الاقتصادية لا تنفذ بسرعة، وتابع ان هناك شعورا بالاحباط في العالم العربي خلال الستين عاما الماضية مع عدم تحقق آمال الكثيرين، وأشار إلى ضرورة توفير 40 مليون وظيفة في العالم العربي على مدى العشرين عاما القادمة وقال ان رفع مستويات المعيشة وحل مشكلات الغذاء مازالت تمثل تحديات. وقال إن مناخ الاستثمار يجعل العرب غير قادرين على استثمار كل لأموال المتاحة في المنطقة، ورأى أن العرب يسيرون في الطريق الصحيح لكن مطلوب من الحكومات العربية بذل المزيد من الجهد. وأضح أن مصر بحاجة إلى 700 ألف وظيفة سنويا بينما تحتاج المنطقة العربية الى 1.8 مليون وظيفة سنويا.