لم تكن مصادفة أن أقرأ لثلاثة من الكتاب الصحفيين في يوم واحد نقدا لاذعا للإعلام المرئي والمسموع خاصة تلك القنوات الخاصة التي جمعت تحت شاشتها كل من هب ودب حتي الموقوذة والنطيحة وأمام بريق المال والشهرة ركع المقدمون تحت الأرض بتعليمات تنوعت مصادرها وأوامرها تهديدا بالطرد أو إغراء بمزيد من الشهرة، في هذا السياق قرأت لصديقي الكاتب الكبير حامد عز الدين مدير تحرير الأخبار السابق نقدا مرا للمحير إبراهيم عيسي الذي قال قبل الثورة كلاما وأثناءها كلاما ثانيا وبعدها كلاما ثالثا ورابعا وكل كلامه متناقض متصادم ينم عن حالة من السقوط والنكوص عن القيم والمبادئ الإعلامية حتي قال حامد أصبح عيسي يغير كلامه بلون الحمالات التي يشتهر بها!! في ذات السياق قرأت للظريف محمود رضوان عزوز في زاويته "نار علي قلم" بأخبار اليوم الأخيرة نقدا أشد مرارة لهؤلاء الدخلاء علي الإعلام وخاصة في قنوات غسيل الأموال التي أزكمت رائحتها الأنوف قال عزوز: أبو الإعلامي (يقصد أبو العربي) ليه تكدب.. وليه تندب في عز الفرح.. صعيدنا الذي ماهوش غابة.. ولا جنينة عديمة الطرح.. لاعمره كان من الخدمة يوم مرفوع.. ولاشعبه كما كدبتو يموت م الجوع.. ولا الطيب إذا زاره يعود موجوع.. ياريت يا أخ منك له تيجي تزورنا..في ريفنا أو في بندرنا.. عشان عايزك أنا ف موضوع..!! م ازداد سخرية وقال عزوز لو كنت مرشحا للرئاسة وسئلت عن مخرج للأزمة والبطالة والفقر لأمرت ببيع مقدمي برامج التوك شو في فضائيات المهزلة!! في نفس الصحيفة وذات التاريخ كتب الناقد الفني الكبير خالد فرحات مقاله تحت عنوان "المذيع المكسور" فترحم علي أيام الإعلام المحترم والمحاور الفذ الحر المصري الوطني الذي يعتز بكرامته ويحفظ كرامة مهنته مثل سلوي حجازي وأماني ناشد وليلي رستم وقد كانوا أكثر شجاعة من رئيس النيابة المحقق في حوارهم مع الضيوف وقال خالد: الآن تحول مقدمو البرامج الي بغبغانات وقد سأل بعضهم عن سر "انكسار المذيع" الآن في حواراته السياسية والفنية فأجابوا أن سطوة مدير القنوات وأصحابها وارتباطهم بمصالح شخصية جدا وراء انكسارهم وهم تحت تهديد بالطرد أو وعد بالمزيد من العطاء!! والآن اتساءل أنا وماذا بعد هذا السقوط للإعلام المصري الهابط مثل أفلام السبكي؟ هل يستطيع الرئيس القادم أن يعيد لإعلامنا احترامه ووقاره حتي يكف العالم عن التندر وإطلاق النكات عليه.. سنري!! وأخيرا.. نهنئ الزميل ياسر رزق بجائزة الصحافة العربية.. مستحقة لك وإلي مزيد من النجاح والتكريم.