ليست حسنات المرشح فقط هي ما تعزز إمكانية فوزه ووصوله إلي القصر الجمهوري، أخطاء منافسه أيضا تضيف إلي رصيده الكثير.. أنصار المرشحين السيسي وصباحي لعبوا علي الوتر، لتحتدم المناقشات في الشوارع ووسائل المواصلات ومواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) و(تويتر) وكل طرف يحاول بشتي الطرق تضخيم سلبيات المرشح الآخر في محاولات لجذب أكبر عدد من المصوتين إلي مرشحه في صناديق الانتخابات. حياة المشير العسكرية السابقة - بعيدا عن الأضواء منحته حصنا منع الفضوليين من تتبعه، بينما معيشة حمدين المدنية المفتوحة حرضت خصومه علي النبش في ماضيه بهدف تشويه صورته. ووجد أنصار حمدين الفرصة سانحة أمامهم بعد إعلان المشير ترشحه لانتخابات الرئاسة وظهوره في وسائل الإعلام وتصريحاته المختلفة ليتصيدوا أخطاء تخصم من رصيده لدي الجمهور، ويقارنون بينها وبين تصريحات حمدين التأكيد علي قوة الأخير. أكد أحمد عاطف المتحدث باسم حملة الكرامة لدعم حمدين صباحي، علي أهمية المنافسة الشريفة، رافضا فكرة الانحطاط الأخلاقي في الدعاية ولفت أنه استنكر من قبل حملات التشوية التي تعرضت لها دعاية المرشح المنافس عبدالفتاح السيسي، وأظهرت صور "السيسي" ملطخة بدهانات حمراء علي شكل بقع دم. وشدد عاطف علي أن أسلوب التشويه يجب أن يكون مرفوضا من كافة الأطراف، مضيفا أن هذه الطريقة في التشويه باستخدام لون الدماء الأحمر، يقف وراءها من يستحل دماء المصريين، ليل نهار، وينفذ عمليات إرهابية ضد المواطنين الأبرياء ورجال الجيش والشرطة، وهو المستفيد الأكبر من تشويه المرشحين للرئاسة والانتخابات برمتها، ويريد تعطيل خارطة المستقبل وإرهاب المصريين. ولم ينف عاطف وجود العديد من الأخطاء التي أظهرت في المقابل تفوق حمدين، وأكبرها عدم الإعلان عن برنامج يستطيع المصريون علي أساسه تقييم السيسي وهي السابقة التي لم تحدث من قبل. وأضاف: في المقابل طرح صباحي برنامجه علي الجميع ليتمكن من يناصره من محاسبته فيما بعد وفق ما يتحقق من الأهداف المعلنة في البرنامج. وأوضح المتحدث الإعلامي باسم الكرامة قدرة مرشحه حمدين صباحي علي التفاعل مع الجماهير في المحافظات والذهاب إليهم ومخاطبتهم وجها لوجه والسير وسط الحشود التي اكتظت للترحيب به ومناقشتهم في استفساراتهم مما صنع ألفة بينه وبين الجماهير انعكست إيجابيا بانضمام الكثيرين إليه ممن أعلنوا في السابق مقاطعتهم للانتخابات. وانتقد أحمد عاطف اكتفاء السيسي بالمقابلات التلفزيونية ومخاطبة شعبه في المحافظات ب (الفيديو كونفرنس) وكأنهم يعيشون في بلد آخر. وألمح عاطف إلي وقوف المؤسسات الرسمية للدولة مع السيسي وهو ما ظهر في العديد من المواقف منها منع الأمن لشباب حزب الكرامة من توزيع فلايرات دعم صباحي بمحطة مترو الدقي في إطار فاعلية حملة (فجر الغلابة) التي تغطي خطوط المترو الثلاث في القاهرة والجيزة؛ وتحمل عنوان (مترو حمدين الكرامة) بينما شباب الحملة يقررون استكمال الفاعلية طبقا لقانون الانتخابات في إطار الالتزام بفترة الدعاية . ورصد محمد أبو حامد البرلماني السابق وعضو الجبهة الشعبية أخطاء عديدة للسيسي منها ادعاءات صباحي الدائمة ضد الجيش والمشير والمرحلة الانتقالية حسب قوله مضيقا بأن كل من يدعي شيئا غير صحيح يفقد مصداقيته أمام الرأي العام، وهو الأمر الذي خصم من رصيد صباحي وأضاف للسيسي. وأثني أبو حامد علي عدم تعرض المشير لشخص حمدين وهو ما يؤكد مبدأه الأخلاقي حين قال إنه يحترم منافسه، وكان يتمني وجود أكثر من منافس. اتهم صباحي بعدم احترامه لفكرة كيان الدولة، وسيادة القانون، بتصريحاته حول إلغاء قانون التظاهر، وتساءل: كيف سيقسم مرشح علي احترام دستور سيلغي قوانينه بالإفراج عن متهمين في جرائم.. وشرح أن المشير قادر علي استعادة مؤسسات الدولة المتماسكة، في حين يطرح صباحي شعارات غير قابلة للتنفيذ. وكشف أنهم في الجبهة الشعبية لتأييد السيسي يتابعون تصريحات المشير وتصريحات صباحي التي قال إنها تضلل الرأي العام وهو ما يستدعي الرد عليها من جانبهم، فضلا عن مراقبة تحركات المنافس في مؤتمراته الشعبية التي يعقدها. وقال أبوحامد: إن حمدين فقد المصداقية في السنوات الأخيرة وهو ما يشهد به مواقفه وما يفسر دعم الإخوان له في الانتخابات الرئاسية. ويتعجب د. عمرو الشوبكي الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام من حملة السجال والهجاء بين حملتي السيسي وصباحي، ويشير إلي جوانب إيجابيه نسيها كثيرون في كلا المرشحين، وكان من المهم تقديمها للناس. ولفت الشوبكي إلي جوانب قوة لدي المرشحين وجوانب ضعف وإذا كانت فرص أحدهما أكبر في الفوز في انتخابات الرئاسة إلا أن ذلك لا يعني النجاح التلقائي في إدارة البلاد وتحقيق طموحات الشعب. واستطرد الشوبكي: قوة السيسي تكمن في أنه اتخذ أجرأ قرار عرفته مصر منذ عقود وهو ما يذكرنا بقرار تأميم قناة السويس وحرب 73 بينما المفارقة أن قوة السيسي ترجع إلي عدم مشاركته كطرف في العملية السياسية قبل 3 يوليو، فلم يكن عضوا في جماعة أو حزب، أو تنظيم.. ونظرا للواقع السياسي وحالة التجريف التي أصابته، والهجوم الدائم علي الأحزاب والائتلافات الثورية، والسياسية، جعلت نقطة الضعف ميزة في عيون الكثيرين.. في المقابل فإن التاريخ النضالي والسياسي لحمدين صباحي لم يكن محل ترحيب من كثيرين من رموز الأحزاب السياسية، بسبب نيران المدافع الثقيلة والاتهامات المجانية والمرسلة. واختتم الشوبكي حديثه حول فرصة مصر في أن يأتي يعرف كيف يصلح مؤسسات الدولة وينشط الحياة السياسية والحزبية، وقال: لدي حمدين الفرصة للقيام بذلك إذا قدم ما يطمئن المؤمنين بدولة الاستقرار، أما السيسي فلديه فرصة حقيقية للإنجاز إذا ساعد علي بناء حياة سياسية نشطة ونجح في إصلاح مؤسسات الدولة.