مازلت هيئة كبار العلماء منذ عودتها في 2012 تعاني تحديات صعبة تزيد في صعوبتها عن قرار عبدالناصر رقم 103 لسنة 1961 بحلها وإلغائها واستبدالها بمجمع البحوث الإسلامية، ذلك أن فكرة إنشاء الهيئة هو ضمانة عالمية الأزهر الشريف فقد رأي المنصفون العقلاء أن الأزهر ليس ملكا خالصا لمصر وإن وجد علي أرضها كما أن الكعبة المشرفة قبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ليست ملكا للسعودية بحال من الأحوال، والأزهر ليس جامعة مصرية كأي جامعة بل هو جامعة العالم المتحضر الذي يسعي لفهم حقيقة الدين والتدين من غير مزايدة ولا تحريف، من هنا كانت عالمية الأزهر الذي جمع العالم الإسلامي من حوله يستمعون إليه في وقار واحترام وطاعة بما ملأ قلوبهم من الحب والتقدير له وكان شيخ الأزهر أعلي سلطة دينية يتمتع بتقدير وحب لايدانيه حب عالم من قبل، وفي زمن قريب رأينا شعب أندونيسيا المسلم يأخذ رئيسه في يده ويقفون بأرض المطار انتظارا لهبوط طائرة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق رحمه الله وما إن هبطت وركب الشيخ سيارته حتي حملها الشعب علي أكتافه تقديرا وعرفانا للأزهر وعلمائه ودورهم في تنوير الشعوب المسلمة بفتح كليات ومعاهد الأزهر أمامهم للدراسة الشرعية حتي الدكتوراه، أعود فأقول بهذه الرؤية استقرت عالمية الأزهر وزادها دعما هيئة كبار العلماء التي تضم 40 عضوا ثلثهم علي الأقل من علماء الأمة غير المصريين يقومون بواجبهم ككل العلماء ولهم حق الترشح للمشيخة والإمامة يحسم أمرهم أصوات علماء الهيئة في عملية الانتخاب، ولا أري عيبا ولا غضاضة في أن يكون شيخ الأزهر ليس مصريا فقد سبق وكان الشيخ محمد الخضر حسين التونسي شيخا للأزهر ولم يسقط الأزهر وربما ثان غيره، العجيب أن الهيئة مازالت لم تستكمل عضويتها بعد فعددهم الآن نحو 23 عضوا فقط وبقي 17 عضوا لم يختاروا بعد لماذا؟ لا أعرف، أتمني علي فضيلة الإمام الدكتور احمد الطيب شيخ الأزهر أن يلبي نداء الأمة ويعمل جاهدا علي استكمال عدد أعضاء الهيئة وأن يفعل القانون فيما يخص أعضاء الخارج وأن يطلب تعديل القانون ليكون لهؤلاء العلماء غير المصريين حق الترشح للمشيخة ومازالت فرصة التعديل قائمة فقد نفذت حكومة الببلاوي تعديلا يسلب الهيئة مرجعيتها في الأمور الإسلامية في ظل صمت رهيب للأعضاء لا نعرف له معني!! أعود فأذكر أن ماذكرت ليس جديدا فأنا أنادي منذ عشرين عاما ضمن مقالات عدة باللواء الإسلامي وآخر ساعة وغيرهما بضرورة عالمية الأزهر من خلال هذه الآلية التي أشرت إليها وأظنه خيرا لمصر وللعالم الإسلامي الذي فقد البوصلة والمرجعية وبات منعزلا لكل دويلة فيه شيخ ومفت علي دين ملوكهم!!