ماذا نفعل أمام اعتذار وزارة الكهرباء المتكرر بسبب انقطاع التيار الكهربائي علي مدار ساعات طويلة في اليوم الواحد الأمر الذي أدي لإصابة كل مدن وريف مصر بشلل الظلام الدامس والغريب أن الذي زاد الطين بلة هو تعهد المهندس محمد شاكر وزير الكهرباء المتكرر أيضا بأن التيار الكهربائي سيشهد تحسنا واستقرارا خلال الأيام القادمة استنادا للاتفاق مع قيادات البترول علي زيادة كميات وقود الغاز لتشغيل محطات توليد الكهرباء.. وعلي الجانب الآخر ناشد مسئولو الكهرباء جميع أجهزة الدولة والمواطنين تطبيق جميع برامج الترشيد وعدم تشغيل الأجهزة الكهربائية كثيفة الاستهلاك مع عدم استخدام أجهزة التكييف إلا عند الضرورة واللجوء للمبات الموفرة للطاقة حتي لا تضطر وزارة الكهرباء لقطع التيار الكهربائي.. ولكن في ظل أننا كمصريين نفتقد ثقافة الترشيد ونعشق الإسراف بدليل ما نراه مثلا من اللمبات التي تزين الشوارع خلال شهر رمضان المعظم.. ولا يستطيع المسئولون وضع حل لهذه المشكلات، ولذا أجد نفسي من خلال بصيص النور القادم من المساحات الصغيرة التي تأتي لفترات بسيطة بعد الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي.. أوجه سؤالا للمهندس محمد شاكر وزير الكهرباء.. ألا تعرف سيادتكم أن حجم الأهمال داخل المصالح والوزارات الناتج من تشغيل الأجهزة الكهربائية يكفي لإنارة حي أو مدينة كاملة.. ونتمني أن تشاهد أعمدة الإنارة المضاءة بالشوارع في عز النهار ولماذا لا نفكر في القيام بجولة مفاجئة وتشاهد سرقة الباعة الجائلين للتيار من أعمدة الكورنيش والكباري وبوكسات الكهرباء بالمصالح الحكومية والمستشفيات وغيرها في كل مكان بمصر لإنارة لمبات كبيرة والغريب أنها علي مرأي ومسمع من المسئولين.. وياليتك تتابع ظاهرة الأكشاك العشوائية التي انتشرت بصورة كبيرة بعد ثورة يناير وأغلبها بدون تراخيص وتتميز بالثلاجات الكبيرة لبيع المثلجات.. ورغم ذلك يسرقون التيار الكهربائي أمام أعين مسئولي الأحياء.. وأستمر في تساؤلي أيضا لوزير الكهرباء.. لأي مدي ستظل الوزارة مكتوفة الأيدي في القضاء النهائي علي انقطاع الكهرباء وتوفير مصادر الطاقة اللازمة في ظل ما نسمعه عن إجراءات تمويل الصندوق الكويتي للتنمية لعدد من مشروعات الكهرباء مع استخدام طاقة الرياح كطاقة متجددة بديلا عن النفط والفحم الحجري وأين وسائل التوعية من خلال وسائل الإعلام المختلفة للإبلاغ عن سرقات التيار الكهربائي حتي يتسني للجهات المختصة اتخاذ اللازم تجاهها.. ولماذا لم يشعر الجميع بدور شرطة الكهرباء في القيام بحملات قوية للقضاء علي ظاهرة سرقة التيار الكهربائي مع تحريرها محاضر للمخالفين ومحاكمتهم بسلطة القانون وفرض غرامات باهظة عليهم.. لأنهم خالفوا بحق القانون ونشروا البلطجة والفوضي.. وكفانا إهدارا للمال العام والسعي لإصابة مصر المحروسة بالعتمة والظلام والعودة بها لعصر الشموع.