مازال كابوس انقطاع التيار الكهربائى يؤرق حياة المصريين حتى مع موسم الامتحانات وارتفاع درجة الحرارة وسط غضب المواطنين بعد أن أصبح تخفيف الأحمال حدثا يوميا فى حياتهم من أطراف القرى البعيدة إلى الأحياء والمدن الفاخرة واصبح الكل يعرف الآن معنى الانقطاع المفاجئ للكهرباء، وخسائره التى تفوق احتمال المواطنين مما دعا بعضهم إلى عدم دفع فواتير الكهرباء احتجاجا على الانقطاعات المتكررة وارتفاع أسعارها. تقول السيدة حنان متولى موظفة من سكان المطرية إن الكارثة فى مذاكرة الأولاد الذين تلتهم دروسهم الخصوصية نصف مصروف البيت و تتساءل: «ماذا نفعل؟» فتعبنا يضيع بسبب قطع الكهرباء وتؤaكد أن الاعتماد على الكشافات والشموع أصبح أساسيا فى كل بيت لتواصل الظلام ساعات ليلا ونهارا والغريب أن المبلغ نفسه مطلوب منا كل شهر وقال ايميل محروس صاحب محل إن ساعات الانقطاع تتزايد. والخسائر بالجملة وما يحدث خراب لكل أصحاب المحال لأن البيع والشراء يتوقف تماما لحين عودة التيار. ويحكى لبيب موسى أحد سكان امبابة معاناته اليومية مع الكهرباء ويقول «لما الكهربا بتقطع الميه كمان بتقطع لأن كل العمارات هنا شغالة بالمواتير» المياه مرتبطة بالكهرباء بسبب عشوائية البناء، فالعمارات والبيوت متلاصقة ومتجاورة تتراوح ارتفاعاتها ما بين 5 و12 دورا كمان الأولاد فى وقت امتحانات ما بيعرفوش يذاكروا لأن قطع الكهرباء كتير و«الحكومة بتطالبنا بالترشيد هو احنا عندنا حاجة نرشدها» ويقول السيد ابراهيم من احدى قرى الشرقية - إن تكرار انقطاع الكهرباء يؤدى إلى تلف الأجهزة المنزلية و تكون أضراره أكبر ومنها حدوث حريق فى بيوت مجاورة و بعض حالات السرقة استغلالاً لانقطاع الأنوار. وطالب المهندس محفوظ الكيلانى من سكان القليوبية الحكومة بوضع استراتيجية مناسبة لحل هذه المشكلة خلال فترة قصيرة ويرى رفع الدعم عن شريحة الاستهلاك أكبر من 450 كيلووات. وتغليظ عقوبة سرقة الكهرباء، وتنشيط شرطة الكهرباء، ورفع الدعم عن المصانع كثيفة الاستهلاك للطاقة وترشيد الاستهلاك خاصة فى المصالح الحكومية والمنشآت واعمدة الطرق. وأقترح على وجه السرعة إطفاء الإضاءات المبهرة فى جميع المحال والملاهى العامة، ثم المواطنون القادرون عليهم عدم تشغيل أكثر من جهاز تكييف واحد مع الوضع فى الاعتبار أن كل 1% زيادة فى درجة الحرارة تساوى 5% زيادة فى الاستهلاك ويقترح المهندس عاشور البنا خبير طاقة إلزام كل محافظة بإنشاء محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بقدرة 200 ميجاوات على الأقل سنويا فيكون اجمالى الطاقة المولدة سنويا من هذه المحطات ما يعادل 5400 سنويا أى عند نهاية سنة 2020 سيكون اجمالى الطاقة 37800 ميجا وعند إضافة الطاقة الحالية بقدرة23000 ميجا سيكون إجمالى الطاقة 60800 ميجاوات وهو أكثر من المستهدف لسنة 2020 ب 10800 ميجاوات وهناك حلول اقرب سريعة منها اضاءة الاعلانات والشوارع واسوار المنشآت الحكومية بالطاقة الشمسية. يوضح الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة أننا فى حاجة ملحة لترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية، ونسابق الزمن لتأمين التغذية الكهربائية ان معدلات الاستهلاك الكهربائى فى تزايد مستمر وهناك فارق كبير بين وقت الذروة الصباحى والمسائى يتراوح ما بين 3000 و4000 ميجاوات، وأغلب الاستهلاك هو إضاءة أو استخدام أجهزة، ولسد الطلب المتزايد على الطاقة فى وقت الذروة، نحتاج لتشغيل محطة كهرباء تبلغ استثماراتها 51 مليار جنيه، أى أننا نستثمر كل هذا المبلغ حتى نوفى احتياجات ثلاث ساعات فقط خلال اليوم، الأمر الذى يمكن تفاديه بترشيد الاستهلاك، وتوزيع الأحمال على مدى اليوم سواء فى الصناعة أو فى القطاع المنزلي. وأكد أن أسعار الكهرباء لم تتم زيادتها منذ يناير 2012 واننا نقوم بالدراسات التى تتناسب مع تكلفة الكيلووات ونرفعها إلى مجلس الوزراء وهو المخول فى زيادة الأسعار أو الابقاء عليها دون تدخل من الوزارة وأننا أعددنا أكثر من دراسة فى هذا الشأن وأننا لم نلجأ لتطبيق نظام التسعيرة المزدوجة فى وقت الذروة وفضلنا أن نتخذ منحى آخر بدءا بتوزيع مليون لمبة موفرة للطاقة بنصف الثمن يمكن استبدالها مجانا فى حال تلفها خلال 18 شهرا وقريبا سنطرح 3 ملايين لمبة موفرة بنفس القواعد السابقة واستبدال لمبات إنارة الشوارع بلمبات موفرة للطاقة وتقديم مساعدات فنية يتم تقديمها لمن يطلب من المصانع لتوزيع احمالهم الكهربية على مدى اليوم ويجرى الانتهاء من مشروع الربط الكهربائى بين مصر والسعودية لتبادل الطاقة خلال أوقات الذروة المختلفة بين البلدين. وأشار إلى أن ترشيد الاستهلاك سيوفر 2000 ميجاوات تعوض العجز فى الطاقة وأنصح من يرغب فى شراء أجهزة التكييف بالشراء شرط أن يحسن تشغيله ويرشد استخدامه وأن يكون تشغيله على درجة حرارة ما بين 23 إلى 25 وأن تكتفى الأسرة بتشغيل جهاز واحد فى فترة الذروة المسائية من بعد الغروب وحتى العاشرة مساء خاصة أن مصر بها الآن 7 ملايين جهاز تكييف وأن عدداً كبيراً من الأسر لديها أكثر من جهاز وأن تشغيل نصف هذه الأجهزة فى وقت الذروة سيوفر أكثر من 2000 ميجاوات و أنه لو قام كل مشترك من إجمالى 29 مليون مشترك على مستوى الجمهورية بإطفاء لمبة واحدة 40 وات فى كل بيت توفر 1200 ميجاوات سنخرج من هذه الازمة الحالية.