سوهاج - حسن عبد القادر: موجات الحرارة التى بدأت مع بداية هذا الشهر تنذر بصيف شديد الحرارة مثلما كان الحال فى الصيف الماضى، ورد الفعل الطبيعى هو بالطبع استخدام أجهزة التكييف التى تعتبر السبيل الوحيد لتحمل شدة الحرارة. المشكلة هى أن أجهزة التكييف تستهلك الكثير من الطاقة، وتمثل عبئاً كبيراً على الشبكة القومية للكهرباء، وكان ذلك واضحاً الصيف الماضى عندما تم توجيه أصابع الاتهام لأجهزة التكييف على أنها المسئول الأول عن الانقطاع المتكرر للكهرباء الذى داوم على الحدوث خلال شهور يونيه و أغسطس و سبتمبر للحد دون انهيار الشبكة القومية للكهرباء بسبب الحمل الزائد. من المتوقع أن يقفز عدد أجهزة التكييف بحلول الشهر القادم الى أربعة ملايين جهاز،. الجدير بالذكر أن العدد كان 700,000 فى عام 2006 ووصل الى 3.7 مليون فى سبتمبر 2010. النمو السريع فى الاستهلاك المنزلى للطاقة و فى عدد أجهزة التكييف المباعة، يفوق جهود إنتاج الطاقة التى تحاول وزارة الكهرباء أن تغطى بها الاحتياجات. حيث ان معدل استهلاك الطاقة حتى عام 2009 كان يزيد بنسبة 7% سنوياً، أما فى عام 2010 ارتفع المعدل بشكل غير متوقع إلى 11% مما أدى الى وصول الحمل الأقصى على شبكة الكهرباء إلى 23,500 ميجاوات فى وقت الذروة الذى يبدأ مع الغروب ويستمر لمدة ساعتين، وهنا بدأت عملية انقطاع الكهرباء يومياً فى جميع أنحاء مصر والتى أضرت بالخدمات والأعمال والأفراد، وكانت الخسائر المادية كبيرة. و هناك العديد من الإجراءات التى تم اتخاذها لمحاولة منع الاضطرار إلى اللجوء لقطع متكرر الكهرباء هذا الصيف، فتم عمل خطة إسعافية لإضافة 1500 ميجاوات للشبكة القومية بتكلفة 4.6 مليار جنيه تمولها 15 بنكاً. كما أكد أنه سيكون هناك 140 ميجا وات أخرى تضاف الشهر المقبل عن طريق محطة توليد الطاقة الشمسية بالكريمات. المشكلة الفعلية إن أعلى قدرة تحملية للشبكة القومية للكهرباء حالياً هى 27,000 ميجاوات و لكن لا يمكن توليدها كلها فى وقت واحد وذلك لاستحالة عمل جميع محطات التوليد بسبب أنهم كثيراً ما يتم إخضاعهم لإجراءات الصيانة، وخصوصاً فى فصل الصيف لأن ارتفاع درجات الحرارة يجعل محطات ووحدات توليد الكهرباء تعمل بكفاءة أقل من المعتاد. يذكر أن توليد الطاقة عادة يرتبط بالمشروعات التنموية، و لكن فى مصر معدل إنتاج الطاقة يفوق معدلات التنمية و الاستهلاك المنزلى يفوق استهلاك الصناعة، حيث إن المنازل تستهلك 40% من إجمالى الكهرباء المولدة فى حين أن الصناعة تستهلك 33% فقط. كما يشك بعض الخبراء في أن تفلح الخطة الإسعافية فى الحول دون انهيار الشبكة القومية للكهرباء و بالتالى الاضطرار إلى اللجوء لانقطاعات مستمرة قد تكون يومية كما حدث العام الماضى. و نوكد علي ضرورة أن يفهم المصريون أن معدلات استهلاكهم للكهرباء فى المنازل عالية جداً وأنه يجب عليهم ترشيد هذا الاستهلاك فوراً. فى سياق متصل أوصت المنظمة المصرية للمستهلكين و الطاقة و التى تم إنشاؤها حديثاً، باستبدال اللمبات العادية بأخرى موفرة للطاقة كأول وأسهل خطوة نحو ترشيد الاستهلاك. فإذا قام كل منزل بإطفاء لمبة أو جهاز تكييف يعمل بدون الحاجة إليه، لن تكون هناك مشكلة فى استهلاك الطاقة أبداً، وأضاف أن الشبكة القومية سوف تعمل بكفائة عالية إذا توقف الناس عن تشغيل الأجهزة الكهربائية كالغسالات أو أكثر من جهاز تكييف فى منزل واحد خلال ساعتى الذروة تحديداً. على جانب اخر، هناك العديد من المشروعات الضخمة التى من المتوقع أن تغطى الاحتياجات المتزايدة من الطاقة، والتى سيتم الاستفادة منها فى غضون السنوات القليلة القادمة. أهم هذه المشروعات هو مشروع الربط الكهربائى مع السعودية والذى سيتيح للبلدين تبادل الطاقة بقدرات تبادلية تصل إلى 3000 ميجاوات خلال فترة الذروة، ومن المتوقع الانتهاء من تنفيذ هذا المشروع بحلول عام 2015 و الكل يعقد عليه الآمال لحل مشكلة انقطاع الكهرباء المتكرر لسنوات عديدة قادمة.