يوما بعد يوم، تظهر معلومات جديدة تؤكد استمرار محاولات الإدارة الأمريكية بمعاونة من أذرعها- قطروتركيا- لتمرير مخططها في منطقة الشرق الأوسط عامة ومصر خاصة. لا تزال واشنطن تسعي بكل السبل في أن تظل المنطقة علي جمر اللهب، دون الظهور في الصورة من خلال حلفائها ومؤسساتهم الداعمة للإخوان المسلمين التي تنكر صلتها بهم أو حتي وجودهم علي أراضيها.. الكثير من الغموض يكتنف علاقة إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالتنظيم الدولي وتمويل الكيانات التابعة لهم.. كثر الحديث داخل واشنطن حول الدور الأمريكي القطري التركي ودعمهم للمحظورة والجماعات الجهادية وصلتهم بتنظيم القاعدة لإثارة الفوضي في مصر وعرقلة المرحلة الانتقالية ومن ثم الانتخابات الرئاسية.. كان هذا هو محور التقرير الذي نشره موقع "مشروع كلاريون" وصحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية. يخطيء من يظن أن الولاياتالمتحدة ستترك مصر "رمانة الميزان" دون أن تحاول فرض سيطرتها وإشاعة الفوضي من خلال المنظمات والجماعات الإسلامية وعلي رأسهم جماعة الإخوان ودوبليرات الجماعات الإسلامية مثل السلفيين. فلاتزال بلاد العم سام وإدراتها تحتضن قيادات ومنظمات تابعة للتنظيم الدولي، يتمتعون بنفوذ داخل البيت الأبيض والسياسة الخارجية؛ رافضة إدراجهم علي قوائم الإرهاب بالرغم من الاضطرابات والعنف في مصر. وإذ أغفلت إدارة أوباما أو نفت وجود جمعيات ومؤسسات إخوانية؛ تعمل بموافقة من السلطات الأمريكية علي أراضيها وعلي صلة بدول داعمة للتيارات الإسلامية الجهادية والقاعدة، فماذا عن تقرير موقع "مشروع كلاريون" الأمريكي الذي يكشف تعاون "الجمعية العربية الأمريكية" ومقرها نيويورك مع "مؤسسة قطر الدولية" وإدراجها كثاني أكبر داعم لها من خلال تصريحات، "ليندا صرصور" مديرتها التنفيذية، التي نشرت علي موقع الجمعية. ومن المعروف أن المؤسسة تابعة للحكومة القطرية وعلي صلة وثيقة بجماعة الإخوان والراعي والممول الرئيسي لحركة حماس والشيخ يوسف القرضاوي، الحليف الأكبر للدوحة وسياستها. هذا بالإضافة إلي تسليحها للجهاديين التابعين للقاعدة في ليبيا، وسوريا، خاصة جبهة النصرة. لقد أصبحت قطر ببساطة كما يصفها الخبير الأمني الأمريكي، "جوناثان سكانزير" بمثابة جهاز الصراف الآلي للإخوان والجماعات التابعة لها، وكانت قناتها الجزيرة، الممولة من جانب الأسرة الحاكمة، هي المنبر الإعلامي للجماعة وأذرعها الإرهابية المسلحة. منذ عزل محمد مرسي في يوليو الماضي، قدمت الدوحة مبالغ مالية لحركات توصف بالجهادية، بهدف نشر الفوضي والإرهاب في مصر كرد علي إسقاط المحظورة. فقد تم توزيع هذه الأموال علي 10 حركات إرهابية أبرزها الجماعة "السلفية الجهادية" و"أنصار الشريعة"، و"الجهاد الإسلامي" و"التكفير والهجرة" و"أنصار بيت المقدس" التي اعتبرتها وزارة الخارجية الأمريكية مؤخراً منظمة إرهابية بموجب المادة 219 من قانون الهجرة والتجنس، وككيان إرهابي عالمي بموجب الأمر التنفيذي 13224. وفي يناير 2012 أطلقت المؤسسة القطرية "مركز بحوث الشريعة الإسلامية والأخلاق" برئاسة طارق رمضان، حفيد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا، التي حظرت الولاياتالمتحدة دخوله حتي عام 2010 ثم أصدر أوباما تصريحا له بالدخول إلي أمريكا لإلقاء محاضرة. وترتبط المؤسسة القطرية أيضاً، المعهد الدولي الفكر الإسلامي(IIIT) في فرجينيا ، و"جاسر عودة" نائب مدير المعهد، وأحد المقربين من القرضاوي ورمضان. ومن المعروف أن المعهد موالٍ للإخوان، لديه علاقات بالإرهاب. وتشير السجلات الضريبية المقدمة من المعهد إلي مصلحة الإيرادات الداخلية الأمريكية إلي تبرع المركز بما يقرب من 720 دولارا لمؤسسة الحرمين الإسلامية في آشلاند بولاية أوريجون، والتي تم تصنيفها من قبل الحكومة الأمريكية عام 2004 ككيان مرتبط بتنظيم القاعدة أو أسامة بن لادن أو بحركة الطالبان، بسبب المشاركة في تمويل أعمال أو أنشطة يقوم بها تنظيم ودعم المجاهدين الشيشانيين الموالين له. كما قام المعهد بالتبرع بقيمة 50 ألف دولار لمركز دراسات كان يديره "سامي العريان" يسمي المشروع العالمي للدراسات الإسلامية(WISE)الذي كان يعمل كواجهة لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين. وورد اسم المعهد ضمن المتهمين في اثنتين من الدعاوي القضائية التي أقامها ضحايا هجمات 11 سبتمبر. وحذر أحد عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالية، من خطورة تسلل الإخوان إلي داخل الحكومة والجامعات الأمريكية عن طريق المعهد والكيانات المماثلة. ويوضح التقرير أن تنظيم الإخوان المسلمين يأتي في أعلي قائمة المعهد التي تضم 30 منظمة حول العالم، تهدف إلي "الجهاد الكبير وتدمير الحضارة الغربية من الداخل". ولم تكن هذه المرة الأولي التي توضح العلاقة الوثيقة بين الولاياتالمتحدة والإخوان، بل كانت هناك العديد من الدراسات والتقارير كالدراسة التي أعدها الباحث "ستيفين ميرلي" بمعهد هدسون بواشنطن أواخر العام الماضي، التي تؤكد ما تنفيه إدارة أوباما أو تتهرب منه، وتوضح علاقة عدد من الجمعيات علي الأراضي الأمريكية بالجماعة المحظورة، مثل "الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية" (ISNA)ومجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (CAIR) الذراع العلني لحماس، و"الوقف الإسلامي بأمريكا الشمالية" NAIT يحصل علي أكثر من 10 آلاف دولار منذ عام 1998 من أموال دافعي الضرائب، التي يتم إنفاقها علي الجماعات الإسلامية، والمجمع الفقهي أمريكا الشمالية. ومن ناحية أخري، ذكر موقع CNS الإخباري الأمريكي في تقرير له، أن تنظيم الإخوان في الولاياتالمتحدة أسس حزبا سياسيا خاصا بهم مؤخراً يسمي "مجلس المنظمات الإسلامية في الولاياتالمتحدة" أو "USCMO". ويشير التقرير إلي أن بعض الجمعيات المكونة لهذا المجلس علي صلة، بحسب وثائق قضائية، بحركة حماس. بالإضافة إلي رئيس المنظمة الجديد "أسامة جمال" الذي كان يعمل علي تهريب الملايين إلي حماس، وتكريمهم للزعيم الروحي لأسامة بن لادن، الفلسطيني عبد الله عزام. هذا بالإضافة إلي التقرير الذي نشرته صحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية وتداولته الصحف المحلية والعالمية تحت عنوان "وفود الجهاديين السوريين إلي مصر بمساعدة تركياوقطر وأوباما. حيث كشف يوسف بودانسكي، المدير السابق لمجموعة العمل في الكونجرس حول الإرهاب، إن الصراع حول مصر علي وشك تصعيد كبير مع إصرار قطروتركياوالولاياتالمتحدة، الرعاة الرئيسيين للجهاديين في سوريا، علي شن حملة مشابهة ضد القاهرة. وأوضح التقرير، أن الهدف الإستراتيجي العام لتلك الدول الراعية للجهاديين هو منع نشوء نظام إقليمي داخلي قائم علي قلب العالم العربي ومحمي من قبل أقليات منطقة الهلال الخصيب، وبالتالي استبعاد القوي الخارجية. مشيراً إلي أن وجود مصر قوية ومستقرة هو حجر الزاوية لذلك النظام الإقليمي. ويؤكد بودانسكي أنه وفقاً لمصادر جهادية أن هناك محاولة لإنشاء "جيش مصري حر"، علي غرار "الجيش السوري الحر"، يتم تدريبه وإعداده في ليبيا بمشاركة الإخوان والقاعدة ورعاية قطرية تركية إيرانية، بهدف نشر الفوضي لتخريب الإنتخابات الرئاسية. وذكر التقرير أن "شريف الرضوان"، الذي شارك في القتال في سوريا ولبنان وأفغانستان وباكستان، هو أمير أو قائد هذا الجيش الحر، فيما يقوم إسماعيل الصلابي بالتنسيق مع الرعاة الأجانب ووكالات الاستخبارات المشرفة. ويرتبط الصلابي بعلاقة صداقة مع رئيس الاستخبارات القطرية غانم الكبيسي. ووفقاً للمصادر الجهادية فإن كامي الصيفي وإسماعيل الصلابي، وهما ينتميان لتنظيم القاعدة، وعلي اتصال بنائب المرشد العام للإخوان خيرت الشاطر، سيكون لهما دور خاص في خلق التوترات قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة.