استبعاد هيثم الحريري من انتخابات البرلمان بالإسكندرية وتحرك عاجل من المرشح    الاتحاد الأوروبي يطلق هاكاثون الابتكار في المياه لتمكين حلول الذكاء الاصطناعي بقيادة الشباب بمصر    نتنياهو يبحث مع ترامب وتيرة إعادة جثامين الأسرى من غزة    مصطفى شلبي يتنازل عن 50%؜ من مستحقاته لنادي الزمالك    ليلى علوي تكشف خلال مهرجان الجونة أهم ميزة في السينما    أطباء جامعة القناة ينجحون في تصحيح اعوجاج وتحدب عمود فقري لطفلة    ب«سوق المزارعين».. «تجارية الإسكندرية» تشارك في المعرض الدولي لأغذية البحر المتوسط    قائد منتخب قطر يتبرع ببناء مدرسة وقاعة رياضية بغزة    علاء عبد العال يعلن قائمة غزل المحلة لمواجهة كهرباء الإسماعيلية    دعوة لعقد جمعية عمومية غير عادية للاتحاد الأفريقي لتنس الطاولة    مقتل «ربة منزل» طعنا بسكين في ظروف غامضة بالمنيا    الإسكندرية: ضبط 137 ألف لتر سولار مدعم خلال حملات تموينية مكبرة    رسميًا.. لينك تقديم حج القرعة 2026 في مصر    مايكل مورجان: ترامب لعب دور ال«بروكر» باقتدار.. وواشنطن تدرك قيمة مصر ودورها المحوري    الإسكندرية جدارية من الأحياء.. انطلاق النسخة ال16 من أيام التراث السكندري نهاية أكتوبر    قافلة مسرح المواجهة ترسم البسمة على وجوه طلاب مدارس رفح    تنطلق 30 أكتوبر.. قنصل فرنسا تكشف تفاصيل النسخة ال16 لأيام التراث السكندري (صور)    «الميزان» بيحضن المخدة و«الأسد» بينام مستقيم.. طريقة نومك تكشف برجك الفلكي    طيران الاحتلال الإسرائيلي يشن غارات جوية على جنوب لبنان مستهدفًا منشآت صناعية    إنجاز طبي جديد بمستشفيات جامعة قناة السويس    «لسهرة يوم الخميس».. حضري طاجن «أم علي» بمكونات بسيطة في منزلك (الطريقة والخطوات)    مواقيت الصلاة غدًا الجمعة 17 أكتوبر 2025 في المنيا    بعد حادثة عم فوزي.. محافظ الدقهلية في جولة ميدانية جديدة بحي غرب المنصورة    محافظ الدقهلية ورئيس جامعة المنصورة يشهدان احتفالات عيد القوات الجوية    مصادر أمريكية: واشنطن أبلغت إسرائيل اهتمامها بمواصلة تنفيذ اتفاق غزة    إدارة الزمالك تواصل الاستعداد للجمعية العمومية    لتفادي نزلات البرد .. نصائح ذهبية لتقوية المناعة للكبار والصغار    حسام شاكر: ذوو الهمم في قلب الدولة المصرية بفضل دعم الرئيس السيسي    عاجل- رئيس الوزراء يطمئن ميدانيا على الانتهاء من أعمال تطوير المنطقة المحيطة بالمتحف المصري الكبير والطرق المؤدية إليه    رابطة المحترفين الإماراتية تعلن موعد طرح تذاكر السوبر المصري في أبوظبي    بعد مقتل رئيس أركان الحوثي.. نتنياهو: سنضرب كل من يهددنا    قائد القوات المسلحة النرويجية: قادرون مع أوروبا على ردع روسيا    حسام زكى: العودة الكاملة للسلطة الفلسطينية السبيل الوحيد لهدوء الأوضاع فى غزة    حجز قضية اتهام عامل بمحل دواجن بالخانكة بقتل شخص بسكين لحكم الشهر المقبل    هل الصلوات الخمس تحفظ الإنسان من الحسد؟.. أمين الفتوى يوضح    هل يجوز المزاح بلفظ «أنت طالق» مع الزوجة؟.. أمين الفتوى يجيب    الشيخ خالد الجندي: الله حرم الخمر والخنزير والبعض يبحث عن سبب التحريم    الشيخ خالد الجندى: رأينا بأعيننا عواقب مخالفة ولى الأمر (فيديو)    بيع أكثر من مليون تذكرة ل كأس العالم 2026 والكشف عن أكثر 10 دول إقبالا    يرتدي جلبابا أحمر ويدخن سيجارة.. تصرفات زائر ل مولد السيد البدوي تثير جدلًا (فيديو)    سيدات يد الأهلي يهزمن فلاورز البنيني في ربع نهائي بطولة أفريقيا    بالأسماء والأسباب .. تعرف علي قائمة المستبعدين من خوض انتخابات النواب بالقليوبية    قائمة بأسماء ال 72 مرشحًا بالقوائم الأولية لانتخابات مجلس النواب 2025 بالقليوبية    محافظ كفر الشيخ يناقش موقف تنفيذ مشروعات مبادرة «حياة كريمة»    وزير العدل: تعديلات مشروع قانون الإجراءات الجنائية تعزز الثقة في منظومة العدالة    الاتحاد الأوروبي يكرّم مي الغيطي بعد اختيارها عضو لجنة تحكيم مهرجان الجونة    جامعة قناة السويس تطلق فعاليات«منحة أدوات النجاح»لتأهيل طلابها وتنمية مهاراتهم    إصابة 3 أشخاص إثر انقلاب سيارة ملاكي بمدخل المراشدة في قنا    قرار جمهوري بترقية اسم الشهيد اللواء حازم مشعل استثنائيا إلى رتبة لواء مساعد وزير الداخلية    بعثة بيراميدز تتفقد منشآت الدوحة استعدادًا للمشاركة في كأس الإنتركونتيننتال بدعوة من "فيفا"    الصحة: فحص 19.5 مليون مواطن ضمن مبادرة الرئيس للكشف المبكر عن الأمراض المزمنة والاعتلال الكلوي    كامل الوزير: تجميع قطارات مترو الإسكندرية بنسبة 40% تصنيع محلى    نبيلة مكرم تشارك في انطلاق قافلة دعم غزة رقم 12 ضمن جهود التحالف الوطني    كيف ظهرت سوزي الأردنية داخل قفص الاتهام فى المحكمة الاقتصادية؟    الداخلية تكثف حملاتها لضبط الأسواق والتصدي لمحاولات التلاعب بأسعار الخبز    350 مليون دولار استثمارات هندية بمصر.. و«UFLEX» تخطط لإنشاء مصنع جديد بالعين السخنة    وزير الاستثمار يعقد مائدة مستديرة مع شركة الاستشارات الدولية McLarty Associates وكبار المستثمرين الأمريكين    إحالة مسؤولين في المرج والسلام إلى النيابة العامة والإدارية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السفير رؤوف سعد ل «آخر ساعة»:
نشر في آخر ساعة يوم 04 - 03 - 2014


السفير رؤوف سعد
موسكو راغبة في بناء علاقة استراتيجية مع مصر وزيارة
المشير السيسي وفهمي لروسيا بمثابة رسالة إفاقة لمن يهمه الأمر
مصر بعد ثورة 30 من يونيو أصبحت تملك قرارها المستقل بعد أن تحررت إرادتها السياسية من كافة الضغوط الخارجية ومن ثم كان السعي الجاد من صانع القرار بالعمل علي إعادة صياغة ملامح السياسة الخارجية بما يخدم ويعزز مصالح الأمن القومي وهذا يعني التوجه نحو دعم وتنويع العلاقات مع كافة القوي الإقليمية والدولية وإعادة الدور المصري الرائد إلي ماكان عليه من فاعلية في المحيط الإقليمي والعالمي بما يتماشي مع المتغيرات الجديدة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والمحيط الدولي في القرن الحادي والعشرين.
ومن هذا المنطلق دار الحوار مع السفير «رؤوف سعد» مساعد وزير الخارجية السابق وسفير مصر الأسبق لدي كل من موسكو وبروكسل حول رؤيته للعديد من المسائل الهامة وقضايا السياسة الخارجية الملحة والتي تفرض نفسها في الآونة الراهنة علي صانع القرار وما مدي تقييمه للجهود المبذولة من الدبلوماسية المصرية للتعامل معها.
في بداية الحوار كان السؤال حول تقييمه للتحولات الإيجابية التي تشهدها العلاقات المصرية الروسية عقب ثورة 03 من يونيو والتي اتضحت ملامحها بقوة خلال الزيارة التي قام بها وزيرا الدفاع والخارجية الروسيان لمصر والزيارة التي قام بها أخيرا كل من المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع ووزير الخارجية نبيل فهمي إلي موسكو وذلك في إطار ما تسعي إليه مصر من تنويع في العلاقات مع كافة القوي الدولية دون استبدال طرف بآخر وماهو تقييمك للموقف الروسي الإيجابي والداعم لمصر بعد ثورة 03 يونيو وذلك علي خلاف المواقف السلبية للعديد من القوي الغربية وعلي رأسها الولايات المتحدة الأمريكية؟
- أولا أود التوضيح بأن مايمكن تسميته بعودة الروح للعلاقات المصرية الروسية هي بمثابة حالة فريدة من نوعها حيث إن صانع القرار هنا لم يكن النظام الحاكم بل كان الشعب المصري ويعود ذلك لموقف الرئيس الروسي بوتين الداعم لمصر في 03 يونيو وذلك ينم عن ذكاء شديد وحس سياسي عال من قبل حكومة موسكو في تقييم اللحظة الراهنة ومن هنا كان رد فعل الشعب المصري فوريا تجاه روسيا بتقدير هذا الموقف المساند والصديق منها والذي جاء مخالفا لمواقف العديد من القوي الغربية ومن هنا رأينا حدثا هاما يدل علي هذا الوعي المصري وتقديره لموقف بوتين حيث رفع المتظاهرون في الإسكندرية صورا لعبد الناصر والمشير السيسي وبوتين وكأن المصريين يستدعون بذلك التاريخ ويستلهمون المستقبل.
إن 03 يونيو في اعتقادي أحدث تغييرا أساسيا في المعادلة السياسية داخل مصر والتي أصبحت بين عنصر حاكم والتي تمثل نظام الحكم وعنصر ضمان وهو الشعب المصري وهذه المسألة يجب أن يتم وضعها في الاعتبار وتأخذ الاهتمام الكافي منا.
شراكة استراتيجية
ويستكمل السفير رؤوف سعد حديثه قائلا: هناك العديد من الأمور الأساسية التي يجب التوقف عندها عند تحليل العلاقات المصرية الروسية في الآونة الراهنة فمن وجهة النظر المصرية وبالإضافة إلي موقف بوتين الإيجابي وتأييده وتعاطفه مع الثورة المصرية في 03 يونيو نجد أولا أن إقدام روسيا علي اتخاذ خطوة أساسية في إعادة بناء العلاقات مع مصر من خلال إيفاد وزيري الخارجية والدفاع للقاهرة فإن ذلك لايعد إجراء جديدا لأن روسيا تتبع هذا النموذج في التعامل مع عدد قليل من الدول كالولايات المتحدة ودول مجموعة ال 8 بما يطلقون عليه الشركاء الاستراتيجيين أي الدول ذات الثقل الدولي الكبير وبالتالي فإن اتخاذ مثل هذا الإجراء مع مصر يعد بمثابة رسالة واضحة بأنهم يريدون بناء علاقة استراتيجية معنا وليس استبدال طرف بآخر ونحن في مصر لانريد بالفعل استبدال روسيا بالولايات المتحدة وروسيا لن تقبل بذلك فليس القصد من الانفتاح مع دولة كبري أن نغلق القنوات مع دولة كبري أخري فهذا غير ممكن ويضر بالمصالح المصرية لأن لدينا مع الولايات المتحدة مصالح كبيرة جدا.
وأضاف السفير رؤوف سعد موضحا: أن استقلال القرار المصري وتحرره من كافة الضغوط، إما المفترضة أو الحقيقية في إطار العلاقات مع الولايات المتحدة أو غيرها فإنه بذلك قد وضعنا بداية صلبة لتنويع العلاقات وهي سابقة سوف يتضح تأثيرها الإيجابي في إعادة الصياغة الكاملة لسياستنا الخارجية مع دول العالم بما يتفق مع مقتضيات هذه المرحلة.
والعلاقات مع مصر من وجهة النظر الروسية لها أبعاد تتجاوز العلاقات الثنائية فلا شك أن روسيا نجحت في التقاط لحظة تاريخية نادرة مهدت لعودتها إلي منطقة الشرق الأوسط لأنهم يدركون حقيقة هامة وهي أن مصر نقطة ارتكاز وإن كان الدور المصري قد تراجع في بعض الوقت لأسباب إلا أنهم يعلمون تماما بأن الاهتمام الدولي بمصر لم يتراجع أبدا.
إعادة بناء العلاقات
لكن ماذا بشأن إمكانية دعم العلاقات علي المستوي الثنائي بين مصر وروسيا سواء مجالات التعاون القديمة منها وما هي المجالات المستحدثة في نطاق هذه العلاقات؟
- هناك إمكانيات ضخمة لإعادة بناء علاقات ثنائية قوية بين مصر وروسيا ولكن مع الأخذ في الاعتبار بأن العلاقات بين الدولتين كانت متواجدة دائما ولكن في الحدود التي كانت تتوافق مع طبيعة المرحلة التي كانت تمر بها مصر.
وأضاف السفير رؤوف سعد موضحا هناك إمكانيات للتعاون الثنائي في ملفين: قديم وجديد وفيما يتعلق بملف التعاون في المشروعات القديمة فكلنا نعرف أن روسيا ساعدت مصر في صناعات هامة كالحديد والصلب والسيارات والسد العالي ومصانع كيما بأسوان وغيرها وسوف تستطيع موسكو بإمكانيات مختلفة وبما لديها من تقدم تكنولوجي مساعدة مصر في إعادة تأهيل هذه المصانع.
وفيما يتعلق بملف التعاون في المجالات الجديدة فإن روسيا تتمتع بثروة هائلة من العلم والتكنولوجيا وبالرغم من أنها كانت مركزة في القطاع العسكري إلا أن موسكو منذ التسعينات تتبع سياسات تحويل التكنولوجيا العسكرية للقطاع المدني وحققوا بذلك المزيد من التقدم التكنولوجي والعلمي ومن ثم فإن هذا أمر يمكن لمصر الاستفادة منه ونحن نعيد البناء بمواصفات جديدة وفي مجالات متعددة مثل الزراعة والصناعة ومعالجة المياه ونحن نعلم أيضا أنهم قادرون وراغبون في مساندة مصر في بناء القدرة النووية السلمية ولديهم أوراق اعتماد في هذا النطاق مع دول عديدة.
واستكمل السفير رؤوف سعد حديثه قائلا: من المجالات الهامة للتعاون بين البلدين تأتي مشكلة الإرهاب ونحن ندرك بأن موقف روسيا من 03 يونيو يأتي من إدراكها لمخاطر الإرهاب لاسيما أن روسيا قد عانت علي مدي سنوات طويلة من مخاطر الإرهاب والتطرف الذي اتخذ من التأسلم السياسي ذريعة وكان يدفع نحو نزعات انفصالية وهذا لن تسمح روسيا به أبدا ومن ثم فإن حكومة موسكو رأت في 03 يونيو انكسارا لنزعات الإسلام السياسي المتطرف وانكسارا للإخوان المسلمين كتنظيم دولي بما يحقق لهم رصيدا في جهودهم لمحاربة التطرف والإرهاب وكلنا نعرف أن هناك قرارا صادرا من المحكمة الدستورية العليا في روسيا باعتبار الإخوان المسلمين منظمة إرهابية وبالتالي هناك تلاق مع مصر وإمكانية التعاون لمواجهة الإرهاب.
تنويع مصادر السلاح
ومن ناحية أخري وكما أشار السفير المصري الأسبق لدي موسكو في حواره مع آخر ساعة بأنه بالنسبة لمصر وبعد تحرر قرارها السياسي من الضغوط والتوجه نحو تنويع العلاقات الدولية وهنا تبرز مسألة التعاون العسكري وهو علي غير ما يظن الجميع هو قائم ومستمر ولكن في حدود معينة وفي إطار ما ارتضاه النظامان في ظل الظروف القائمة وفي ظل العلاقة المتقدمة مع الولايات المتحدة ومن ثم فإن تطوير التعاون العسكري مع روسيا يعطي رصيدا لمصر في جهودها لتنويع مصادر السلاح ولكن هذا لايعني إغلاق باب التعاون العسكري مع الولايات المتحدة والذي يرجع إلي عام 9791 والذي بدأ مع توقيع مصر لمعاهدة السلام مع إسرائيل ونحن ندرك أن السلاح الذي يأتي يحتاج إلي قطع غيار ويتم التدريب عليه وخلافه وذلك بالإضافة إلي أن السلاح الروسي يمثل من 03 إلي 04% من سلاح الجيش المصري وبالتالي فإن مسألة التغيير الشاملة في السلاح المصري غير واردة.
وعلي كافة الأحوال فنحن نعلم أن العقيدة العسكرية الأمريكية تختلف عن العقيدة الروسية ومصر بذكائها وبإحساسها الطبيعي تختار فقط ما يناسبها فنحن نعمل علي المزج بين العقيدتين ونستطيع المزج بين أنواع السلاح والمسألة ليست تبديل مصدر للسلاح بمصدر آخر وبالرغم من أن علاقتنا الحالية مع الولايات المتحدة تمر ببعض المطبات ولكن ما نحتاجه حاليا هي عملية لضبط الإيقاع.
وأشار السفير رؤوف سعد إلي أن زيارة المشير السيسي وفهمي لموسكو كانت بمثابة رسالة إفاقة لمن يهمه الأمر أو مكالمة إيقاظ بأن مصر الآن تتحرك بقرار مستقل صنعته إرادة الشعب المصري وعلي الجميع أن يدرك ذلك.
ارتباك الحسابات الأمريكية
إذا ما انتقلنا للحديث عن العلاقات المصرية الأمريكية سوف نجدها تمر بحالة من التوتر منذ ثورة 03 يونيو التي عرقلت المخطط الأمريكي في الشرق الأوسط فهل تعتقدون أن إدارة الرئيس أوباما سوف تصر علي التمسك بمواقفها المعلنة حاليا أم أنها في ظل مضي مصر في تنفيذ خارطة الطريق سوف تضطر لاحقا لإعادة صياغة هذه المواقف والتراجع عن مواقفها السلبية تجاه مصر والتي تتبناها حاليا؟
- بالتأكيد إن الأزمة بين مصر والولايات المتحدة ليست أزمة عابرة بل هي حالة أظهرت أن هناك تعارضا واضحا في المصالح في تلك اللحظة وهذه لها أسبابها لو حاولنا تحليل الموقف ومعرفة لماذا اتخذت الولايات المتحدة مثل هذا الأسلوب في التعامل معنا.
وأضاف السفير رؤوف سعد موضحا: من ناحية الشكل النظري الذي تروجه الإدارة الأمريكية بأن ماحدث في مصر هو انقلاب عسكري وغير دستوري علي الشرعية في مصر فإن هذا كلام يتم به مخاطبة دافعي الضرائب ومن يهتمون بحقوق الإنسان وتعميم المبادئ الديمقراطية وغيرها ولكن المسألة في اعتقادي الشخصي أعمق بكثير فإن ماحدث يوم 03 يونيو وخروج الملايين من الشعب المصري بشكل غير مسبوق للإطاحة بنظام خالف العقد الذي أبرم بينه وبين الشعب وبما أنه لم يكن لدينا أداة ديمقراطية للتغيير فلقد استخدم الشعب حقه الأصيل لتغيير النظام وبالتالي فإن هذا الوضع المفاجئ لثورة 03 يونيو أربك حسابات كل العالم وعلي وجه الخصوص الولايات المتحدة والذي أربك حساباتها أكثر من اللازم.
وأضاف: إذا ما نظرنا للعلاقة التي كانت سائدة بين أمريكا والإخوان قبل الثورة وإلي الأوضاع في الشرق الأوسط ككل سنجد تفسيرا لهذا الأمر فمن ناحية الولايات المتحدة الآن تمر بمرحلة جديدة في إعادة صياغة مواقفها الدولية واتخذت قرارا بتركيز ثقلها الاستراتيجي في آسيا والباسفيك لأن هذه المنطقة تمر بتغيرات وهناك دول عملاقة كالصين تبرز عسكريا واقتصاديا وهناك بؤر توتر وبما أن هذه المنطقة حيوية وهامة للولايات المتحدة فإنه ليس من السهل عليها التواجد بكثافة في أكثر من منطقة ومن ثم فإن الإدارة الأمريكية ترغب في تخفيف وجودهم في منطقة الشرق الأوسط ولكن مع إقامة ترتيبات تضمن للولايات المتحدة استمرار مصالحها مؤمنة في المنطقة بعد تخفيف تواجدها ومن هنا نتفهم الانفراج المفاجئ مع إيران ومبادرة إعادة تنشيط مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية والمواقف المعلنة مع سوريا والعراق وإعادة تستيف المنطقة ومصر كانت محور هذا المشروع ولذلك فقد اطمأنوا لعلاقتهم مع الإخوان المسلمين لتحقيق هذه الأوضاع ولاسيما بعد تجربتهم في الاتفاق الذي تم بين حماس وإسرائيل واعتبروا الإخوان عنصرا داعما للسياسة الأمريكية في المنطقة.
بخلاف ذلك هناك أيضا عنصر هام هو أن اعتماد الولايات المتحدة علي بترول الشرق الأوسط سوف ينتهي تماما بحلول عام 7102 فسوف تصبح الولايات المتحدة هي المصدر الأول للغاز والبترول مع حلول هذا التاريخ نتجه لاكتشافات جديدة بالولايات المتحدة.
ومن ناحية أخري فإننا إذا رجعنا لما تروج له الولايات المتحدة بما يعرف بالشرق الأوسط الكبير والفوضي الخلاقة والتي تنتهي بإعادة تركيب منطقة الشرق الأوسط بحيث تصبح إسرائيل محاطة بأنظمة هزيلة أو صديقة فإذا ما نظرنا لأجندة الإخوان المسلمين والتي تقوم علي نفس الفكر بالسعي لإقامة الخلافة الإسلامية وعلي الإيمان بمنطق الدويلات مما جعل الولايات المتحدة تطمئن لهم بحيث أن وجودهم سوف يحقق المصالح الأمريكية الحالية وفي المستقبل ومن هنا كانت ثورة 03 يونيو صدمة للولايات المتحدة وهذا يفسر التخبط الذي اتسمت به المواقف الأمريكية في الفترة الأخيرة ويوضح لنا حجم الاضطراب الذي اتسمت به الحسابات الأمريكية.
إعادة الحسابات
وأوضح السفير رؤوف سعد قائلا: في تقديري الشخصي فإن الولايات المتحدة الآن تعيدحساباتها وتدرك بأن ماحدث في مصر ثورة حقيقية ولايمكن عودة العجلة للوراء لأن مصر ماضية في طريق تنفيذ خارطة الطريق ولن تتراجع عنها.
وأضاف مساعد وزير الخارجية السابق موضحا: شيء آخر لابد أن نشير إليه في هذا النطاق وهو أن الموقف الأمريكي من ثورة 03 يونيو أثار استياء عدد من دول الخليج العربي وعلي رأسها السعودية والكويت والإمارات وهنا لابد أن نشير إلي الموقف الخليجي الداعم لمصر يعتمد علي مصالح حقيقية فالدول الخليجية أدركت أن استمرار الإخوان في الحكم بمصر يشكل خطرا مباشرا ليس علي مصر فقط بل علي مصالحهم أيضا ولذلك فإن استياء هذه الدول من الموقف الأمريكي من ثورة 03 يونيو لأنهم يدركون بأن الإخوان مصدر داعم للإرهاب في المنطقة ولكل التنطيمات التكفيرية والجهادية فكيف تعلن الولايات المتحدة تأييدها لهم.. ومن هنا حدث تحول آخر هام بالمنطقة وهو إعادة هيكلة للعلاقات علي شكل ثلاثي فيما بين مصر وروسيا ودول الخليج حيث ظهر جليا التلاقي في مواقفهم.
وقال السفير رؤوف سعد: هناك معطيات ومتغيرات جديدة في المنطقة لم يظهر شكلها النهائي بعد فهناك انفراج في الملف الإيراني وهناك تساؤلات عن الشكل الذي سيكون عليه الدور الإيراني في المنطقة وهناك تقارب بين دول الخليج ومصر وهناك بروز للدور الروسي ولدور الصين والهند كدول فاعلة وقوية داخل المنطقة والولايات المتحدة تدرك أن ابتعادها عن الشرق الأوسط قد يترك فراغا تملؤه قوي أخري مثل روسيا وكل هذه مؤشرات إيجابية تدفع الولايات المتحدة لإعادة حساباتها وترتيب أوراقها مرة أخري في علاقاتها مع مصر والتي تدرك بأنها دولة مركزية في المنطقة والابتعاد عنها يضر بالمصالح الأمريكية.
ولا ننسي بأن الأجندة تختلف مابين الكونجرس والإدارة الأمريكية فهناك دعم سياسي واضح في الأول عما تتمتع به الإدارة ولكن في نهاية الأمر فإن الولايات المتحدة وهي تمر بمرحلة ضعف اقتصادي ونقص في القدرات علي أن تلعب الدور الأوحد والفاعل في النظام الدولي فإنني أتوقع أن يحدث تحسن تدريجي في العلاقات بما يحافظ علي أكبر قدر من المصالح لكل من مصر والولايات المتحدة ويعطي مساحة للآخرين للتواجد في المنطقة دون تضارب أو صراع مباشر بين هذه الأطراف.
علاقة جغرافية سياسية
التعامل مع الاتحاد الأوروبي يختلف عن التعامل مع الولايات المتحدة فالأخيرة هي دولة واحدة أما الاتحاد الأوروبي فهو يتشكل من دول متعددة تختلف في اتجاهاتها في التعامل مع منطقة الشرق الأوسط ولذلك يصبح من السهل استمالة الكثير من الدول الأعضاء لمساندة الموقف في مصر وفي المنطقة فما هو تعليقكم علي ذلك؟
- الاتحاد الأوروبي بالرغم من أنه تكتل فوق قومي ويضم داخله 29 دولة إلا أن الدول الأعضاء بداخله مازالت تقوم بمهمة صنع السياسة الخارجية بصفة منفصلة وبالرغم من أن هناك تقدما في هذا الاتجاه بما يعرف بمنصب وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي إلا أن مواقف الاتحاد الأوروبي في نطاق السياسة الخارجية ليست بالقوة الكافية وأضعف من مواقف الدول الأعضاء بداخلها علي مستوي السياسة الخارجية.
الأمر الثاني أن علاقة الاتحاد الأوروبي بمصر والشرق الأوسط هي علاقة جغرافية سياسية لأن المنطقة تشكل الضفة الجنوبية للبحر المتوسط وللاتحاد أي أن هناك ارتباطا مباشرا بين مايحدث في مصر وأوروبا وهنا يكمن الاختلاف فيما بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لأن الأخير يهتم بدرجة كبيرة بالاستقرار في منطقة جنوب المتوسط لأن أي اضطراب في هذه المنطقة لابد أن ينعكس سلبيا عليه.
وإذا نظرنا فيما حولنا فسوف نجد أن الاتحادالأوروبي بالرغم من كونه قزما سياسيا في الأجندة السياسية المستقبلية إلا أنه اقتصاديا لديه علاقات مشاركة مع الكثير من مناطق العالم في آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا ومنذ سنوات يسعي الاتحادالأوروبي لإقامة منطقة حرة مع مجلس التعاون الخليجي ولديه مشروع عالمي لكي تصبح القارة الأوروبية كتلة واحدة بحيث تكون ذراعها الاقتصادية هي المدخل لتحقيق ذلك.
وأضاف السفير رؤوف سعد: ولا ننسي بأن أوروبا تستورد معظم مواردها من الخارج وهذا ينقلنا لعملية برشلونة واتفاقات المشاركة مع دول جنوب المتوسط والتي بدأت منذ عام 5991 ومن بينها اتفاق المشاركة مع مصر وبالتالي جاء اهتمام الاتحاد الأوروبي بالاستقرار في المنطقة.
وفيما يتعلق بالمواقف الملتبسة من قبل الاتحاد الأوروبي تجاه ثورة 03 يونيو في مصر فقد يرجع ذلك إلي أن هناك أمورا استقرت في وجدان الشعوب في أوروبا مثل تقديس المبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان بحرفيتها ومن هنا كان ذلك ما أقلقهم ولكن كان عليهم التدقيق في معرفة المغزي من 03 يونيو والذي جاء بمثابة تكليف من الشعب المصري للمؤسسة العسكرية التي كانت هي الوحيدة القادرة علي تحقيق المهمة بحيث لا تقتصر آراؤهم علي الجانب النظري البحت للانتخابات الديمقراطية.
وعلي كافة الأحوال فإن مضي مصر قدما في تنفيذ خارطة الطريق وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية نزيهة وشفافة وفي إطار مراقبة وطنية ودولية سوف يمهد الطريق لدفء العلاقات مع الاتحاد الأوروبي في المرحلة المقبلة فمصر لابد أن يكون لها شركاء في التنمية والاتحاد الأوروبي واحد من أهم هؤلاء الشركاء والمشاركة لاتعني مساعدات ومعونات فقط بل الأصل في هذه المشاركة الاستفادة منها في إحداث إصلاحات هيكلية اقتصادية وتقدم تقني علي مستوي عال أي أن تستخدم العلاقات مع الاتحاد الأوروبي كرصيد هام في دفع عجلة التنمية الاقتصادية بمصر.
الملف الأفريقي
لقد أحدثت جولة وزير الخارجية نبيل فهمي في أفريقيا أخيرا نتائج هامة وبدأت مصر في العودة بقوة للقارة السمراء ولأول مرة ينص في بيان قمة الكوميسا علي بند يدعو للعودة السريعة من قبل الاتحاد الأفريقي لمصر وبصفتكم لمستم ذلك من خلال جولة في الدول الأفريقية عقب قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي بتعليق أنشطة مصر في الاتحاد هل تتوقعون عودة مصر قريبا لممارسة نشاطها في الاتحاد وكيف يمكن معالجة أزمة سد النهضة مع أثيوبيا في ظل تصلب أديس أبابا بمواقفها كما يبدو من تصريحات المسئولين الأثيوبيين؟
- قال السفير رؤوف سعد خلال الفترة الماضية أحد المبعوثين الرئاسيين لدول القارة السمراء خلال حواره مع آخر ساعة: إنني أري أن الملف الأفريقي لابد أن يتجاوز مرحلة الأزمات فعلاقاتنا الأفريقية لها جذورها القوية الممتدة وخلال فترة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ومساندة مصر لحركات التحرر الأفريقية حققنا إنجازات هائلة وهي الوحيدة الباقية حتي الآن في الوجدان الأفريقي وقد حدث تباطؤ في استثمار هذه العلاقة فنحن جزء أصيل من هذه القارة وهم يتطلعون لدور كبير لنا هناك وقد كانت هناك ظروف كثيرة أدت بالابتعاد عن أفريقيا وخلاصة القول فإن هناك عاملا نفسيا كجزء من المشكلة يجب معالجته فهم يشعرون بنوع من التعالي وعدم الاهتمام ولا نستطيع أن ننسي موقفهم التاريخي عام 3791 وقطع علاقاتهم مع إسرائيل وكانوا ينتظرون منا في مرحلة مقبلة دعما مصريا وعربيا وتقديم مساعدات لدول القارة ولكن هذه العلاقات لم ترتق إلي مستوي توقعاتهم بالإضافة إلي توقف الزيارات الرئاسية من مصر منذ سنوات مما سبب لهم نوعا من الإحباط ولكن مصر مازال لها رصيد قائم لاينفد وإنني أتذكر أن أحد الزعماء الأفارقة خلال جولتي كمبعوث رئاسي لمصر منذ شهور قليلة أكد لي أنهم مازالوا ينظرون إلي مصر بأنها في قلب أفريقيا ومركز حركتها الرصيد موجود رغم اختلاف الظروف وعلينا أن نجتهد في هذا النطاق لأن الكثير من الأيادي القديمة والجديدة ممدودة الآن لدول القارة والتي تمتلك في أرضها ثروات وموارد ضخمة ومن ثم فإن علاقاتنا مع أفريقيا يجب أن تقوم علي ما يسمي بالدخول الجديد لأفريقيا أي تحرك حقيقي لإعادة الالتحام مع القارة السمراء لأنها تمثل لنا الظهير السياسي والاقتصادي والثقافي وعلينا ترتيب البيت من الداخل وإعادة صياغة الخارج بحيث يمثل الملف الأفريقي أولوية مرتفعة علي سلم الأولويات وإعادة تنظيم البيت من الداخل وتهيئة المناخ للعودة بقوة للساحة الأفريقية ليس مسئولية الحكومة فقط ولكنها حزمة من الإجراءات تجمع بين أجهزة الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني فهؤلاء من خلال حسن الإدارة يستطيعون تشكيل لوبي مصالح في أفريقيا ومسألة التعاون يجب ألا تقتصر فقط علي النواحي الاقتصادية بل إلي مجالات أخري مثل مجال مكافحة الإرهاب ولاسيما أن الكثير من الدول الأفريقية يعاني الآن من عودة للنزاعات وانتشار التنظميات الإسلامية المتطرفة ويمكن الالتحام معهم لمواجهة ظاهرة الإرهاب التي عادت للانتشار من جديد في الشرق الأوسط وأفريقيا.
علاقة جديدة ناضجة
ماذا بشأن التحول الجديد في موقف جنوب أفريقيا من مصر وهو تحول إيجابي اتضح من خلال زيارة مبعوثي الرئاسة أخيرا لمصر وماذا بشأن أزمة سد النهضة؟
- مصر خلال فترة عبدالناصر كانت تمثل الزعامة في أفريقيا بلا منافس فقد كانت تمثل أكبر اقتصاد وأكبر معدل في التقدم التكنولوجي ثم إن دولة جنوب أفريقيا فيما بعد القضاء علي النظام العنصري فإن مانديلا بذكائه وحكمته استطاع أن يحافظ علي الأساس الاقتصادي الذي حققه المستوطنون هناك وأن يمنع حدوث حرب أهلية علي أرضها وأن يجعلها دولة ذات ثقل سياسي واقتصادي في جنوب القارة ولا ننسي أن جنوب أفريقيا كانت دولة نووية وقامت بالاستغناء عن هذه الأسلحة طواعية.
وهنا يجب أن نؤكد أن الحديث عن المنافسة بين مصر وجنوب أفريقيا هو حديث ساذج ويجب أن يتوقف وعلينا ألا نهتم بما يقال في هذا الشأن ولا نلقي بالا إلا بذلك المبعوث الذي حضر من جنوب أفريقيا لكي يعطي رسالة هامة لمصر وهي تعني تحولا إيجابيا في المواقف وتأييدا لمصر في معركتها لمواجهة الإرهاب ومن الممكن أن نستفيد من جنوب أفريقيا في العمل علي إيصال حقيقة الموقف المصري من سد النهضة وهي أن مصر لاتريد الإضرار بحق أثيوبيا في التنمية ولاتمانع في حقها في إقامة السدود ولكن علي أساس عدم الإضرار بحصتنا التاريخية من مياه النيل.
وبالتأكيد هناك حل فني لمشكلة سد النهضة ولا ننسي التأثير السلبي للمؤتمر السري العلني خلال فترة الرئاسة السابقة ونحن كمصر لابد أن نتحلي بالصبر ونواصل عملية الحوار وأعتقد أن جولة وزير الخارجية نبيل فهمي الأخيرة تصب في عملية بناء الثقة مع الدول الأفريقية ومع إزالة الحاجز النفسي سوف يصبح من السهل حل أزمة سد النهضة ونحن كمصر ندرك أن أثيوبيا تعاني منذ سنوات من أزمة في الطاقة وبناء السد بالمقاييس الأولي كان لايضر بحصتنا من المياه ولكن الحديث عن تخزين 37 مليون متر مكعب من المياه مما لاشك فيه له أخطاره علي المنطقة ويضر بحصتنا من المياه وأعتقد أنه من خلال بذل المزيد من الجهد يمكن حل هذه الأزمة من خلال الحلول السياسية والأمنية بما يصل بنا إلي بر الأمان.. إن مصر ماضية في خارطة الطريق ونحن مقبلون علي مرحلة جديدة وأصبح واضحا بأن قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي بعودة مصر لأنشطة الاتحاد سوف يصدر إن آجلا أو عاجلا وقد آن الأوان لبناء علاقة جديدة ناضجة مع الدول الأفريقية في إطار من المصالح المشتركة وبما يخدم الجميع.
في نهاية الحوار بماذا ترون مواقف دول في المنطقة مثل قطر وتركيا وإن كان يقع علي الأولي اللوم الأكبر بصفتها دولة عربية شقيقة؟ وكيف يمكن التعامل معهما؟
- قال السفير رؤوف سعد: علينا ألا ننسي بأن قطر دولة عربية وأننا سنظل بالنسبة لشعب قطر الشقيق الأكبر وإذا كان المسئولون هناك لهم أغراض وأهداف ونوايا سيئة تجاه مصر فسوف يحاسبهم عليها شعبهم ولكن هناك حقيقة هامة لابد أن يدركها كل من قطر وتركيا هي أن ثورة 03 يونيو رسالة قوية وواضحة تؤكد أن الشعب المصري جزء أساسي في المعادلة كما أن هناك رسائل عديدة وصلت إلي قطر وضغوطا من دول الخليج ذاتها مضمونها أهمية أن تدرك حكومة قطر بأن مصلحة الدول العربية في قوة مصر وليست في ضعفها.. وفيما يتعلق بتركيا فإن النظام الحاكم هناك له مرجعية دينية تختلف عن هوية تركيا العلمانية وبالتالي فإن انكسار الإخوان بعد ثورة 03 يونيو في مصر تنظر إليه حكومة أنقرة بريبة وخاصة أن هناك تقاربا بين أجندة النظامين ومايحدث في تركيا الآن هو عملية تصحيح ذاتي من الداخل.
وعلي كافة الأحوال وكما أشار السفير رؤوف في ختام حواره فعلينا في مصر ألا ننشغل بكل ما يحدث من حولنا والرد علي كل هذه المهاترات يكون من خلال السير قدما في طريق خارطة المستقبل وإعادة ترتيب للبيت من الداخل علي أساس قوي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.