أجرت إذاعة " صوت روسيا " اليوم، حوارا مع السفير المصري السابق لدى موسكو "رءوف سعد"، تناولت فيه سلسة الاضطرابات السياسية وخيبة الأمل التي ضربت أصداقاء مصر في الغرب، حيث إن القاهرة بصدد مراجعة أولويات سياستها الخارجية، وتعزيز العلاقات مع دول شرق محيط الأطلسي وخاصة روسيا، وتوضيح أسباب اختيار القاهرة للتقارب مع موسكو. وتعليقا على علاقات مصر مع الغرب، قال "رؤوف سعد":" فقدت واشنطن مصداقيتها نتيجة لموقفها الغامض والمتناقض تجاه الحكومة المصرية، كما أن حكم الإخوان المسلمين كان مناسبا للولايات المتحدة لزعزعته الاستقرار في مصر، وسقوط نظام محمد مرسي بسرعة، ترك أمريكا في موقف محير". وأضاف "رؤوف":" في رأيي، فإن الولاياتالمتحدة مترددة وقلقة بشأن الصفقات الجديدة مع مصر، فقد وضعت الثورة المصرية واشنطن في وضع محرج، فهي لا تعرف ماذا يمكن أن تفعل في الخطوة القادمة". وذكر السفير المصري أنه من السهل تفهم قلق واشنطن، حيث رأت جماعة الإخوان المسلمين أداة ملائمة للسيطرة على مصر، وبعد سقوط "مرسي" ضعف نفوذها، مؤكدا أن مصر يجب أن تبدأ بناء سياسة خارجية مستقلة خاصة بها. وأوضح:" إذا تعاملنا مع مشاكلنا ونحن نعتمد على وجهات النظر الخارجية والخطط الأجنبية أو التدخل الأجنبي، فإن العواقب ستكون خطيرة بالنسبة لنا، حيث ينبغي اتخاذ كافة القرارات داخل البلاد". كما أكد "رؤوف" أهمية التقارب بين مصر وروسيا، أولا لأن موسكو لديها اتجاهات واضحة لتوسيع الحوار في منطقة الشرق الأوسط، وأيضا لإدانتها الراديكالية الدينية، وتتخذ موقفا واضحا حول الوضع في سوريا. وأشار السفير السابق إلى أن:" روسيا تدرك وتعرف أي نوع من التهديد يحوم فوق المنطقة، وهو ما يفسر موقفها تجاه ما يحدث في سوريا، وهو موقف يعكس عمق ما يجري". وأعرب "رؤوف" عن أمله في استقرار الوضع في مصر قريبا، ليتمكن السياح الروس الاستمتاع بعطلاتهم في منتجعات البحر الأحمر دون الخوف على سلامتهم.