في خطوة اعتبرها البعض متأخرة.. والبعض الآخر رآها ردة في أسلوب معالجة المعارضة السورية للتحالفات ضد النظام السوري.. أعلنت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر مع قوي الحراك السوري عن تصنيفها لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا علي أنها »جماعة« وتنظيم إرهابي.. والخطوة جاءت بعد مفاوضات مع أطراف عربية وإقليمية ودولية.. وربما صفقات مع بعض دول الخليج.. لحصر الجماعة في نطاقها الضيق.. والأهم حصر خريطة المعارضة السورية في الجيش السوري الحر وقوي الحراك المعارضة.. بعدما أقصي من قبل الجماعات التكفيرية الجهادية وأبرزها: »النصرة« و»داعش«. والغريب أن بيان اعتبار الجماعة إرهابية.. جاء بعد أن استنفدت القوي الثورية السورية المعارضة.. كل الوسائل والطرق السلمية.. مع الجماعة.. وردعها عن القيام بدور »المحلل« في الصراع السوري السوري.. وممارستها غير الأخلاقية والبعيدة تماما عن كل من مبادئ الدين الإسلامي والأجندة الوطنية السورية. ولم تكتف الجماعة بذلك.. علي حد قول الجيش السوري الحر بل بثت روح الفتنة.. وسعت للتخابر مع جهات معادية لسوريا وللدولة وللشعب.. وتآمرت علي القوي الوطنية المعارضة للنظام.. بهدف السيطرة أخيرا علي كل مفاصل الدولة وإمكانياتها! ويضاف لكل ذلك سرقتها المستمرة لأموال الإغاثة الإنسانية لأبناء الشعب السوري.. وتحويلها لمال يخدم أغراضها السياسية. اتهامات أخري.. وجهتها جماعات الحراك السوري بالتعاون مع الجيش السوري الحر.. لإخوان سوريا. أبرزها: استيلاؤهم علي الأسلحة والذخائر القادمة للمعارضة من الداخل من غنائم الجيش النظامي.. ومن الخارج من بلدان مجاورة خليجية ومن تركياوالعراق وغيرها.. وحجب تلك الأسلحة ومنعها عن باقي قوي المعارضة.. المدافعة عن الشعب السوري. وكذلك.. ادعاء أن الجماعة هي أكبر فصيل للمعارضة السورية ضد نظام بشار.. وسعيها للاستيلاء علي كل شيء داخل البلاد وتوجيهه لمصالحها الخاصة.. كما كان يحدث مع الجماعة في مصر.. أثناء ثورة 25 يناير عام 2011 وبعدها.. وحتي استطاعت الاستيلاء علي الثورة.. والقفز علي حكم مصر كلها.. بعد ذلك. والجماعة بذلك وحسب معتقدات باقي أطياف المعارضة.. ليست المعبر الوحيد عن الشعب السوري أو عن المعارضة للنظام.. بل إن هناك جماعات إسلامية - أو هكذا تدعي لاتعترف أساسا بوجود الإخوان في سوريا.. بل إن بعضها يعتبرها متعاونة مع النظام.. ومعارضة للدين الإسلامي والمعارضة الشريفة.. ومن هذه الجماعات: جبهة النصرة السورية التي تستلهم مبادئها من تنظيم القاعدة.. و»داعش« أي تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية. ومن هنا.. دعت هذه الجماعات.. حتي قبل بيان الجيش السوري الحر مع قوي الحراك.. إلي حل كل الأجنحة العسكرية للإخوان في سوريا.. وكذلك الأجهزة والمقرات الأمنية التابعة لها.. داخل البلاد وعلي الحدود مع كل من: الأردنوالعراقوتركيا.. ومصادرة كل مخازن الأسلحة والذخائر التابعة لها. مع إعطاء الفرصة كاملة لكل العسكريين التابعين للإخوان إما بالتسريح دون معاقبة، أو الانشقاق والانضمام لباقي قوي المعارضة ضد نظام بشار الأسد. وبالفعل.. أعلنت قيادات الجيش الحر وقوي الحراك وجماعات سورية معارضة أخري.. عن قوائم بأسماء بعض قيادات الإخوان العسكريين ومن السياسيين.. من المطلوبين بل وانتظار بعضهم علي الحدود وإلقاء القبض عليهم.. بمجرد دخولهم للأراضي السورية. ماذا يعني ذلك؟ - يعني.. أن المعارضة انقلبت علي فصيل هام بالمعارضة ومهما اختلفت أو اتفقت معه.. فهو فصيل له وجوده الملموس علي التراب السوري.. وله قواعده السياسية.. ومؤيدوه السوريون.. ومن هنا كان القرار أيضا متضمنا.. القبض أو تضييق الخناق ليس علي أعضاء الجماعة فقط.. بل علي المتعاطفين معها! وخاصة هؤلاء المنتمين للتنظيم الدولي للإخوان.. ومنع دخولهم لسوريا أو تقديمهم أي دعم للإخوان السوريين سواء كان: ماديا أو معنويا، مع إخطار كل البلدان العربية بالالتزام بذلك طبقا لاتفاقية مكافحة الإرهاب لعام 1998.. والتي وقعت عليها معظم الدول العربية. والمهم هنا.. أن بيان الجيش السوري الحر مع قوي الحراك السوري المعارضة لنظام بشار تتضمن أسماء 40 عضوا من الجماعة داخل سوريا وخارجها.. من المطلوبين وهنا يبقي السؤال مطروحا بصرف النظر عن معارضتك أو تأييدك للإخوان بكافة فصائلهم.. إذا كان هذا هو الوضع في سوريا والحرب مازالت دائرة بلا نهاية متوقعة.. فكيف سيكون في سوريا الجديدة.. بعد رحيل نظام بشار: طال الأمد أم قصر؟