تكفير الآخر أينما كان وكيفما كان.. تشدد ومزايدة في الشكل والمظاهر يتجاوزان العقيدة ذاتها ومن ثم الخروج عليها الذي أسفر عن العنف الفادح والاستبداد هذا ما يبرزه المبدع المستنير وحيد حامد في مسلسله حيث يلوذ بجذور الجماعة فيسكب الضوء الفاضح لما نحصد ثماره الفتاكة اليوم. فهي هي اللعبة عملية احتكار الحق، الفضيلة، العدالة فالكل آثم يغوص في يم آسن باستثناء الجماعة التي من حقها التفتيش في الضمائر، النفوس والشكل، الترويج للنقاب والحجاب وأبلسة الآخر والنأي عن الجوهر. ومن عباءة حسن البنا، أو الإخوان كان سيد قطب وشكري مصطفي، الزمر ، الإسلامبولي، الظواهري، كانت التكفير والهجرة، الجهاد، الناجون من النار كان اغتيال النقراشي، فرج فودة ومحاولة اغتيال نجيب محفوظ أثمن ثروات مصر، كانت شهوة الهيمنة، العظمة والزعامة التستر وراء العقيدة المقدسة لتحقيق كل مأرب وضالة منشودة شجرة لا ترويها إلا الدماء! إن أخطر فاشية تلك المتربصة وراء الدين. كما يبدو في المسلسل فإن حسن البنا الطفل شغوف بلعبة المؤمنين والكفار المغلفة بالعنف منذ إشراقاته الأولي وافتعال وجود كفار وعداوة متخيلة. والسؤال يفرض نفسه هل الضمير، الخير والفضيلة والتدين الوسطي الصادق، الأصيل لم يكن لدي المصريين فيما مضي قبل أن يتحول الملايين من الشعب إلي الإخوان والوهابيين!!! العقيدة تحولت علي أيدي الدعاة الجدد ومن اخترقوا كل مجالات الحياة إلي مجرد كلام وأزياء. أما المسلسل فترصعه عناصر فنية فاتنة فموسيقي عمر خيرت تلتحم بعمق آسر مع جوهر النص والأحداث فالافتتاحية تحاكي مطرقة هي من الجحيم آتية، أشبه بإنذار أو استغاثة أخيرة للخطر الداهم، المحدق بكل ما هو تنويري، عقلاني وجميل، ثم تنساب الموسيقي تتماوج مع الغفلة الممتعة للحياة وتعود ليدق ناقوس الكارثة في محاولة إيقاظ وصحوة إن لم تقع فالكل ماض إلي هوة معتمة فاغرة فاها سوف تبتلع الأخضر واليابس وسوف يكون السقوط مروعا.