د. حازم عطية الله الفيوم من المحافظات الأكثر قربا من القاهرة وتمتلك كل المقومات السياحية من ثقافية وترفيهية.. وبيئية وكذلك بها العديد من المناطق الصناعية كما أنها تصدر لأوربا نباتات طبية وعطرية بنصف مليار جنيه سنويا.. إلا أنها تواجه العديد من المشاكل خاصة مشكلة الري والصرف الصحي ونقص فرص العمل والتعدي علي الأراضي الزراعية.. فهل هناك خطة لمعالجة هذه المشاكل؟ وما هي أهم المشروعات التي يتم تنفيذها الآن بالمدن والقري؟ وهل هناك مخطط للتنمية السياحية لبحيرة قارون؟ التقت »آخر ساعة« بالدكتور حازم عطية الله محافظ الفيوم للتعرف علي الحلول المناسبة للمشاكل التي تعاني منها المحافظة.. في البداية يقول مشكلة نقص مياه الري من أوائل المشاكل التي التقيت بها في الفيوم مع المواطنين وأكد لي الفلاحون أن المشكلة تتركز في نهايات الترع حيث إن المياه كالمعتاد تروي المساحات الزراعية الموجودة في بداية الترع بكل زمام الفيوم.. وبالفعل بعد دراسة مستفيضة وبالتعاون مع وزارة الري تم التوصل إلي حل هذه المشكلة من خلال إنشاء محطة لتنقية مياه الصرف الزراعي ومياه الصرف الصحي وإعادة ضخها بالترع وذلك بتكلفة قدرها 75مليون جنيه وبالتالي سوف يتم حل مشكلة نقص مياه الري. ويضيف الدكتور حازم عطية الله أن مياه الصرف الصحي كان يتم إلقاؤها ببحيرة قارون بعد خلطها بمياه الصرف الزراعي الذي يعرف »بالبطس« مما يؤدي إلي نفوق الأسماك بالبحيرة وتلوثها.. أيضا هذا التلوث كان له تأثير مباشر يمنع التنمية السياحية ويؤثر علي البيئة.. لكن بعد الانتهاء من مشروع معالجة مياه الصرف الصحي والزراعي سيتم علاج هذه المشكلة تماما.. علما بأن كمية مياه الصرف الصحي التي تصب بالبحيرة تصل إلي 4.5متر مكعب في الثانية وهذه كمية كبيرة.. لذلك كان هناك تعاون من وزارتي البيئة والري لاستغلال هذه المياه المهدرة. مشروعات الصرف الصحي ويقول المحافظ إنه جار وضع برنامج زمني لإعادة هيكلة المشروعات المرتبطة بالصرف الصحي في المراكز والمدن والقري حيث تم تدبير 500مليون جنيه من وزارة المالية لإنشاء شبكات الصرف الصحي بالعديد من القري المحرومة والمناطق الشعبية وكذلك المناطق الصناعية مثل منطقة كوم أوشيم الصناعية ومنطقة كيمان.. وسوف يشعر المواطن الفيومي بتحسن كبير في تنفيذ مشروعات الصرف الصحي خلال الفترة المقبلة. ويضيف بالنسبة لمياه الشرب في الفيوم فهي متوفرة حيث تم إنشاء محطتين عملاقتين المحطة الأولي بمنطقة العزب بتكلفة قدرها 140مليون جنيه والمحطة الأخري بمدينة طامية بتكلفة قدرها 250مليون جنيه وهذه تخدم الكثير من القري والعزب الصغيرة وخلال المرحلة القادمة سيتم تدبير مبالغ مالية جديدة لزيادة خطوط المياه التي تغذي القري النائية. ❊ هل هناك مشروعات مقترحة وجار تنفيذها بالمدن والقري؟ يؤكد المحافظ أن هناك مشروعات تم طرحها وجار تنفيذها خاصة المشروعات الاجتماعية وذلك بالتعاون مع وزارة البيئة وهو مشروع إنتاج غاز البيوجاس للإشعال المنزلي ليكون بديلا للغاز الطبيعي وذلك من خلال روث الحيوانات.. حيث يقوم الفلاح بعمل »قبوة« تحت الأرض ويتم إدخال روث الحيوانات مع وضع كميات من الأملاح ويتم غلق القبوة جيدا مما يؤدي إلي حدوث تفاعل الأملاح مع روث الحيوانات مما ينتج عنه غاز البيوجاس الذي يتم ضخه إلي البوتاجاز المنزلي مباشرة من خلال خرطوم متصل بالقبوة وهذا المشروع المنزلي لا تزيد تكلفته علي ثلاثة آلاف جنيه لذلك سوف يتم التوسع في هذا المشروع بالتعاون مع وزارة البيئة حيث من المتوقع إنشاء 4500 وحدة جديدة بقري الفيوم لإنتاج غاز البيوجاس. كما أن هناك دعما للمشروعات التي يقوم بها الأهالي فهناك قرية تونس التابعة لمركز يوسف الصديق بالفيوم أو كما يسميها عشاقها »تونس الخضراء« والتي تكاتفت كل المقومات الطبيعية بها من مياه زرقاء وصحراء صفراء وأشجار خضراء.. حيث توجد في هذه القرية معظم الصناعات اليدوية مثل الفخار والسجاد والكتان وهناك الكثير من الصناعات التي تعتمد علي زعف النخيل وبعض المشغولات من الحلي.. لذلك هناك الكثير من الفنانين والأدباء من جنسيات مختلفة يتوافدون علي هذه القرية خاصة الإيطاليين والسويسريين للسكن بأراضيها وإطلاق عنان إبداعهم في أرجائها ولدعم هذه الصناعات وتشجيع الأهالي علي الإبداع في هذه القرية لجذب السياح قامت المحافظة بتخصيص قطعة أرض مساحتها 100 ألف متر مربع لإنشاء قرية متخصصة للصناعات اليدوية تم تجميع ورش الإنتاج المهتمة بالصناعات الحرفية مع تدريب الجيل الثاني بكلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان حتي لا ينقرض أصحاب هذه المهن النادرة. رصف وتجميل الطرق وهناك خطة تم وضعها لإعادة رصف وتجميل الطرق الرئيسية والفرعية بالفيوم بتكلفة قدرها 52مليون جنيه وبالفعل تم توفير الاعتماد المالي وجار تنفيذ الخطة.. لأن تجميل الطرق له دور كبير في جذب وتنشيط السياحة خاصة البرامج السياحية الوافدة من الخارج.. فالمحافظة حريصة أن تظهر بمنظر رائع أمام السياح. ❊ وماذا عن الاستثمار الصناعي؟ قال المحافظ لدينا 8 آلاف فدان في منطقة كوم أوشيم والتي تسمي بالمنطقة الصناعية.. وقد أنشئت منذ 20عاما وبها مساحات فضاء بين المصانع وجار استغلال هذه الفراغات في إنشاء مشروعات صغيرة للشباب ويتم تدعيم هذه المشروعات من قبل المحافظة لتشجيع الشباب في خلق فرص عمل لهم ولبعض العمال.. والدولة حريصة علي دعم المناطق الصناعية وإلغاء التعقيدات والروتين الإداري لتشجيع المستثمرين. النباتات العطرية يؤكد المحافظ أن النباتات العطرية والطبية أقبل عليها كثير من الفلاحين بعد أن بدأت الزراعة التقليدية تواجه مشاكل وتحديات عديدة مما جعل المزارعين يهتمون بالنباتات العطرية والطبية حيث تحقق لهم أرباحا طائلة قد تصل إلي نصف مليار جنيه سنويا لذلك قامت المحافظة بإنشاء مدارس حقلية لزيادة وعي وخبرة المزارعين المهتمين بمثل هذه الزراعة وسيتم خلال المرحلة القادمة الاهتمام أيضا بعمليات التصنيع الزراعي. يقول الدكتور حازم عطية الله أن التعدي علي الأراضي الزراعية مازال مستمرا وقد تم التعدي علي 25٪ من الأراضي الزراعية بالفيوم وتحويلها إلي مبان رغم تحرير محاضر للمعتدين علي الأراضي لذلك قامت إدارة حماية الأراضي بالفيوم بتكثيف الحملات علي الأراضي ومنع التعدي فورا وذلك بالتعاون مع الشرطة. ترميم الآثار ويضيف المحافظ أن الآثار بالفيوم كثيرة ومنتشرة بجميع أنحاء الفيوم حيث توجد آثار الدولة الوسطي (الأسرة الحادية عشرة والأسرة الثانية عشرة) كما توجد آثار ترجع إلي العصر اليوناني والروماني وكذلك ترجع إلي العصر القبطي والإسلامي.. وتم وضع خطة لإعادة ترميم معظم الآثار بالفيوم ولكن المشكلة في عدم توفير الاعتمادات المالية اللازمة وتم مخاطبة وزارتي المالية والآثار للحصول علي دعم مالي لإعادة ترميم هذه الآثار الهامة والنادرة. ❊ هل هناك مخطط للتنمية السياحية لبحيرة قارون؟ قال المحافظ: لقد قطعت التنمية السياحية شوطا كبيرا بالفيوم حيث تم تخصيص أماكن للخدمات السياحية لإضافة مقصد سياحي داخل مدينة الفيوم كما تم إنشاء المركز الحرفي بمنطقة عين السيليه وقاعات لعرض المنتجات السياحية كما تم تطوير كورنيش البحيرة حيث تبلغ مساحة بحيرة قارون 55 ألف فدان وجار تطوير معظم الأماكن المحيطة بها وتشجيع إقامة الفنادق الصديقة للبيئة لتشجيع الوفود السياحية علي الإقامة بالفيوم وتوفير فرص عمل للشباب للعمل بهذه الفنادق. وتم إقامة محمية طبيعية بجنوب بحيرة قارون تأتي إليها الطيور المهاجرة كل عام من جميع أنحاء العالم وهي طيور فريدة من نوعها وهناك سياحة مراقبة الطيور المهاجرة حيث هناك عدد كبير من السائحين يترقبون الطيور المهاجرة ومتابعتها وإعداد أبحاث جديدة عن هذه الطيور. ولقد أكد لي هشام زعزوع وزير السياحة خلال زيارته للفيوم أن محافظة الفيوم ستكون المقصد السياحي الأول للسياحة الداخلية في مصر. ❊ هل هناك تقدم ملموس للرعاية الطبية بالفيوم؟ يؤكد المحافظ أنه جار تطوير معظم الوحدات الصحية بالقري وكذلك المستشفيات العامة وإضافة أقسام جديدة للعلاج بهذه المستشفيات.. بالإضافة إلي إقامة وحدات غسيل كلوي جديدة بمراكز ومدن المحافظة تعالج المواطنين الفقراء بالمجان.. كما أن هناك دعما للقوافل الطبية التي تجذب القري وتقوم بالكشف علي المواطنين وصرف العلاج بالمجان والقيام بتحويل الحالات الحرجة إلي مستشفيات القاهرة ومتابعتها. وأثناء حوار »آخر ساعة« مع المحافظ جري حديث تليفوني بينه وبين مستر مانفرد بيتال عالم المصريات النمساوي وعميد معهد المصريات بجامعة ڤينا ورئيس بعثة الآثار النمساوية بالقاهرة وذلك باللغة الألمانية وكان موضوع الحديث الاطمئنان علي أحوال مصر عقب الأحداث الأخيرة الجارية.. وقد أكد المحافظ له أن الدولة حريصة ومصممة علي المضي في تنفيذ خارطة الطريق للوصول بالبلاد إلي بر الأمان وفي نهاية الحديث أكد مسترمانفرد بيتال أن ما يحدث الآن في مصر هو بداية النهاية للإرهاب.