يعيش مزارعو محافظة الفيوم, أوضاعا سيئة وبائسة, بسبب نقص مياه الري في عدد من مواقع مراكز وقري المحافظة وخاصة التي تقع في نهايات الابحر والترع, حيث تعرض آلاف الأفدنة للبوار فيما لجأ بعض المزراعين إلي حصد محصول القمح قبل نضوجه, وبيعه كعلف للماشية, وبسبب توقف مياه الري عن أراضيهم تماما, ويرجع المزارعون أسباب تدهور أوضاع مياه الري بالمحافظة إلي التعديات علي فتحات الري, الامر الذي قد ينذر بتدمير ثروة زراعية هائلة اشتهرت بها محافظة الفيوم, حيث تعد الزراعة هي المهنة الأولي والأساسية بالمحافظة. وتزداد الشكاوي من نقص مياه الري في القري والمناطق النائية وبعض القري لا يدخلها مياه ري تماما, مما جعل الحالة الاقتصادية للمزارعين والفلاحين صعبة للغاية, مما يفقد المحافظة ثروة غذائية ضخمة. كما أن مياه الري تتسبب في العديد من المشاجرات بسبب أولوية الحصول علي مياه الري, وقد لقي العديد من أبناء المحافظة مصرعه لهذا السبب, ولم تجد الارض الظمآنة سوي دماء أصحابها لترتوي بها. وقد رصد الاهرام المسائي, مشكلة مياه الري في عدد كبير من مراكز وقري محافظة الفيوم, للتعرف علي مشكلة المزراعين مع مياه الري, وقد أجمعوا أن سبب المشكلة هو تعديات علي مياه الري لصالح أراضي ليس لها مقننات لمياه الري. ويضيف شعبان صالح جودة من القريةالأولي ان نقص المياه تسبب في خسائر فادحة علينا وضياع مجهودنا في زراعة الارض ويؤكد ان ترعةالجمهوريةمقسمه الي اجزاء لري كافة الاراضي الزراعية من بداية طريق الفيوم- القاهرة وحتي القريةالاولي المشهورة باسم الهيئة إلا أن الحقيقة تؤكد ان المياه لا تصل نهائيا للأراضي. ويؤكد أحمد عبد الله أحد المزارعين, أن حالة من الغضب وخيبة الأمل يعيشها أكثر من10 ألاف مواطن بقري الجمهورية وناصر والعمال بمنطقة كوم أوشيم بالفيوم, بسبب بوار ما يقرب من7 ألاف فدان, بسبب تعديات صارخة علي أراضي أملاك الدولة بدون وجه حق, في مساحة7 آلاف فدان, الأمر الذي ترتب عليه اغتصاب هولاء المتعدين علي الاراضي من كبار المسئولين في الدولة ومنهم وزير الري الأسبق وعدد من الفنانين وأعضاء مجلس الشعب السابقين وبعض المستشارين والضباط علي حصص مياه الري واستولوا عليها بالمخالفة ويبقي الفلاحين البسطاء أصحاب الاراضي الشرعيين دون مياه لري أراضيهم الأمر الذي أدي إلي جفاف ترعة الجمهورية. كما يعيش مزارعو قري مركز أبشواي بمحافظة الفيوم, حالة من الغضب والسخط, بسبب نقص مياه الري, وخاصة في القري الواقعة علي نهايات بحر أبو جنشو, حيث تقل مياه الري وتنعدم في عدد من زمام الاراضي التابعة لقرية الصفراية, حيث أن عشرات الالوف من الافدانة مهددة بالبوار, كما اضطر المزارعون إلي شراء مياه المصارف الزراعية لري أراضيهم مقابل مبالغ مالية طائلة, حتي تحول بيع مياه الصرف الزراعي والصحي إلي تجارة رائجة بهذه القري. وأكد عيد سلام, أحد أهالي قرية الصفراية, إنهم لجئوا إلي عدد من المواطنين,يملكون ماكينات رفع,أمام مصارف الزراعية, حيث يقومون ببيع مياه المصارف الزراعية, ب6 جنيه للساعة وتكفي نصف فدان فقط, حتي وصلت قيمة ما يدفعه المزارع سنويا مقابل مياه الصرف الزراعي,60 ألف جنيه سنويا, بالإضافة إلي ما تسببه تلك المياه, من بوار الاراضي للارتفاع نسب الملوحة في تلك المياه مما يضر بالارض الزراعية ويضعف إنتاجية المحاصيل, وقد يؤدي مع استمرار الارض إلي بوار الارض نهائيا وتكون غير صالحة للزراعة. يذكر أن الفيوم تزرع26 ألف فدان قمح و16 ألف فدان قطن بالإضافة إلي زراعة15 ألف فدان نباتات عطرية وطبية سنويا وتصدر25% من انتاج مصر من المركبات العطرية والطبية إلي أوروبا وبعض الدول العربية مثل السعودية والإمارات, كما أن بها أكبر وحدة لإنتاج شتلات الطماطم علي مستوي الجمهورية حيث تتم زراعة60 مليون شتلة سنويا, ومع نقص مياه الري قد تتعرض كل تلك الثروة الزراعية للدمار. ومن جانبه أكد المهندس أحمد علي أحمد, محافظ الفيوم, إنه تم إفتتاح وتشغيل مشروع المصرف القاطع, في أوائل الشهر الجاري, حيث يحقق هذا المشروع الاتزان المائي لبحيرات الفيوم ويسهم في زيادة الرقعة الزراعية بالمحافظة, ويوفر كميات من مياه الري لخدمة المناطق التي لا يصلها المياه. ويذكر أن مشروع المصرف القاطع, تكلف حوالي470 مليون جنيه وتعتبر بحيرات قارون ووادي الريان من المحددات الرئيسية للتنمية حيث أنهما المصب الرئيسي لمياه الصرف الزراعي بالمحافظة, و تتلخص فكرة المشروع في عمل مصرف موازي لبحيرة قارون بطول54.12 كم و تصب به كافة المصارف مع إنشاء قناطر في أماكن تقاطعها مع المصرف الجديد و البحيرة للتحكم في كميات المياه الداخلةإلي بحيرة قارون ووادي الريان مما يحفظ التوازن المائي في البحيرتين, ويقضي المشروع علي مشكلة نقص المياه في غرب الفيوم والسماح بإنشاء مزارع سمكية و ضبط منسوب بحيرة قارون وزيادة معدل خلط مياه الصرف لحل مشكلة نقص المياه في نهايات الترع, وتعظيم الفرصة للاستصلاح50 ألف فدان جديدة. وأضاف محافظ الفيوم, أن المتوافر من مياه بالمحافظة يكفي لري430 فدانا فقط في حين أن المحافظة بها500 ألف فدان, بالإضافة إلي التعديات علي مقننات الري, ولكن تم التعامل مع بعض هذه المشكلات. رابط دائم :