حالة من الاستياء الشديد سادت مؤخرا بين مزارعي الدقهلية بسبب الندرة الشديدة في مياه الري مما يهدد آلاف الأفدنة بالبوار فعلي الرغم من حصول المحافظة علي المركز الأول في زراعة الأرز علي مستوي الجمهورية فإنها تعد من أقل المحافظات في حصة المياه مما يتسبب في حدوث الكثير من المشاجرات بين المزارعين خاصة في مناطق حفير شهاب الدين والقري الحدودية مع محافظة الشرقية ومنطقة السلام وبحر بني عبيد.. «روزاليوسف» التقت المزارعين واستمعت لشكاواهم. محمد السعيد عبدالغني 56 سنة مزارع بمنطقة حفير شهاب الدين يقول إن هناك أكثر من 28 ألف فدان مزروعة أرزا بالمنطقة منهم 3 آلاف فدان تعاني من عدم وصول مياه الري أو الصرف الزراعي أو الصحي إليها خاصة في منطقة ديل البحر لافتا إلي أنهم يعتمدون علي سيارات الكسح لري المشاتل وهو ما يؤدي إلي الإضرار بالتربة والمحصول. ويؤكد فؤاد السيد أنهم ملتزمون بحصة المياه المقررة لهم ورغم ذلك تحدث هذه الأزمة كل عام وهي مسئولية وزارتي الري والزراعة مطالبا المسئولين بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة للقضاء علي هذه المشكلة خاصة أن المزارعين مجبرون علي زراعة الأرز وذلك لأرباحة المرتفعة التي تساعدهم علي سداد أقساط الأراضي وتوفير احتياجاتهم وأسرهم. ويشير عبده السعيد من قرية السلام بمركز منية النصر إلي أنه يوجد أكثر من 25 ألف فدان منزرعة بالأرز والقطن وتعتمد كلها علي الري من ترعة المكباتي التي جفت المياه منها تماما وهو ما تسبب في تلف المحصول وخسارة المزارعين.. أضاف أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوي للمسئولين بالري والزراعة ولكن دون جدوي. ولم يختلف الوضع كثيرا في قري بني عبيد وميت فارس حيث يوجد بها أكثر من 10 أفدنة مهددة بالبوار وتلف المحصول ويقول رمضان محمد «مزارع» فإنهم يعتمدون علي مياه بحر بني عبيد في ري أراضيهم موضحا أنه علي الرغم من التزام المزارعين بزراعة المساحات المحددة بالأرز والقطن فإنهم لا يجدون المياه التي تروي أراضيهم وينتظرونها وهم نائمون علي جسور الترع والمصارف.. أضاف أنه لا يكاد يمر يوم إلا تحدث مشاجرة بين المزراعين حيث يقوم بعضهم بعمل جسور في الترع لتخزين المياه أمام ماكينات الري الخاصة بهم. ويلفت السعدني إبراهيم إلي أن عددا كبيرا من المزارعين تجمعوا منذ فترة وتوجهوا إلي بوابة مصرف كتشتز عند قرية بيلا بكفر الشيخ لتوسعة البوابة حيث يقوم المزارعون هناك بوضع عوائق لحجز المياه مؤكدا أنه لولا تدخل وكيل وزارة الري بالدقهلية وتهدئة المزارعين لحدث ما لا تحمد عقباه. من جانبه أكد المهندس عبدالخالق عطية وكيل وزارة الزراعة بالدقهلية أن المساحة المخصصة لزراعة الأرز بالمحافظة هذا العام تصل إلي 300 ألف فدان وهي المحافظة الأولي علي مستوي الجمهورية في إنتاج الأرز موضحا أن السبب الحقيقي وراء مشكلة عدم توفر مياه الري هو قيام بعض المزارعين بزراعة مساحات أكبر من المسموح لهم بها. وكشف المهندس وهدان بركات وكيل وزارة الري بالمحافظة عن أن الوزارة سوف تنتهي خلال الأيام المقبلة من دراسة مشروع المغذي لترعة الإصلاح من مصرف 3 بالمحافظة موضحا أنه سيتم البدء في التنفيذ مع بداية السنة المالية الجديدة وسوف يسهم في القضاء علي مشكلات نقص المياه في نهايات الترعة بمنطقة حفير شهاب الدين التي تقع بين محافظتي الدقهلية وكفر الشيخ. أضاف «وهدان» أنه سيتم الانتهاء من إحلال وتجديد بوابات مدار جمصة علي مصرفي 1 و2 مما سيساعد علي خفض المنصرف من مياه الصرف الزراعي إلي البحر والاستفادة منها كما سيتم الانتهاء من إحلال وتوسيع فم ترعة 15 مايو «زيان» للقضاء نهائيا علي مشكلة نقص المياه بمنطقة كلابشو.