حلقت قاذفات أمريكية من طراز بي 25 من قاعدة أندرسون الجوية في جوام عبر الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الشرقي - وذلك بعد أيام فقط من إعلان الصين تلك المنطقة اعتبارها مجالا للدفاع الجوي لها - فيما بدا أنه تحد مباشر للإجراءات الصينية الجديدة التي تنص علي الإخطار مسبقا وإعلان الهوية وخطط الطيران حيث قال البنتاجون إن الطائرات كانت في مهمة تدريبية مقررة منذ فترة طويلة، وأكد أن الولاياتالمتحدة ستواصل العمل فيما تعتبره المجال الجوي الدولي. وكانت الحكومة الصينية قد أعلنت سابقا أنها ستنشئ منطقة دفاع جوي فوق مجموعة من الجزر غير المأهولة في بحر الصين الشرقي من أجل حماية حقوق وسلامة أراضيها، كما أوضحت بكين أن الجيش الصيني سوف يتخذ »تدابير طارئة دفاعية« ضد الطائرات التي تدخل المنطقة بدون تحديد هويتها، وتعد الإجراءات الصينية الجديدة جزءا من حملة أوسع من جانب بكين لتأكيد سيطرتها علي البحار التي تحيط بها ومواجهة النفوذ الأمريكي في غرب المحيط الهادئ حيث كانت البحرية الأمريكية المهيمنة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية علي هذه المنطقة . وقد اتخذت الصين موقفا أكثر حزما في السنوات الأخيرة في الدفاع عن مطالبها باستعادة سلسلة من الجزر المتنازع عليها في بحر الصين، التي تزعم أيضا كل من اليابان وفيتنام الحق في امتلاكها . ومن جانبها قالت الولاياتالمتحدة إنها ستواصل عملياتها الجوية في المنطقة، ولن تعترف بالقيود الصينية الجديدة التي تتطلب من الطائرات التعريف بهويتها وإعلان خطة الطيران كما أصدر تشاك هيجل، وزير الدفاع الأمريكي، بيانا شديد اللهجة بعد ساعات من إعلان الاجراءات الصينية الجديدة، متهما الصين بشن محاولات لزعزعة الاستقرار وتغيير الوضع الراهن في المنطقة مشددا علي أن هذه الإجراءات من جانب واحد تزيد من خطر سوء الفهم والتقدير، وأصر علي أن وزارة الدفاع الأمريكية لن تسمح بأي شكل من الأشكال بتغيير الطريقة التي تنتهج فيها الولاياتالمتحدة العمليات العسكرية في المنطقة وأضاف هيجل أن معاهدة الدفاع المشترك تشمل جزر سينكاكو في إشارة غير مباشرة إلي أن الولاياتالمتحدة ستتدخل مع الجانب الياباني إذا ما حدث صدام علي الجزر مستقبلا، كما أبدت كل من كوريا الجنوبية وتايوان اعتراضهما أيضا علي إعلان الصين لمنطقة الدفاع التي تتداخل مع أجزاء من مجال الدفاع الجوي الخاصة بهما.