تبادلت واشنطنوبكين الخطوات التصعيدية، أمس الثلاثاء، على خلفية إعلان صيني مثير للجدل بوضع جزر متنازع عليها بين الصينواليابان، ضمن قطاع جديد للدفاع عن المجال الجوي الصيني. ووفقا لما جاء على شبكة "سكاي نيوز عربية" فقد قالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" إن طائرتين حربيتين أمريكيتين حلقتا حول الجزر الواقعة في بحر الصين الشرقي، دون إبلاغ بكين، في تحد للإعلان الصيني، في وقت أرسلت بكين حاملة الطائرات الوحيدة التي تملكها في مهمة تدريبية إلى بحر الصين الجنوبي. وقال المتحدث باسم البنتاجون، الكولونيل ستيف وارن، مستخدما الاسم الذي تطلقه اليابان على الجزر المتنازع عليها "قمنا بعمليات في منطقة سينكاكو. واستمرينا في اتباع الإجراءات العادية التي تشمل عدم الإبلاغ عن خطط الطيران، وعدم الإعلان مسبقا من خلال اللاسلكي، وعدم تسجيل الترددات التي نستخدمها". وفي المقابل قالت وزارة الدفاع الصينية، الأربعاء، إنها رصدت المسار الكامل لقاذفتين أميركيتين غير مسلحتين من طراز بي-52 حلقتا فوق الجزر في مهمة تدريب، "دون إبلاغ بكين". وقالت الوزارة في بيان في موقعها على الإنترنت: "رصدت القوات الجوية الصينية المسار الكامل، وتعرفت عليهما "القاذفتين" في الوقت المناسب، وتأكدت أنهما طائرتان أمريكيتان". وأضافت قائلة "الجانب الصيني لديه القدرة على التحكم والسيطرة بفعالية على المجال الجوي ذي الصلة". ونشرت الصين، مطلع الأسبوع الجاري، إحداثيات ما سمته "منطقة تحديد الهوية للدفاع الجوي في بحر الصين الشرقي"، وحذرت من أنها ستتخذ "إجراءات دفاعية طارئة" ضد الطائرات التي تحجم عن الكشف عن هويتها بصورة صحيحة أثناء طيرانها في المجال الجوي. وتغطي المنطقة معظم بحر الصين الشرقي، وتشمل الأجواء الواقعة فوق الجزر المتنازع عليها مع اليابان. وانتقدت الولاياتالمتحدةواليابان الخطوة الصينية بحدة، ووصفها وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل بأنها "محاولة مثيرة للقلاقل لتغيير الوضع القائم في المنطقة". وقال، السبت، إن الولاياتالمتحدة لن تغير طريقة تنفيذ عملياتها في المنطقة. وقال البيت الأبيض، الثلاثاء، إن النزاع بين الصينواليابان على الجزر ينبغي أن يحل بالطرق الدبلوماسية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إرنست، للصحفيين: "السياسة التي أعلنها الصينيون في مطلع الأسبوع تزيد اشتعال الموقف دون داع". وأضاف "هذا هو نوع الخلافات التي ينبغي ألا تعالج بالتهديدات أو باستخدام لغة مستفزة، وإنما يمكن ويجب أن تحل دبلوماسيا". وقال خبراء إن الخطوة الصينية استهدفت التقليل من شأن زعم اليابان السيطرة الإدارية على المنطقة التي تضم جزرا صغيرة غير مأهولة تعرف في اليابان باسم سينكاكو، وفي الصين باسم دياويو. ولا تتخذ واشنطن موقفا من مسألة السيادة على الجزر، لكنها تعترف بسيطرة اليابان إداريا عليها، ولذلك فهي ملزمة، بموجب معاهدة مع اليابان، بالدفاع عنها في حالة نشوب صراع مسلح. وكانت وزارة الدفاع الصينية قالت، الاثنين، إنها قدمت احتجاجا للسفارتين الأمريكيةواليابانية في بكين ردا على انتقادات واشنطن وطوكيو. وقالت وزارة الخارجية الصينية إنها استدعت سفير اليابان، وطالبت طوكيو "بالكف عن الكلمات والأفعال التي تخلق توترا وتضر الاستقرار الاقليمي". ومن ناحية أخرى استدعت طوكيو وسيول دبلوماسيين صينيين للاحتجاج. وعلاوة على ذلك أرسلت الصين حاملة الطائرات الوحيدة التي تملكها في مهمة تدريبية إلى بحر الصين الجنوبي، الثلاثاء. من جهة أخرى أظهر استطلاع للرأي، نشر الثلاثاء، أن الصينيين يؤيدون بغالبيتهم اقامة منطقة مراقبة جوية فوق قسم كبير من بحر الصين الشرقي، رغم التوتر الذي خلفته هذه الخطوة. وأبدى حوالى 85% من الأشخاص الذين استطلعت آراؤهم من قبل صحيفة "جلوبال تايمز"، المعروفة بقربها من الحزب الشيوعي الحاكم، تأييدهم لإقامة "منطقة مراقبة جوية" التي أعلنتها بكين من جانب واحد، واعتبروا أنها ستساهم في "الحفاظ على الأمن الجوي" للصين.